أعرف عددا من منظمي المسيرة السلمية للشباب الموريتاني التي تم قمعها بعنف واعتقل العشرات من المشاركين فيها منهم عشرة من مكون وطني واحد تمت إحالتهم وفق مسطرة الاستعجال إلى السجن مساء أمس حيث ينتظرون محاكمة يوم الخميس القادم.
أعرف بصفة خاصة السيدة أو مو كان التي أمضت البارحة ليلتها الثانية في السجن دون أن يحدث الأمر كبير ضجة هنا دون أن يتذكر الغيورون أنها أمرأة وأن ثقافتنا الموريتانية لا تسمح باهانة النساء واعتقالهن بهذه الطريقة،تلك المشاعر محتكرة لنساء من نوع خاص من لون خاص، هن وحدهن النساء في دين نخب اللون السلالية.
قلت إني أعرف السيدة أومو كان هذا سيعني تلقائيا بالنسبة لعديدين أنها أخت تواصلية أوربما أنها ربما رفيقة نضال في منتدى المعارضة قبل الذهاب بعيدا دعوني أخبركم أشياء عن السيدة أومو فهي إضافة إلى جهدها المحترم في المجتمع المدني من خلال جمعية أمام الناشطة في مجال التعايش بين المكونات الوطنية ناشطة في مبادرات شبابية حكومية وكانت مرشحة قوية لرئاسة المجلس الأعلى للشباب قبل أن يعترض طريقها من اعتبر تعيين فتاة من مكونها الاجتماعي على هرم هيئة حتى ولو كانت شكلية أمرا غير مقبول..
لأ أريد الاسترسال كثيرا في تفاصيل خاصة بالسيدة كان فهي في النهاية معتقلة واحدة ضمن عشر معتقلين وما تعرضت له هي وزميلتها والشباب معها ليس استثناء في تاريخ تعاطي النظم والنخب الموريتانية مع المكون الوطني الزنجي فهؤلاء في ” العقيدة المهيمنة” أجانب إلى أن يثبت العكس لا يشفع لهم الاعتدال ولا الوطنية ولا المكانة ولا النوع فهم في ” عقيدة “رجل الشرطة ومدون الشرطة ومثقف الشرطة أجانب مخربون ورثوا التخريب أبا عن جد منذ تسللهم مع المستعمر رماة سنغاليين، هذا الخطاب الموغل في الشوفينية تمكنت نخب عنصرية من زرعه في الذهنية الحاكمة( والحاكمة هنا تشمل المحكوم بهم أيضا) فأصبح يوفر الأرضية لرجل الأمن ليضرب ويعتقل بل ربما أبعد وقتل ولرجل الإعلام والثقافة ليسب ويفتري ويضع عقله جانبا ليصدق كل ما يقال له دون أي اعمال لمنطق من أي نوع كان.
لقد حان الوقت لنبلور – نحن أبناء هذا الوطن المتحررين من عقد الانتماءات الضيقة – رأيا عاما يضع حدا لتلك النظرة العنصرية المقيتة التي تعتبر كل بولاري أوسوننكي أوولفي أجنبيا إلى أن يثبت العكس؛ هؤلاء إخواننا، تاريخنا هنا واحد، تعلقنا بهذا الوطن واحد، وقبل ذلك وبعده ربنا واحد ونبينا واحد ومصيرنا واحد.