قول تعالى فى محكم كتابه العزيز : ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ) البقرة / 222
وتدور في أذهان الناس أسئلة كثيرة حول كيفية نزول الدورة الشهرية والحكمة من نزولها. وهنا نقول أن الجهاز التناسلي للمرأة يحميه جيش ضخم من الميكروبات مختلفة الأنواع والتي تتواجد في توازن بيئي رائع بهدف منع أي ميكروبات أو فطريات أو غيرها من الوصول للجهاز تحت أي ظرف، إلا أن هذه الميكروبات تتكاثر بشكل طبيعي يتطلب تنظيف الجهاز تماماً من هذا الجيش.
وتظهر حكمة كون الدورة الشهرية عبارة عن دم ، حيث أن الميكروبات تعشق الحياه في الدم وبالتالي-ولعمل صيانة دورية للجهاز التناسلي- صار ضرورياً أن يتعرض الجهاز لسلسلة متلاحقة من التغيرات الهرمونية والتي ينتج عنها “حال عدم حدوث الحمل” انفصال الجزء السطحي من بطانة الرحم والتي تتحول إلى كتلة صلبة متجلطة داخل الرحم لتجميع الميكروبات التي في الجهاز، ومن هنا جاءت معلومة انه دم فاسد.
ثم يقوم الرحم بالانقباض وتكسير هذه الكتلة الصلبة لتنزل في صورة سائلة. وهذه الانقباضات برغم كونها تدريب شهري منتظم لعمليه الولادة، إلا أنه السبب الرئيسي للألم في هذه المرحلة.
متى تبدأ الدورة الشهرية ؟
تبدأ الدورة الشهرية كمظهر أخير لعملية البلوغ في الفترة من ١١ عام وحتى ١٤ عام تقريباً، ثم تنقطع تماماً في سن ٥٣ في المتوسط وهنا فإن عامل الوراثة له دوراً كبيراً في تحديد موعد البدء والانتهاء وكذلك التغذية السليمة والحالة النفسيه والصحية للمرأة.
الدورة الشهرية والعلاقة الحميمية
في بعض الحالات تشعر النساء بزيادة الشعور “بشكل لا إرادي ” في الرغبة الجنسية .. ومن ناحية أخري فإن نزول الدم واحتقان الحوض “زيادة تدفق الدم له” يساعد على زيادة هذا الشعور.
ودم الدورة مليء بجيش الميكروبات الذي كان يحمي الجهاز التناسلي في الشهر الماضي وعند حدوث العلاقة الجنسية فإن هذا الجيش يتمكن من الانتقال للزوج و البقاء داخل غدد جهازه التناسلي بما يسمح بحدوث عدد كبير من الأمراض لا قدر الله ولهذا كانت الحكمة من تحريم المباشرة فى الفرج فى اوقات الدورة الشهرية .
وعلى هذا فيجب الامتناع عن جماع المرأة الحائض لأن جماعها يؤدي إلى اشتداد النزف الطمثي ، لأن عروق الرحم تكون محتقنة وسهلة التمزّق وسريعة العطب ، كما أن جدار المهبل سهل الخدش ، وتصبح إمكانية حدوث الالتهابات كبيرة مما يؤدي إلى التهاب الرحم أو يحدث التهاب في عضو الرجل بسبب الخدوش التي تحصل أثناء عملية الجماع ، كما أن جماع الحائض يسبب اشمئزازاً لدى الرجل وزوجه على السواء بسبب وجود الدم ورائحته ، مما قد يكون له تأثير على الرجل فيصاب بالعنة (البرود الجنسي )
ويقول الدكتور محمد البار متحدثاً على الأذى الذي في المحيض : يُقذف الغشاء المبطّن للرحم بأكمله أثناء الحيض .. ويكون الرحم متقرحاً نتيجة لذلك ، تماماً كما يكون الجلد مسلوخاً فهو معرّض بسهولة لعدوان البكتيريا الكاسح .. ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطراً داهماً على الرحم .
لهذا فإن إدخال القضيب إلى الفرج والمهبل في أثناء الحيض ليس إلا إدخالاً للميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم .
إلى غير ذلك من المضار الكثيرة والتي لم يكشف عنها الآن ، وإنما عبّر عنها الله عز وجل بقوله : ( قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ، ولا تقربوهن حتى يطهرن ) فوصفه تعالى له بأنه ( أذى ) أذى للزوجة ، وأذى للزوج وغير ذلك من مضار كثيرة الله أعلم بها .