قبل قرار جبهة البوليساريو نقل قواتها العسكرية الى منطقة الكركرات خلال شهر غشت الماضي كرد على قرار المغرب تعبيد الطريق نحو موريتانيا، حصلت على موافقة جزائرية للدخول في مناوشات حربية مع المغرب، بينما اتخذت موريتانيا مسافة في الموضوع، مؤكدة أن الأمر لا يعنيها، وقامت بتعزيز وجودها العسكري شمال البلاد تحسبا لأي طارئ .
واعتبرت جبهة البوليساريو قرار المغرب تعبيد الطريق بينه وبين موريتانيا بمثابة اختبار للقيادة السياسية والعسكرية الجديدة لجبهة البوليساريو، وكان الرد بإنزال قوات عسكرية خفيفة في منتصف الطريق لمنع إتمام تعبيد الطريق ونقل الملف الى الأمم المتحدة. وتدخلت الأخيرة حيث تستمر الأوضاع على ما هي عليه، فقد توقفت عملية تعبيد الطريق، وترابط قوات مغربية وأخرى للبوليساريو على بعد 120 متر وبينهما قوات أممية.
وحصلت ألف بوست من مصادر سياسية رفيعة المستوى في أوروبا بأن جبهة البوليساريو قبل اتخاذ قرار نقل قوات عسكرية الى الكركرات، حصلت على الضوء الأخضر من طرف الجزائر للدخول في مناوشات عسكرية مع المغرب إذا قرر المغرب إتمام الطريق.
وفي الوقت نفسه، حصلت البوليساريو على موقف غير واضح من طرف موريتانيا التي أقدمت علانية على التصريح بأن قضية تعبيد الطريق لا تعنيها لأنها لا تمس حدودها السياسية، وهي إشارة الى أن المعني بالموضوع هو المغرب وجبهة البوليساريو. ولكنها في المقابل وتحسبا لأي طارئ إذا وقعت الحرب، نقلت قوات عسكرية كبيرة الى شمال البلاد. وكانت العلاقات بين الرباط ونواكشوط متوترة للغاية، ولم تكن قد شهدت الانفراج النسبي الذي تشهده الآن.
وخوفا من تطور الأوضاع، نقلت الجزائر نسبة هامة من قواتها الى الحدود مع المغرب، كما نقل المغرب قوات كبيرة الى المناطق نفسها التي تمركزت فيها القوات الجزائرية.
ولم تتطور الأوضاع الى مواجهات حربية بسبب وجود الأمم المتحدة، وبسبب التزام المغرب الهدوء لأنه يدرك أن أي مواجهة سيعني مباشرة عدم عودته الى الاتحاد الإفريقي. كما أن المواجهة كان المنتظر أن تكون محدودة بحكم عدم توفر البوليساريو على قوات كبيرة في الكركرات، ولكنها كانت قد تغامر بالهجوم على المغرب في نقاط أخرى من الجدار.
ويعتبر الضوء الأخضر من الجزائر هو اتفاق بينهما وبين البوليساريو بأن المناوشات الحربية قد تنقل ملف الصحراء الى مستوى آخر وسط المنتظم الدولي لتحريك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
ويذكر أن دول غربية كبرى سبق وأن علقت على نشوب الحرب في الصحراء مجددا لن يقلقها كثيرا لأن هذه المواجهات لن تخلف لاجئين ولن تلحق أي ضرر بمصالح الغرب.