ان المتأمل في وسائل الاعلام الغربية المكتوبة والمرئية والمسموعة يلاحظ أنه لاهم لها في هذه الأيام إلا الخبر الايراني خاصة بعد الاتفاق الأخير مع الغرب وكثيرا ماتطالعك عناوين كبيرة مثل: عودة ايران كقوة اقليمية في الايراني والنفوذ الايراني في المنطقة....
ويعتبر الدكتور محمد مجاهد الزيات(1) أن ما تم التوصل إليه يفتح
المجال أمام عودة إيران إلى الإقليم وممارسة دورها كقوة إقليمية مؤثرة واعتبار إيران دولة وأمة وليست قضية كما كان الحال في السنوات السابقة منذ 1979 حتى الآن، وهو ما يفتح الباب للتداعيات الاستراتيجية لهذا الاتفاق على اعتبار أنه يمثل بداية واضحة لنوع من الاختراق في علاقات إيران مع الغرب وأمريكا بصورة يمكن أن تؤثر على الأوضاع السياسية في المنطقة العربية والقضايا المثارة بداخله.)..
ولا يمكننا حسب رأي فهم القضية إلا اذا رجعنا الى التاريخ بصفته سلسلة من الأحداث يفسر بعضها بعضا:
إذا رجعنا إلى الواقع العالمى الذي تشكل بعد الحرب الباردة فإننا نجد أن سقوط الإتحاد السوفياتي لم يكن يعني مجرد سقوط نظام في الحكم معين، ولا مجرد انحلال تكتل بين دول، ولا مجرد تفتت معسكر يتحدد بكونه يشكل حلفا بين دول، ضد حلف آخر يتشكل من دول أخرى، بل لقد كان سقوط الاتحاد السوفياتي يعني أيضا، وربما في الدرجة الأولى سقوط نظام اجتماعي واقتصادي وفكري، نظام كان يطرح نفسه كمشروع ضروري للمستقبل: مشروع حضاري جديد، هو ما عبر عنه بـ (النظام الاشتراكي العالمي)، وقد كان يبشر بعلاقات إنتاج جديدة، وبنظام سياسي محلي ودولي جديد، وبإيديولوجيا جديدة، بمعنى تاريخ جديد للإنسانية.
وقد دخل كما هو معروف في صراع مع النظام الرأسمالي، القائم آنذاك. وكان الصراع بين النظامين يشمل الاقتصاد والسياسة، والقيم والفكر والعلاقات الدولية... إلخ.
وبما أن هذا الصراع لم يتطور إلى صدام مسلح على غرار الحربين العالميتين، بسبب الرادع النووي لدى الطرفين، فقد اكتسى صيغة صراع حول المناطق الإستراتيجية ومواطن الثروة، وأيضا صيغة صراع إيديولوجي استعمل فيه الدين والعلم والثقافة بصورة عامة.
إن سقوط أحد طرفي هذا الصراع، كان بدون شك (انتصارا) للطرف الآخر، ولما كان المعسكر الرأسمالي هو المنتصر فإنه لم ينظر إلى هذا الانتصار على أنه انتصار من نوع خاص، فهو لم يكن نتيجة مواجهة يتحمل فيها كل طرف نسبة من الخسارة، ولا نتيجة معاناة تحمل كل طرف على التكيف مع ما جريات المعركة ونتائجها، مما كان لابد أن ينتج عنه تغيير على هذه الدرجة أو تلك في كيانهما ورؤاهما وأساليب عملهما، كلا!
لقد كان انتصار مجانيا، بدون ثمن. كان في الحقيقة إلغاء للمباراة قبل إجرائها، بسبب إنسحاب غير متوقع لإحدى الفرقين.
لقد إنهار الاتحاد السوفياتي. ومعه المعسكر الشيوعي.
أما المعسكر الآخر فقد بقي كما هو بكل عدته العسكرية والاقتصادية والإستراتيجية والعلمية والفكرية، وأيضا بقي في حالة تعبئة وتجنيد، ولكن بدون عدو. لقد خلت له الأرض وخلا بها، فصار وحده (يطلب الطعن والنزلاء).
