تزامنا مع الاعلان الذي وزعته الوزارة المنتدبة لدى وزير الاقتصاد والمالية حول جاهزية صرف ميزانية 2017 ،تبين لاحقا أن الامر لايعدو كونه حبر على ورق ،كما يعيدنا الى الوراء قليلا عندما أفصحت حكومة المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية 2005 عن بعض اسرار نظام ولد الطائع المتعلقة بالجانب المالي والاقتصادي للبلد حيث وصفتها بمجرد أرقام لاوجود لها اطلاقا بقدر ماهي محاولة منه لمراوغة الممولين من أجل الحصول على مزيد من الدعم المالي،وكان له ذالك عكس الوشاة الذين لم يجدوا ثمن وشايتهم وكان الشعب كعادته الضحية لانه من سيدفع الثمن لاحقا.
نفس السيناريو تكرر مرات تلوى الأخرى لكن بدون جدوى حتى في هذه الفترة التي يصفها أهلها بأنها الأفضل في تاريخ البلد ومن جميع الجوانب ايضا لانها حسب وصفهم جاءت بالمعجزات..
الجديد في الامر وحسب تحقيق أجرته” شبكة المراقب”فإن الميزانية التي يعلن عنها بداية السنة لاتعدو كونها مجرد سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ….فالحساب المصرفي للخزينة العامة للدولة لدى البنك المركزي لم يعد كما كان عليه سابقا وهو ماجعل الخزينة تعجز أيما عجز عن الوفاء بالتزاماتها ربما كاملة نظرا الى أن الحساب الذي كان يصل رصيده يوما من الايام الى مايفوق 70مليار من الأوقية اصبح اليوم غير قادر على توفير ربع هذا المبلغ رغم بعض البنود الداعمة مثل مبالغ المحروقات المنتزعة كرها من المواطن والضرائب المجحفة وغيرها كثير،وهو ماجعل وزارة المالية تحاول جاهدة التستر على مغالطاتها هذه بالايحاء الى بعض القطاعات تأجيل طلبات حوالاتها الى الوقت المناسب والذي قد يكون نهاية العام مثل صندوق دعم الصحافة الذي لن يتمكن من استقبال مبلغ ال200مليون أوقية المخصصة له قبل ذالك التاريخ فمابالك بالمبالغ الضخمة..؟،وهو مايدل على أن حساب الخزينه منهك تماما وغير قادر على توفير المبالغ الكبيرة الا بعد تجميعها من مصادر أخرى ،الشيئ الذي قد يتطلب 12شهرا كاملة أو تزيد.