الكشف عن هوية أول من دعا لمحاربة العبودية فى موريتانيا و حذر من تدويلها

قال الباحث الموريتانى سيد أعمر ولد شيخنا إن أول من دعا لمحاربة العبودية فى موريتانيا، وحذر من تدويل الملف هو  الشاعر والسياسى محمد الحنشى ولد محمد صالح فى قصيدة تجاهلتها النخب ، رغم وجاهة الدعوة وتوضيح المخاطر المترتبة على تجاهلها.

وقال ولد شيخنا إن قصيدة الشاعر محمد الحنشى ولد محمد صالح نظمها سنة 1964 ووجهها للنخبة الموريتانية من أجل وضع تصور لمواجهة العبودية ومخلفاتها، لكن الجميع تجاهلها ولم يعرها أي اهتمام.

 

ويقول الشاعر فى قصيدته :

 

أين منى آذانكم والعقول .. أدمى تعبيده معقول؟

مشكل فى بلادكم وخليق .. أن تسنى للمشكلات حلول

 

 

ويصور الشاعر فى القصيدة واقع الأرقاء بموريتانيا ابان فترة الاستقلال قائلا :

 

فالرقيق المسكين رهن البلايا .. مستكين مسخر مكبول

يكدح الدهر آلة لاتوانى .. فوقه السوط والكلام الرذيل

لاشموس المصيف تعفيه يوما .. من عناها ولا الشتاء الثقيل

فرشه الأرض والسماء غطاه .. مستذم عن سربه معزول

قوته البؤس ليس يشبع بطنا .. من عناء وسعيه المأكول

 

ويخاطب الشاعر أبناء جلدته مطالبا بالعدول عن المواقف السابقة والعمل من أجل انهاء الظاهرة المرفوضة قائلا :

 

أو لم يأن بعد أن تستفيقوا .. قد على الحق وأنتهى التضليل

إنما تعملون زيغ وصد ....عن طريق الرشاد وهو الأصيل

ليس عدلا كلا ولاخلقيا .. أن يعيش الإنسان وهو ذليل

أنصتوا للتاريخ وهو ينادى .. أنظروا عقبى الأمر كيف تحول

 

ويحذر ولد محمد صالح من تدويل الملف وخروجه عن سيطرة النخبة السياسية والفاعلة فى المجتمع مع تقدم الزمن قائلا :

 

مشكل من ورائه مشكلات .. منتهاها لكم وخيم وبيل

ثورة فانطلاقة ثم فوضى .. فيكون التحكيم والتدويل

ويهن جانب العروبة منكم . وتقوى جوانب وفلول

كيف تعطون للعدو سلاحا .. يتقوى عليكم ويصول

 

ويختم الشاعر بالدعوة لفتح الباب من أجل حوار داخلى ينهى الأزمة ويضع حدا للعبودية داخل البلد قائلا :

 

افتحو الباب للحلول وعندى .. نظريات كلهن حلول

اتركوا الرق للإله يثبكم .. وجزاء الإله خير جزيل

أنتم العرب بين بيض وسود .. عربي هذا وذاك أصيل

لغة الضاد تجعل الكل صفا ... والنوايا سليمة والميول

تكسبوا العز طارفا وتليدا .. حيث يرضى إلهكم والرسول

 

(*) نقلا عن كتاب موريتانيا المعاصرة