ولكن مع من؟
ولكن مع من؟ بمعنى أن أمريكا أصبحت تبحث عن عدو يحفظ لها توازنها وتأتي أحداث الحادي عشر من سبتمبر والأحداث لالحقة لتجد فيها أمريكا ضالتها المنشودة كذريعة لمحاربة لإسلام وان اختلفت التسميات التي تتخفي وراءها:إرهاب تشدد,اعتدال...
( فبما أننا قضينا على الشيوعية أو كما يسمى الخطر الأحمر), فقد آن الأوان للقضاء على الإسلام الخطر القادم....
وهذا ليس اجتهادا منا, بل له شواهد قديمة وحديثة من ذالك الحادثة المشهورة التي وقف فيها وزير المستعمرات البريطاني غلاد ستون عام 1895 م قائلا لزملائه, وقد امسك بالقرآن في يده:( لن تحقق بريطانيا شيئا من غاياتها في العرب والمسلمين إلا إذا سلبتهم سلطان هذا الكتاب أولا.
أخرجوا سر هذا الكتاب مما بينهم, تتحطم أمامكم جميع السدود..
يرى الراحل الدكتور محمد عايد الجابري(2) أن هذه هي المشكلة التي واجهت الولايات المتحدة الأمريكية مع منتصف الثمانينات؟ مشكلة دولة، بل معسكر من الدول، بنى اقتصاده وسياسته واستراتيجياته وثقافته ورؤاه المستقبلية على أساس أنه يواجه عدوا يتربص به، فإذا بالعدو ينسحب، بل يختفي ليظهر وراء خصمه يطلب الإنخراط في نمط حياته ليصير جزءا منه وحليفا له. مشكلة ليست سهلة، مشكلة (الأنا) الذي لا يعرف كيف يتعرف على نفسه إلا من خلال (آخر) يواجهه، فإذا هو يفقد فجأة (الآخر) الذي يتحدد به، متسائلا: ماذا يمكن أن ننتظر من هذا الأنا؟. هل ننتظر منه أن يفكك ذاته ويعيد تركيبه؟ كيف؟ وكيانه جميعه موجه ككل وكأجزاء، إلى مضادة كيان (الآخر) ككل وكأجزاء.
ويجب على سؤاله بقوله إن هذه هي القضية التي طرحت نفسها على (صانعي القرار) في الولايات المتحدة الأمريكية، أولئك الذين يعملون في مالا يحصى من مكاتب الدراسات الإستراتيجية، وهي مكاتب أنشأت في ظروف الحرب الباردة، ومهمتها مراقبة الخصم واقتراح خطط ووسائل لمواجهته، مبينا:
أن كلمة (إستراتيجية) مصطلح حربي فالمتخصص في الدراسات الإستراتيجية لا يستطيع التفكير إلا في إطار المواجهة بين الطرفين، فإذا انسحب أحد الطرفين كان عليه أن يضع مكانه ما يقوم مقامه في الحال أو في الإستقبال، وإلا إنقطع به حبل التفكير.
إن المحلل الاستراتيجي كلاعب الشطرنج، لا يستطيع اللعب وحده! ويحلل الجابري في مقاله المطول مقالة لباري بوزان الصحفي المرموق وأستاذ الدراسات الإستراتيجية بأمريكا الموسوم: السياسة الواقعية الجديدة.
مشيرا إلى أن مقالة هنتغتون الشهيرة (صدام الحضارات) ما هي إلا إعادة إنتاج بشكل مفصل وبأسلوب استفزازي للأفكار نفسها التي عبر عنها باري بوزان بكثير من الهدوء والتركيز.
ويخلص الكاتب إلى أن التقسيم التقليدي المعروف: المعسكر الرأسمالي (العالم الأول) المعسكر الشيوعي (العالم الثاني)، مجموعة دول عدم الإنحياز (العالم الثالث) فقد معناه بعد أن لم يعد هناك عالم ثاني في مقابل العالم الأول.
