هل تطيح الانتفاضة ضد التطبيع بتحالف المعارضين للرئيس؟

تصاعدت وتيرة الرفض داخل الشارع السياسى بموريتانيا لموقف المنتدى الوطنى الأخير، وسط ضغط متزايد من رموز التيار الإسلامى،لوضع حد للتحالف مع رموز الحقبة الطائعية وإعادة الأمل للآلاف من المعارضين للرئيس، الرافضين فى الوقت ذاته لتمييع النضال والمعارضة وتبييض وجوه شتات الأنظمة السابقة.

 

تبريرات قادة المنتدى – على قلتها ومحدودية انتشارها- قوبلت برفض واسع داخل النخبة الإعلامية والسياسية ، وخصوصا المنتمين للتيار الإسلامى، ممن بنوا رصيدهم النضالى والأخلاقى على رفض أبرز قرارات الرئيس معاوية ولد الطايع ومعاونيه ( قرار التطبيع مع إسرائيل)، وكانوا ضحايا لحقبة طالما وصفوها بأنها الأسوء بتاريخ البلد منذ استقلاله عن فرنسا 1960.

 

تصريحات وزير الخارجية الأسبق أحمد ولد سيد أحمد الأخيرة لم تقنع أنصار التيار الإسلامى، بل لم تقنع رموزه المتحفظين على السير فى فلك المنتدى فى الوقت الراهن، رغم خطورة اللحظة بالنسبة لهم وحساسيتها، وتعاملوا معها مابين صمت يستبطن الرفض والتمسك بالموقف ( محمد غلام ولد الحاج الشيخ نموذجا) وبين توضيح تقتضيه اللحظة وخروج عن منطق التعايش مع شريك يحاول بعض رموز المنتدى من بقايا الأنظمة السابقة ترويض الإسلاميين على الشراكة معه.

 

الشنقيطى يدعو لمزيد من الضغط والرفض

 

المفكر الموريتانى محمد ولد المختار الشنقيطى دعا الشباب الإعلامي والفاعلين فى السياسية والمدونين إلى المزيد من الضغط على رموز التطبيع المجاهرين به، مالم يعلن الرجل وغيره توبتهم من كبيرة التطبيع مع إسرائيل وجر البلاد إلى أسوء موقف عاشته، وأسوء تحالف أبرمته فى تاريخها.

وأضاف الشنقيطي في تدوينه بحسابه على فيس بوك اليوم الخميس 13 ابريل 2017 "أقترح على القوى الوطنية الشريفة والناشطين الإعلاميين استمرار الضغط عليه، حتى يعلن توبته من هذا المنكر، وندمه عليه، والنية أن لا يعود إليه، بشكل صريح لا لبس فيه، بعيدا عن المجاز والتورية، واللغة الدبلوماسية".

وأردف قائلا "بعدها سيكون من حقه على الجميع التعامل معه والحديث عنه بكل توقير واحترام، باعتباره شخصية وطنية، ورجل دولة وسياسة.

وختم بالقول "وتلك ستكون سابقة مفيدة له وللمنتدى وللجميع، ورسالة مستقبلية لكل المطبعين أن الموريتانيين شعب مسلم، وليسوا بني إسرائيل الذين "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه".

 

 

 

ولد الدمين : نرفض ركوب السفينة

 

أما الإعلامي البارز محمد المختار ولد الدمين فقد وصف البيان بأنه "توضيح من موظف مطبع، خلاصته أن الرجل يتبرأ من القيادة بأنه مقود".

وختم ولد الدمين موقفه بالقول " نحن لا نرضى أن نكون في سفينته قائدا ولا مقودا، عليه أن يعتذر ويتوب".

 

 

مولاي عبد الله : الاعتذار خيار لامفر منه

 

الإعلامى الإسلامي المعروف والشاعر مولاي عبد الله وصف بيان الوزير بأنه مراوغة غير مقبولة.

وقال مولاي عبد الله فى أول تعليق على البيان " خلاصة البيان الذي أصدره السيد الديش ولد سيد أحمد أنه لا يزال مقتنعاً بأنه لم يرتكب ما يوجب الاعتذار، ولم يقترف خطيئة يوم وقّع على تبادل السفارات بين موريتانيا والكيان الصهيوني عام 1999م !!".

وتابع قائلا "  الرجل ناور وراوغ ، وقال إنه "كُلّف"، وكأنه يومها كان صبياً لم يبلغ الحلم خَلِـياً من الإثم بريئا من الذنب.. إن منطق أن ولد الطايع يتحمّل كل شيء هو منطق "أحمدفاليٌ" مستحدث، لا يقنع ولا يحترم العقول. (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء).
 أعتقد أن رموز التطبيع لا بد أن يعتذروا للشعب اعتذارا صـريحا فصيحا لا مراوغة فيه، ولا يقل وضوحاً عن خطابهم يوم كانوا يدافعون عن العلاقة بالصهاينة.

 

حيدره مياه يكتب : اعتذار سيربح فيه الجميع

 

المدون الإسلامى الشهير حيدره مياه علق قائلا " مادام بعض الصف المعارض يضحي بمنصبه الحزبي لأجل موقف مبدئي يحظى بإجماع شعبي، فلماذا يبخل البعض الآخر باعتذار صريح؟ يوحد صف المعارضة ويقوي موقفها!".

وختم بالقول " اعتذار سيربح فيه الجميع!".

 

وتشكل الحملة المتصاعدة من بعض أطراف المنتدى ضد طرف آخر، أول أزمة علنية بين مكونات سياسية ظل التعايش بينها يحكمه الخوف على الديمقراطية والوحدة، والتحدى الذى يفرضه نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

ورغم محاولة بعض أطراف المنتدى تجاوز الأزمة والدخول فى نقاش قانونى للتعديلات الدستورية، إلا أن المكون الأبرز للتحالف المعارض (التيار الإسلامى) لايزال يعانى من تبعات القرار ومنشغل تبرير التحالف مع مجموعة صنفتها ذاكرة المجتمع وتراثه ضمن كوكبة من رموز التطبيع ، المدافعين عنه ابان حقبة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع.