باباه سيدي عبد الله يسخر من مقابلة الرئيس الموريتانى

قال السفير السابق باباه سيدي عبد الله إن مقابلة الرئيس الموريتانى مع قناة فرانس 24 جاءت فى وضعية غير مريحة حد الإحراج .
وتناول السفير المقيم فى قطر خطاب الرئيس الموريتانى والمحاور التى تحدث عنها واصفا بعض أجوبته أنها تضمنت نظريات جديدة فى الدبلوماسية .
وجاء فى تدوينة الكاتب لاباه سيدى عبد الله :

" فى صورة قلمية (portrait)، نشرتها أواخر نوفمبر 2014 ،وصفت أسبوعية (Jeune Afrique) الرئيس الموريتاني،محمد ولد عبد العزيز، بأنه (droit dans ses bottes)، وهي عبارة تحيل فى بعض معانيها إلى صرامة الشخص حدَّ العناد ولو كان على خطأ جَــلِـي.
قبل يومين، وفى مقابلته مع قناة (فرانس 24) كان الرئيس الموريتاني (dans ses petits souliers) أي أنه كان فى وضعية غير مريحة حدَّ الإحراج.
و لتوضيح هذا الوصف،لا بد من فهم السياقين الداخلي والخارجي اللذين جرت فيهما هذه الخرجة الإعلامية.
ففى السياق الداخلي تزامنت مع افتتاح دورة برلمانية فوق العادة أهم نقاط جدول أعمالها مناقشة "مشروع قانون دستوري يتضمن مراجعة دستور 20 يوليو 1991 والنصوص المعدلة له" ، فى ظل تزايد التساؤل عن المستقبل السياسي للرئيس نفسه.
كما تزامنت - من جهة أخرى- مع تراجع ملحوظ فى وتيرة حماس النصرة المطالبة بإعدام المسيء إلى الجناب النبوي الشريف.
وبخصوص النقطة الأولى،جدد الرئيس الموريتاني القول إنه "سيترك الحكم لدى انتهاء مأموريته الثانية و الأخيرة، لكن!!!
و (لكن) هذه هي مربط الفرس و العنصر الجديد : فللرئيس مرشحه للخلافة (dauphin ) ، وتلك "حظوة" سيزداد أوار الصراع عليها بين أسماء معروفة وأخرى مجهولة فى محيط الرئيس، وسيصل التنافس الظاهري والباطني للفوز بها إلى مراتب غير مسبوقة من التزلف. وإن غدا لناظره قريب.
ومن خلال هذه الرسالة الداخلية،أراد عزيز الظهور بمظهر الممسك بكافة خيوط العملية السياسية، والقادر على توريث الحكم لمن سيحميه من المسائلة. وإن غدا لناظره – فى هذه- أقرب من حبل الوريد.
و على المستوى الخارجي،قد يكون من الصدف "المدروسة" تزامن خرجة الرئيس فى (فرانس24 ) مع توجيهه لسفيرته فى باريس بحضور العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية فى فرنسا ( crif)، و تذكيره – أي الرئيس فى معرض رده على سير محاكمة المسيء للجناب النبوي الشريف والمطالبة الشعبية بإعدامه - بما يُفهَم منه أن عفوا رئاسيا عن المسيء أمر غير مستبعَد، وعلى كل حال- يقول الرئيس- " منذ عشرات السنين موريتانيا لم تنفذ حكما بالإعدام".
كلام الرئيس متسق مع الحديث المسموع والمرئي المسرَّب عن دخول الأجهزة الإستخباراتية على خط تهدئة حراك الهبة الشعبية انتصارا للجناب النبوي الشريف، و الكف عن المطالبة بإعدام المسيء.
بقية ردود الرئيس ذات الصلة بالشأن الدولي أثبتت فعلا أنه كان (dans ses petits souliers):
• ليس منطقيا أن يُسلب يحي جامي أموالَه وتُهدَّدَ سلامته بعد أن حكم غامبيا لأكثر من عشرين سنة!!! ( طول فترة الحكم معيار للحماية والإفلات من العقاب)
• العلاقات مع المغرب ليست بهذه الدرجة من السوء ،إنها جيدة !!! ( ألم يقل أحد وزرائه إن العلاقات بين الدول لا تُقاس بمستوى التمثيل الدبلوماسي بينها)
• مازلنا نتابع الأمر بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا...وأمريكا على كل حال بعيدة منا!!! ( نظرية جديدة فى العلاقات الدولية).
حفظ الله موريتانيا من الحاكم القائم والحاكم المتكئ."