يبدو أن النسخة الجديدة من بيرام ولد اعبيدي قد صدرت بالفعل، بغلاف مختلف، ومضمون مغاير لما عرفه الجيع في الطبعة الأصلية من بيرام، فبعد رحلة دامت أشهرا جاب خلالها قارات العالم، والتقى لمرات بألد معارضي النظام الموريتاني، عاد إلى موريتانيا محملا بخطة واضحة من ولد بوعماتو، وولد الشافعي، تقضي الخطة على ما يبدو بالتوقف تماما عن مهاجمة العلماء، بل والإشادة بدورهم، كما تقضي بعدم مهاجمة شريحة البيظان، كما دأب على ذلك بيرام سابقا، والتركيز أساسا على انتقاد نظام ولد عبد العزيز، واعتباره رأس كل البلايا، والحديث عن خارطة طريق لعزله عن السلطة، كما تقضي الخطة التي تم تكليف بيرام بتنفيذها بعدم الصدام المباشر مع الأمن في هذه المرحلة.
وقد نفذ بيرام بالفعل هذه البنود فور وصوله مدينة روصو قادما من السينغال.
بقدرة قادر، تحول بيرام ولد اعبيدي من داعية حقوق إنسان، ومدافع عن الطبقات المسحوقة، إلى معارض سياسي، طامح للإطاحة بالرئيس، متجولا بين فنادق، ومدن العالم، بدل آدوابه، وأحياء البؤس، والتهميش، وقد بدا التحول الذي طرأ على بيرام واضحا، فبمجرد وصوله مدينة روصو يوم أمس بدأ يدافغ عن ولد بوعماتو، وولد الشافعي، وكل المعارضين في الخارج، وهو الذي لم يذكرهم يوما في خطاباته من قبل.
ويبدو أن النظام الموريتاني كان يراقب تحركات بيرام ولد اعبيدي في الخارج، واكتشف خيوط تلك اللعبة، لذلك كان التعامل مع الرجل هذه المرة مختلفا، عشرة أيام فقط سيقضيها بيرام في انواكشوط، قبل أن يعود لأسياده بتقرير عن مهمته هذه، ومؤشرات النجاح، وأسباب التعثر، ليتم الانتقال للمرحلة الثانية من المخطط الذي يعمل عليه الثلاثي بوعماتو، بيرام، الشافعي في تحالف جديد، أشبه ب"زواج متعة" يحقق مصلحة مؤقتة لأطرافه، وسينتهي بطلاق بائن فور انتهاء المصلحة المشتركة في التخلص من ولد عبد العزيزكما يحلمون.