في ما يسمى بالعالم الثالث , وخصوصا في بلادنا , فإن أسرة الوزير وطباخهوسائقه الخاص وراعي الإبل وابن خال عمة زوجته , كلهم يحظون بمكانة خاصة , وبمهابة ورعب من طرف الجميع , أما الوزير نفسه ـ حفظه الله ـ فمجرد ذكر اسمه يثير في النفوس الهلع , فهو لا يتنفس في اليوم الا مرة واحدة في..... "أكرمكم الله" فقد اتخذ لنفسه حراسا وحُجّابا وسكرتيرات خلف أبواب مغلقة, ووجوها مكفهرّة كأنها موكلة بعذاب القبر.
لكن من المعروف أن لكل قاعدة استثناء , فما قام به وزير الصحة الجديد البروفسور "كان بوبكر" من عمل إنساني شهم إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا الوزير يختلف كليا عن مَن سبقوه , ومن عاصروه , ومن هم معه حاليا في مجلس الوزراء.
فبالرغم من أن الوزارة التي استلمها تعاني من ألف مشكلة ومشكلة , ومن المؤكد أنه مشغول في خطة عمل لإصلاحها ومحاولة حل مشاكلها العاجلة , فإن ذلك لن يمنعه من القيام بواجباته كطبيب جراح , حيث أجرى عملية لإحدى مريضاته التي كان يشرف على علاجها قبل أن يصبح وزيرا و ولم يمنعه التوزير وبهرجة الكرسي وفخامة السيارة من خلع بدلته وراتداء "بزّته" الطبية والتوجه بسيارته الشخصية الى مستشفى الشيخ زايد والقيام بالعملية للمريضة خدجة , ثم زيارتها كل يوم ومتابعتها مع باقي المرضى الذين كان يشرف على علاجهم.
الدكتور كان بوبكر هنيئا لك وهنيئا للوطن بك , أنت وحدك تستحق الوزارة أيها الوزير الشهم.