أعلن، الليلة البارحة في نواكشوط، عن وفاة العقيد المتقاعد فياه ولد المعيوف أحد أشهر القادة والضباط العسكريين في تاريخ موريتانيا الحديث.
وقد برزت القدرات الفذة للراحل، كقائد عسكري من الطراز النادر خلال حرب الصحراء الغربية (1975-1979) في عهد المرحوم المختار ولد داداه، أول رئيس لموريتانيا بعد الاستقلال.
عمل ولد المعيوف معلما ومديرا لمدرسة ابتدائية بموجب عملية اكتتاب قامت بها وزارة التهذيب الوطني على عجل من أجل ضمان استمرارية الدراسة في ظل إضراب عام شنه المدرسون أواخر ستينيات القرن المنصرم؛ قبل أن يلتحق بسلك الدرك الوطني.
وفور اندلاع حرب الصحراء الغربية، إثر تقاسم موريتانيا والمغرب السيادة على هذا الإقليم بموجب اتفاق أبرمتها مع إسبانيا التي كانت تحتله، كان يومها الفقيد برتبة مقدم.
يمتاز المسار المهني للفقيد، بكونه أحد القادة العسكريين الموريتانيين القلائل جدا الذين لم يخسروا معركة واحدة، بل إن مقاتلي جبهة البوليساريو، التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، كانوا يحرصون على تجنب الاحتكاك بالوحدات الموريتانية الخاضعة لإمرة الرجل.
رقاه الرئيس المختار ولد داداه إلى رتبة عقيد (أول عقيد في تاريخ الدرك الموريتاني)، مكافأة له على تمكنه من السيطرة على مدينة الداخلة، عاصمة إقليم وادي الذهب قبل دخول القوات المغربية إليها.
بعد الإطاحة بنظام الرئيس ولد داداه يوم 10 يوليو عين وزيرا في حكومة لجنة الإنقاذ الوطني، رغم عدم مشاركته في الانقلاب، لوجوده خارج المؤسسة العسكرية يومها.
اعتقل أيام حكم الرئيس محمد خونا ولد هيدالة، بتهمة التواطؤ مع كل المقدم أحمد سالم ولد سيدي والمقدم محمد ولد أباه ولد عبد القادر (كادير) الذين قادا محاولة انقلابية دموية فاشلة ضد ولد هيدالة يوم 16 مارس 1981، وأشيع يومها أن قادة تلك المحاولة الانقلابية كانوا يخططون لتشكيل مجلس عسكري يتولى السلطة برئاسة فياه ولد المعيوف.
ويعتبر الفقيد أحد الزعماء التقليديين البارزين في ولاية آدرار، والزعيم التقليدي لمجموعة أولاد آكشار ، حفيد الزعيم المعروف محمد الملقب (فياه) ولد المعيوف... تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون..