واإسلاماه صيحة اشتهرت بها معركة عين جالوت التي كانت بين المسلمين والتتار .. فهل حقا قيلت؟ ومتى قيلت؟
بعد أن استطاع المسلمون سحب التتار إلى سهل عين جالوت ليسهل الالتفاف عليهم في الموقعة بدأ صراع مرير في واحدة من أشد المعارك التي وقعت في التاريخ الإسلامي.
حرب ضارية أخرج التتار فيها كل إمكانياتهم؛ حيث بدأوا يقاتلون بحمية بالغة، والمسلمون صابرون ثابتون، ثم ظهر تفوق الميمنة التترية التي بدأت تضغط على الجناح الأيسر للقوات المملوكية الإسلامية.
ثم بدأت القوات الإسلامية تتراجع تحت الضغط الرهيب للتتار، وبدأ التتار يخترقون ميسرة المسلمين، وبدأ الشهداء يسقطون، ولو أكمل التتار اختراقهم للميسرة فسيلتفون حول الجيش الإسلامي، ويصبح إغلاق سهل عين جالوت خطرًا على المسلمين.
وفي المقابل كان قطز في غرفة العمليات من مكان عالٍ خلف الصفوف يراقب الموقف، يخطط ويوجه قواته، ثم رأى أن الضغط التتري قد ازداد على ميسرة المسلمين، فدفع بقوات احتياطية، ولكن الضغط التتري استمر، وبدأ بعض المسلمين يشعر بصعوبة الموقف.
هنا لم يجد قطز إلا حلا واحدا لا بديل له وهو النزول بنفسه إلى ساحة القتال، فألقى خوذته على الأرض، وانطلق مطلقًا صيحته الشهيرة التي قلبت الموازين في المعركة.
لقد صرخ قطز بأعلى صوته: واإسلاماه.. واإسلاماه.
وألقى بنفسه وسط الأمواج المتلاطمة من البشر، وفوجئ الجنود بوجود القائد المظفر قطز في وسطهم، فالتهب حماسهم وانطلقوا في جسارة يصدون الهجمة التترية.
ثم صوب أحد التتر سهمه نحو قطز فأخطأه ولكنه أصاب الفرس الذي كان يركب عليه قطز، فقاتل ماشيا إلى أن أتوه بفرس من الخيول الاحتياطية.
وبدأت الكفة -بفضل الله- تميل من جديد لصالح المسلمين .. وارتد الضغط على جيش التتار، وأطبق المسلمون الدائرة تدريجيًّا على التتار، ثم تقدم أحد أمراء المماليك المهرة وهو جمال الدين آقوش الشمسي، واخترق الصفوف التترية حتى وصل في اختراقه إلى قائد التتار كتبغا، ورفع سيفه وأهوى بكل قوته على رقبة الطاغية كتبغا وقتله، وبسقوط قائد التتار تغير سيناريو القتال؛ فما أصبح للتتار من هَمٍّ إلا أن يفتحوا لأنفسهم طريقًا في المدخل الشمالي لسهل عين جالوت ليتمكنوا من الهرب .. وانطلق المسلمون خلف التتار، يقتلون فريقًا ويأسرون فريقًا.