كشف ألفا كوندي، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي رئيس جمهورية غينيا، أن عودة المغرب إلى الاتحاد، خلال القمة الـ27 بأديس أبابا مطلع العام الجاري، تمّت بـ"الإجماع"، مشددا على أن نزاع الصحراء ينبغي أن يُحلّ على المستوى الإفريقي، بعيدا عن الأمم المتحدة، مسوغا لذلك برغبة دول القارة السمراء في حل مشاكلها إفريقيّاً بعيدا عن أي تدخل أجنبي. ألفا كوندي، الذي كان يتحدث اليوم في حلقة البرنامج الحواري "قابل للنقاش" الذي يبث على تلفزيون "دبي"، كشف أن طلب المغرب الانضمام إلى عضوية المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "سيدياو" هو قيد الدراسة من طرف رئيس المجموعة، "الذي سيدرس الطلب ويتقدم باقتراح إلى رؤساء الدول المعنية". وأردف كوندي أن المغرب عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، (منظمة الوحدة الإفريقية سابقا)، مشيرا إلى أن أول قمة احتضنتها مدينة الدار البيضاء "الملك محمد الخامس كان من أكبر المشجعين والداعمين للاتحاد"، معتبرا أن للمملكة دور كبير داخل الاتحاد؛ "فهو بلد إفريقي كبير وله دبلوماسية معروفة عالميا ولديه اقتصاد متطور"، مشيرا إلى الاستثمارات التي قام بها البلد في الآونة الأخيرة على مستوى دول جنوب الصحراء، وقال: "المغرب يستثمر في عديد من الدول الإفريقية". وحول كواليس التصويت لصالح عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي، مطلع العام الجاري، قال المسؤول الإفريقي إن المهم "أننا أجرينا نقاشا حُرّا وصريحا، ثم كان هناك إجماع على عودة المغرب؛ فالبلد عاد كذلك. وأنا كرئيس للاتحاد قلتُ إن المغرب عاد بالإجماع، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما، حين ألقت خطابها الأخير. فلا مجال للشك في أن المغرب عاد فعلا بالإجماع". وتوقف كوندي عند ملف نزاع الصحراء بين المغرب والبوليساريو، وقال: "سنحاول على المستوى الإفريقي أن نجد حلاّ. وبصفتي رئيسا للاتحاد الإفريقي، ينبغي أن نعمل على إيجاد حل إفريقي لوضع الصحراء الغربية"، وفق تعبيره، مردفا أنه خلال دورة الاتحاد الأخيرة في أديس أبابا "قررنا أنه ينبغي على إفريقيا أن تحل مشكلاتها بنفسها". واعتبر الرئيس الغيني أن التدخلات الخارجية كلفت الدول الإفريقية غاليا، على حد وصفه، وقال: "نرى ما حصل مثلا في ليبيا، فما نأمله اليوم هو أن يحل الإفريقيون مشكلاتهم بدون تدخلات أجنبية"، فيما كشف أنه "في وقت معين ستنقل الأمم المتحدة ملف الصحراء إلى الاتحاد الإفريقي، سننتظر أن يحدث ذلك، فالجميع متفق عليه وعلى ضرورة أن تحل الملفات الإفريقية إفريقياً". وشدد المسؤول الإفريقي على أن المغرب والجزائر "يمكنهما أن يمنحا الكثير للقارة الإفريقية، خاصة في مجال الدبلوماسية؛ لأنه ينبغي أن ندافع عن أنفسنا في مواجهة الهجرة غير الشرعية"، معتبرا أن المفاوضات التي تجريها القارة مع نظيرتها الأوروبية بشأن مشكل الهجرة "يمكن أن يقدم المغرب لنا الكثير من خلال دبلوماسيته ووسائله"، مشددا على أن "العودة المغربية ستقوي من دون شك الاتحاد الإفريقي". وفي إشارة إلى التحديات الجديدة التي تعيشها القارة السمراء، بالتزامن مع العودة المغربية إلى حضن الاتحاد الإفريقي، أوضح ألفا كوندي أن الأمر يتعلق بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، وقال: "إذا نجحنا في هذا فسننجح في الثورة الصناعية الرابعة؛ لأن إفريقيا أضاعت الثورات الصناعية الثلاث الأولى؛ ولذلك فنحن بحاجة إلى الطاقات المتجددة والتكنولوجيا الحديثة، وبما أن سكان القارة شباب، فهذا سيجعل من إفريقيا قوة حية"، وفق تعبيره. لمتابعة المقابلة كاملة اضغط الرابط التالي: كوندي: الإجماع رافق عودة المغرب .. وإفريقيا ستحل نزاع الصحراء