معلوم أن الشيطان يلازم الانسان منذ ولادته وحتى آخر نفَس من حياته , وهمه الاول والوحيد أن يُدخل بني آدم كلهم في النار , وهذه قصة شيقة ومفيدة جرت أحداثها بين فتاة والشيطان عند سكرات الموت , ونرجو أن يتعظ منها وينتفع بها كل من قرأها.
وهذه هي تفاصيل الحوار :
(وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ)
تقول الفتاة وهي في سكرات الموت :
معقول أن أموت ...
غير معقول ..
إني مازلت صغيره على الموت ..
أنا في الرابعه والعشرين فقط لاشك أنني أحلم ..
أكيد سوف يأتي الطبيب الآن ..
أكيد سوف يأتي..
أريد كأسا من الماء لقد جف ريقي ..
لماذا لايرد علي أحد ؟
أبي .. أمي .. لماذا لا يسمعني أحد..؟
أنا أسمعك.. ولا أحد غيري يسمعك
أنت... أين أنت ؟ ومن أنت؟
أنا قرينك .. أنا الشيطان بكل روعته وجماله
أعوذ بالله منك ما هذا المزاح ..
لابد أن هذا كابوسا وسوف أصحو منه !
أعوذ بالله ؟!.. أعوذ بالله ؟!
الآن ..
الآن أعوذ بالله..
الآن تذكرينها ؟!!
لماذا لم تتذكرنها طوال حياتك ؟
لماذا لم تذكريها عند نزواتك؟
الآن وأنت في سكرة الموت ..
الآن.. أعوذ بالله !!
ياللوقاحه !
موت .. أي موت ؟ .. إنني مازلت صغيرة على الموت
ومنذ متى يعرف الموت صغير أو كبير ؟
إن الموت لا يعرف إلا الأجل
(فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)
الآن أرتاح منك بعدما أنهيت مهمتي
مهمتك؟
ماهذا الذي تقول..
ما هي مهمتك ؟
مهمتي التي بدأت منذ خلق الله عز وجل آدم ..
يوم أقسم إبليس بأن يغوي بني أدم ..
ومنذ ذلك الحين انقسم الخلق إلى حزبين..
حزب الله وحزب الشيطان !
ويحك ما هذا الكلام الذي تقول ؟
هل هو كلام جديد عليك ؟ ..
أعذريني إنه خطئي ..
فقد عودتك على سماع الأغاني وكل حرام !
أعوذ بالله منك ..
أنا من حزب الله ..
أنا.. أنا أفضل من غيري كثيرا !!
أنا أفضل من غيري..
أنا أفضل من غيري..
ما أجملها من جمله أعلمها لأ مثالك ..
أنظري..
الذين في جهنم في الطبقه الرابعه يقولون نحن أفضل من غيرنا أهل الدرك الأسفل..
وكلهم في النار..
كلهم في ضلال ..
ولا فرق بين ضلال بعيد وضلال قريب !
ولكن أنا ليس لي ذنوب أنا مسلمه ..
أنا مسلمه أنا ذنوبي صغيره !
لا يا رفيقة العمر ..
إن ذنوبك عظيمه ولكني كنت أصغرها في عينك..
وأزينها .. وأهونها !!
((فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ
وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))وما كان لي عليك من سلطان إلا أن دعوتك فاستجبتي لي ..
وأنا أزين الحرام ..
مثلا .. الطبيب يعالج ..
والمدرسة تدرس ..
وأنا عملي أزين الحرام لإبن أدم ..
أعمل بهذا منذ فجر الإنسانية..
أمنيكِ .. ألهيك .. أنسيك..
أجعلك تسوفين في كل توبة ..
إنك تطلبين الجنة مرة وأنا أطلب لك النار ألف مرة
((لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ))
وما ذنوبي يا رفيق الشؤم ويا عشرة الندامه
أولها وأكبرها وأحبها إلى قلبي ترك الصلاة ..
أنا جعلتك تؤخرينها ..
أنا جعلتك تؤجلينها ..
ثم جعلتك تهملينها ..
ثم أنا جعلتك تتركينها!
إلى أن مات قلبك..
إن العهد بين المسلم والكافر الصلاة ..
فمن تركها فقد كفر وياله من إنجاز !!
لعنة الله عليك وهل لك غير هذا عندي ؟
غير هذا كثير وكلا منها يكفيني
أتحداك لو أن لي غيرها.. مع أنها الطامة الكبرى
مهلا .. مهلا..
قتل الإنسان ما أكفره ..
سوف تموتين وأنت مسجل عليك
أنك زانيه أكثر من مئة مره !
أتحداك ..
في حياتي كلها لم أعرف رجلا أبدا
صحيح ولكن..
ألم تخرجي في يوم كذا ويوم كذا إلى السوق متعطرة بعطرك الثمين؟
نعم وماذا في ذلك ؟
لقد شم عطرك فلان ..
