الوزير الذكي والعارف بإسرار المهنة

يذكر أن وزيرا عين لقطاع صعب إصلاحه على الكثير من الوزراء الذين سبقوه فلما جاء إلى الوزارة وبدا عمله عقد اجتماعا أوليا مع جميع الأطر في الوزارة لوضع الأسس الأولية للعمل

بالنسبة للجميع : فبعد ترحيبه بالجميع قال << فلقد كلفت بإصلاح هذا القطاع الذي تدهورت حالته هذه الأعوام الماضية؛ فاني أجدد لكم الثقة جميعا كل حسب اختصاصه والمسؤوليات المؤكلة إليه شريطة أن تعرفوا أنني سأقوم كل واحد منكم حسب أدائه وعطائه وأحاسبه على هذا الأساس كما أخبركم أن أحسن إطار عندي سيكون من تتوفر فيه الشروط التالية :

1- أكثركم انضباطا وحضورا في الوقت؛

2- أكثركم إنتاجا ومردودية للقطاع؛

3- أصدقكم قولا ولتعلموا أن كل من قال لي كلمة سوء في احد الأطر العاملين معنا سألزمه بقولها أمام المعني حتي ينفيها آو يؤكدها؛

4- أطهركم أخلاقا وهنا أحذركم من التجسس والنفاق والتحايل والكذب وسوء الظن بالآخرين وإشعال الفتنة بن المسئولين لأي سبب كان؛ الخ

5- واسعا كم في المصلحة العامة على المصلحة الخاصة

6- الخ؛ فلقد بين الوزير الذكي والعارف بأسرار المهنة لجميع الأطر أن القطاع سيكون ورشة للتنافس الايجابي في الإنتاجية والمر دودية والعطاء والأداء الأحسن. وبعد بضعة أشهر لاحظ الرئيس تحسنا في القطاع وقلت المشاكل وأصبح اطر القطاع متماسكين لنجاح المهمة الوطنية المؤكلة إليهم. فاستدعى الرئيس الوزير وسأله كيف تمكنت من جعل هذه الوزارة المتعقدة ورشة عمل تتماسك فيها جميع الأطر لتحقيق أهدافها المنشودة بدون ضجيج ولا حسد ؟ فقال له الوزير لأنني هيأت الأرضية للعمل والمردودية والإنتاجية لا للوشاية والكذب والنفاق.

لان الانسان لا يسمع الا من ثلاث:

1- اما من مناصر للشخص

2- اما من كاره للشخص

3- اما من جاهل له فان حكمت عليه بأقوال احد هؤلاء أكون قد أخطئت في حقه وظلمته، فلو كنت قد فتحت لهم باب الوشاية والنفاق والكذب لأبعدوا عني كل من يمكنه مساعدتي في المهام التي كلفتموني بها. فارتاح الرئيس وشكره على ذكائه.

المفتش الطاهر بن احمد