عندما يتعلق الأمر بسياسة الشرق الأوسط فإن الحصول على اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين على كيفية وضع خريطة يبدو تقريباً شئياً مستحيلاً. ولكن الحصول على الطرفيين للتوقيع على خارطة الشرق الأوسط، قد فعلها شخص واحد هو عضو الكونغرس الأمريكي النائب الجمهوري بيتر روسكام، لقد فعل ذلك مرتين. واحدة هي خريطة تشمل "الأراضي التي تحتلها إسرائيل" والأراضي الفلسطينية، فقد وقع له رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين ناتنياهو على الخريطة بجانب البحر الأبيض المتوسط قبالة مدينة غزة في أغسطس 2015.
وكتب رئيس بلدية القدس نير بركات، الذي رسم دائرة حول المدينة بأكملها إلى "بيتر مع الصداقة والحب من القدس". أما توقيع رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، فقد امتد في أنحاء الضفة الغربية. وخريطة ثانية في عام 2008، وهي عبارة عن خريطة القدس والمنطقة المحيطة بها، وحسب كلام روسكام، فإنه لم يأخذ أي فرصة في الحصول على توقيعات من فياض ومن رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت إيهود أولمرت، عندما كان مع بعضهما. ولاحقاً حصل هذا النائب على توقيع فياض في وجبة إفطار مع مسؤولين أمريكيين أخرين، وقال روسكام ضاحكاً خلال مقابلة مع "ياهو نيوز": ثم في اليوم التالي، أو بعده بأيام في وقت لاحق، كنا مع أولمرت وقلت لنفسي يجب أن أقوم بذلك، لذلك طويت الخريطة للأعلى وقام هو بتوقعيها، ولعل هذه الخريطة الوحيدة التي وقعها هذين الرجلان".
ولكن الضربة الموفقة الأكبر لروسكام، ربما قد تكون أتت في مارس 2008، عندما كانت هناك حوالي 15 دقيقة تحاول فيها الولايات المتحدة وليبيا تحسين علاقتهما التي تميزت بالجفاء على مدى عقود والتقى هو وغيره من البرلمانيين مع الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، يقول روسكام:" كنت مع الوفد البرلماني وكانت لدي خريطة إفريقيا فقلت يا عقيد هل توقع من فضلك خريطتي فوقع عليها" ويضيف روسكام:" لقد ضحك بصوت عالٍ عندما طلبت إليه أن يوقع على الخريطة."
وتوجد لدى روسكام 12 خريطة مؤطرة مع بعض من أفضل التوقيعات بالنسبة له تزين جداراً طويلاً في مكتبه الفسيح العالي السقف وتشمل خريطة التبت موقعة من طرف الدلايلاما وواحدة موقعة من طرف كل من الناشط البورمي أنغ سان سوكي والحاكم العسكري السابق للبلاد، وأيضاً خريطة الهند موقعة من طرف رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وأخرى هي خريطة أوكرانيا وقعها بيترو بوروشينكو، أياماً قبل انتخابه رئيساً للبلاد.
ويرجه روسكام انبهاره على مدى حياته بالخرائط إلى قرار والديه بتغطية جدران غرفة شقيقه الأكبر بخرائط وطنية كلاسيكية، وقال" عندما تكون هناك تجد نفسك منتبهاً فقط إليها وتبحث". روسكان لا يتذكر أين ذهب في أول زيارة برلمانية له، كما هو معروف عن وفود الكونغرس في الخارج، ولكنه يتذكر أنه كان منزعجاً من نفسه لنسيانه إحضار خريطة معه، وكان قد بدأ مطاردته للحصول على تواقيع المشاهير في رحلته الثانية، التي كانت محطتها العراق. يقول روسكام:" كان لدينا عشاء كنت أحمل معي خريطة وطنية للعراق وقلت جنرال هل توقع خريطتي من فضلك، فوقعها وكتب عليها التاريخ."
تتضمن مجوعة روسكان اليوم العشرات من الخرائط الموقعة معروضة في مكتبه في واشنطن وفي مكتبه الأخر في الولاية التي ينتمي إليها، وقال إنه لم يحصل أن فقد أعصابه أبداً عندما كان يأتي الوقت لطلب توقيع ما، كما لم يحصل أن رفض أي أحد طلبه. ويطلب روسكام من الناس عموماً توقيع أسمائهم على مقربة من المكان الذي نشؤا وترعرعوا فيه أو المكان الذي يحمل معنىً خاصاً بالنسبة لهم.