وفلان .. وفلان..
ألم تعلمي بإنه أيما إمرأة خرجت متعطرة فشم الناس عطرها فهي زانيه !!
ولكنه مجرد عطر
(( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ))
أتريدين المزيد فوق هذا ؟
وما المزيد فوق هذا ألا يكفي ؟
لا يكفي أبداً ..
أنا لا أريد لك دخول جهنم فقط ..
بل أريدك في الطبقات السفلى منها !
لعنة الله عليك..
لعنة الله عليك..
ما أشد حقدك على إبن أدم ..
وماذا جنيت أيضا؟
عليك إثم فلان .. وفلان .. وفلان ..
والقائمه طويله
كذبت فأنا لا أعرف منهم أحد .. فكيف أحمل إثمهم ؟
معقول ..
معقول .. ما أشد نسيانك ؟
أنسيتي يوم كذا.. ويوم كذا ..
خرجت بعباءه ضيقه ..
متمايلة .. متبرجة ..
ويومها حلت عليك أللعنه في السماوات والأرض ..
وفتنتي فلان .. وفلان ..
وفلان من عباد الله عزوجل .. وفتنتهم بك من نظرة إليك ..
بل أفسدت توبة بعضهم وطبعا لك ذنوبا مثل ذنوبهم
(( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ))
ما أشد حساب الله عزوجل ..
أنت نار أنا أشعلتها ...
أنت سهم أنا رميته
أصيب بك عباد الله
لا...
سأتشهد لعلي أموت على الشهادة
(( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ))
إنها أقدم كلمة سمعتها من أمثالك ..
هيهات هيهات لو كان قبل اليوم !
ولكنها الآن أثقل من الجبال على لسانك ..
أتحداك أن تنطقينها ..
آن الأوان لكي نفترق ..
لقد صاحبتك منذ صغرك وذهبت معك كل مكان إلا القبر !!
فاذهبي إليه وحدك وليظلم عليك وحدك وليضمك وحدك !
لعنة الله عليك أفسدت علي الدنيا والآخرة !
ألا إنهم قادمون..
ألا إنهم قادمون..
من ؟..من ؟ ..
أهلي ..أهلي ..
ويلك هذا يوم لاينفع فيه الأهل ..
أنظري جيدا إنهم الرعب بعينه ..
إنهم ملائكة العذاب معهم حنوط من نار مآ أنتن ريحه ..
الم يكشف عنك غطآءك بعد ؟
(( لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ
فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ))
إنهم يقولون أخرجي أيتها النفس الخبيثه ..
أخرجي إلى غضب وسخط من الله عز وجل
(( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ
بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ
الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ
عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ))
خاتمه
أختاه
واحد سنتيميتر من قلبك فقط إجعليه لله..
ساعة واحدة من يومك للصلاة..
أختاه من يكون معك في كل وقتك ؟
ومن تلجئين إليه في كل أمرك؟
من سيكون معك عند وفاتك ؟
من سيكون معك في قبرك أنت والظلام وهو ؟
من سيكون معك في المحشر ومن سيكون معك هناك على الصراط..
هناك... فوق جهنم !!!
وهي تحتك تستعر ويملأ أذنيك صوتها وصوت من يصرخ فيها ..
وهي تشتاق إليك ؟..
هناك الله وحده ..
وسوف تنادين يارب وما أحلاها من كلمة ..
لو كانت في الدنيا ..
لو تعرفتي على الله عزوجل ؟؟ والله لتعيشين في سعاده !
هل الملتزمين والملتزمات يعيشون في حزن وشقاء؟
إسأليهم ..
والله إنني أعلم أناس إذا جاء الليل خرجت منهم الأهات شوقا لله ..
ويمنون أنفسهم بالنظر إلى جمال وجهه يوم القيامه !
أختاه
ألا تعلمين أن الله عز وجل مشتاق إليك ..
إلى توبتك ؟
نعم أنت ..
فلانه بنت فلان ..
الله بجلاله وحنانه مشتاق إليك ..
إلى متى قسوة القلب هذه على الله !!
لو علمتي مدى شوقه إلى توبتك وفرحه برجوعك لذوبتي إليه شوقا..
والله لتذوبين شوقا إليه ولا تعجبي وأعلمي أنه بينك وبينه..
توبة
أربعة حروف... فقط..
أربعة حروف وتدخلين دنيا لم تدخلينها من قبل..
دنيا عجيبة..
ولا تملي توبي ثم توبي ثم توبي ..
وابدأي الآن وصلي أول فرض يمر عليك ..
وقولي لنفسك كفى اليوم سأغير حياتي..
اليوم سأعود إلى الله
(( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ
اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ))
أنشرها لعلك تكون سببا وما يدريك
(( وما يدريك لعله يزكى* أو يذكر فتنفعه الذكرى) )