تنتشر في شبكة الإنترنت أخبار مثيرة لا تكاد تصدق. فمثلا الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد يرعى حاليا الأغنام ويعمل في تنظيف الشوارع. وهذا ليس كل ما في الأمر. فبحسب المعلومات المنشورة في الإنترنت، كان أحمدي نجاد أيام رئاسته يذهب إلى العمل بواسطة وسائط النقل العام، وكانت زوجته عاملة نظافة في مدرسة.
ويذكر أن "أحمدي نجاد عندما دخل لأول مرة إلى مكتب الرئيس استغرب من وجود سجاجيد إيرانية فاخرة، حتى أنه أعطى سجادة منها إلى أحد المساجد في طهران واستبدل أخرى بسجادة رخيصة الثمن... وقد سجل في قسيمة ممتلكاته: سيارة بيجو 504 صنعت عام 1977 ومنزلا صغيرا ورثه من والده قبل 40 سنة. كما أنه كان يجلب فطوره من البيت يوميا (خبزا وجبنا وزيت زيتون). وبعد انتهاء ولايته، رفض استلام الراتب التقاعدي المخصص لرئيس الدولة، مبررا ذلك بأنه لم يعمل من أجل هذا الراتب بل من أجل رفاهية الشعب. ويتقاضى محمود أحمدي نجاد حاليا ما يعادل 250 دولارا في الشهر مقابل إلقاء المحاضرات في الجامعة.
هل هذه المعلومات صحيحة؟ من الصعب الإجابة على ذلك. لأنه ليس هناك ما يؤكدها في أي مصدر رسمي. بيد أن المطلعين يؤكدون صحة ما ينشر عن تواضع أحمدي نجاد، خاصة بعد الشائعات، التي تشير إلى نيته المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 19 مايو/أيار 2017.
من جانبه، يؤكد المستشرق سعيد غفوروف للصحيفة أن أحمدي نجاد يلقي محاضرات في الجامعة، وأن آية الله العظمى علي خامنئي أصدر مرسوما بتعيينه عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام.
توني بلير
أما رئيس وزراء بريطانيا الأسبق طوني بلير، الممثل الخاص السابق للجنة الرباعية الدولية (روسيا، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، الأمم المتحدة) لمسألة التسوية في فلسطين، فيتقاضى مرتبا مقابل الاستشارات التي يقدمها إلى الساسة ورجال الأعمال الكبار في مختلف الدول وعلى رأسها الكويت. وبحسب وكالة "بلومبيرغ"، كانت سلطات كازاخستان تدفع له سنويا 8 ملايين جنيه استرليني. كما أنه منذ عام 2008 عين في منصب كبير مستشاري JPMorgan Chase&Co.، البنك الاستثماري، الذي يحل في المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة. إضافة إلى هذا، يبلغ راتبه التقاعدي السنوي 70 ألف جنيه استرليني.
بيل كلينتون
بعد انتهاء فترة ولايته الثانية، بدأ بإلقاء المحاضرات في الجامعات (تصل قيمتها إلى نصف مليون دولار) وأسس وزوجته هيلاري "مؤسسة كلينتون" الخيرية لتقديم المساعدات الإنسانية ومكافحة التغيرات المناخية ومرض نقص المناعة "الإيدز". بيد أن وسائل الإعلام حصلت على معلومات تشير إلى أن شركات وساسة بلدان مختلفة كانوا يقدمون مبالغ كبيرة إلى هذه المؤسسة مقابل دعم هيلاري لهم عندما كانت تشغل منصب وزيرة خارجية الولايات المتحدة. فمثلا كشف جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" عن مدفوعات دورية من المملكة السعودية لمؤسسة كلينتون، لذلك كان موقفها إيجابيا من المملكة، على الرغم من وجود شكوك في دعم الرياض للمتطرفين.
خوسية موخيكا
كان يعدُّ "أفقر رئيس دولة في العالم". وقد شارك النصير خوسيه في الحرب ضد الطغمة العسكرية ومقارعتها، ولم يغير شيئا من نمط حياته، كان يستخدم سيارته الفولكس فاغن القديمة التي تعادل قيمتها 2000 دولار. وكان ينفق الجزء الأكبر من مرتبه على الأعمال الخيرية، ورفض الإقامة في القصر الرئاسي وبقي مع زوجته في مزرعته القديمة من دون خدم، حيث كان في وقت الفراغ يزرع الورود والخضروات. لذلك لم يتغير أي شيء في حياته بعد نهاية ولايته.