تسود العلاقات الفرنسية الموريتانية برودة منذ عدة سنوات. موقع “موندافريك”، الذي يديره الصحفي الفرنسي نيكولا بو، تطرق إلى هذا الموضوع حيث أكد أن برودة هذه
العلاقات تظهر بشكل جلي من خلال عدم قيام المسؤولين الفرنسيين الكبار بزيارة إلى موريتانيا وغياب هذه الأخيرة عن عدد من القمم التي تنظمها فرنسا، ناهيك عن عدم مشاركة موريتانيا في العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي . معطى آخر يؤكد برودة العلاقات الفرنسية الموريتانية هو عدم قيام موريتانيا بتجديد عقد الخبراء العسكريين الفرنسيين الذين عادوا إلى فرنسا في ماي 2016.
هذا الفتور الدبلوماسي في العلاقات بين البلدين تجسد كذلك من خلال البيانات والبيانات المضادة، وحديث السلطات الفرنسية المتكرر عن كون موريتانيا غير آمنة وتحذير فرنسا لرعاياها بهذا الخصوص.
وقد أرجع “موندافريك” أصل الخلاف بين فرنسا ومستعمرتها السابقة إلى تصنيف مناطق واسعة من التراب الموريتاني على أنها خطرة بالنسبة للفرنسيين، ما أضر بالقطاع السياحي بموريتانيا، نقل الموقع عن صحيفة موريتانية قولها إن رفض موريتانيا المشاركة في العملية العسكرية الفرنسية “سرفال” في شمال مالي هو سبب تدهور العلاقات بين البلدين.
هذا الرفض دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للتراجع عن الوعد الذي قطعه لنظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بزيارة موريتانيا خلال تنقل هذا الأخير إلى فرنسا للعلاج في أعقاب تعرضه لإطلاق نار.
واستمرت العلاقات الفرنسية الموريتانية في التدهور بعد رفض ولد عبد العزيز نشر 3 آلاف جندي موريتاني في منطقة غاو المالية في إطار العملية العسكرية “بارخان”، حيث اكتفت موريتانيا بإيفاد ضباط إلى باماكو وتومبوكتو كخبراء ومستشارين من أجل العمل في إطار تبادل المعلومات الاستخباراتية مع القوات الدولية المشاركة في العملية.
و قدم “موندافريك” سببا آخر لفتور العلاقات بين باريس ونواكشوط من خلال الحديث عن التقارب الفرنسي السينغالي على حساب علاقات متوازنة مع موريتانيا، بالإضافة إلى عودة العلاقات بين المغرب وفرنسا إلى سابق عهدها.