فالعالم (الثالث) لم يكن عالما واحدا بل كان يتكون من مجموعة من البلدان لم يكن يجمعها كعالم إلا كونها لا تنتمي لا إلى العالم الأول ولا إلى الثاني.
وهذا ما يقودنا إلى تقسيم جديد أصبح فيه العالم مركزا وأطرافا، حيث أن التصنيف الذي درج العالم عليه منذ الحرب العالمية الثانية، قد فقد معناه، بعد انهيار الكتلة الشيوعية، وبالتالي لابد من هذا التصنيف الجديد لفهم الوضع العالمي الجديد، وتفصيل هذا التقسيم يتجلى في أن المركز (هو كتلة رئيسية من الاقتصاديات الرأسمالية المسيطرة على العالم)، وأما الأطراف فهي مجموعة من الدول الأضعف من النواحي الصناعية والمالية والسياسية تتحرك ضمن نمط من العلاقات التي ينسجها المركز في المقام الأول)).
وبما أن أمريكا لا تفهم في لعبة الشطرنج فقد استعاضت عنها بلعبة البسبول تلك اللعبة الراسخة على نحو عميق في الروح الأمريكية. "، والشيء الغير متوقع في هذه اللعبة هو أن ملاعب العراق وأبنائه لعبوا هذه اللعبة بطريقتهم الخاصة...مماشكل أول اخفاق للنظام العالمي الجديد..
الإخفاق الثاني كان في أفغانستان في ما يعرف بالضربات الاستباقية في تورا بورا وإرهاب فضائح التعذيب في غوانتناموا ...
أما الإخفاق الثالث فهو ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي كشف زيف فلسفة المحافظون الجدد الذين بشروا العالم بالديمقراطية والعالم الحر, ولم يشاهد هذا العالم إلا الدمار, والخراب, طيلة حكمهم, وحتى بعد رحيلهم.ومايزال العالم يعيش تداعياته..
وهذا ما شاهدناه في العراق، وأفغانستان، وفلسطين، والصومال،..وسوريا وليبيا...
في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يسوق لنا تحت شعار التحديث والإصلاح، الديمقراطي والإجتماعي والتربوي واللغوي، لننخرط فيه/ طوعا متنازلين عن كل قيمنا وتراثنا وهويتنا وانتمائنا؛ نستبدل بها قيم الكاوبوي والكوكاكولا والشذوذ، أو كرها طبقا لنظريات هنتغون وفوكا ياما في صدام الحضارات ونهاية التاريخ، تحت وطأة الضربات الاستباقية بالمطرقة الثقيلة، كما في تورابورا والفلوجة، وإرهاب فضائح التعذيب في غوانتناموا وأبي غريب..
وإذا كانت أمريكا لم تفصح للعالم عن هدفها من وراء هذه الحروب, فان الثوب الذي ألبسته لتلك الحروب باسم الحرية والديمقراطية بات معروفا لغير العميان يقول الشاعر:
ثوب الرياء يشف عما تحته... فإذا التحفت به فانك عاري
وهو ما تشرحه وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت(3) في كتابها:
(الجبروت والجبار), حيث تتناول في القسم الأول من الكتاب الموقف الأمريكي في العالم والدور الذي يلعبه الدين والأخلاق في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية...
في ما يتطرق القسم الثاني إلى العلاقات المضطربة بين المجتمعات الإسلامية والغرب ثم تعرض المؤلفة أفكارها في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية والدين, من أجل تحديد نقطة التقاء الاثنين السياسة العملية مع طبيعة الدين.
وتحت عنون:(أمريكا في عيون الناس) تتساءل المؤلفة أولبرايت كيف يمكن بأحسن الطرق أن ندير الأحداث في عالم يضم العديد من الأديان وتتناقض فيه نظم المعتقدات في نقاط رئيسية تناقضا تاما كيف نتعامل مع التهديد الذي يمثله المتطرفون الذين يحاولون باسم الرب فرض إرادتهم على الآخرين.
هذه الطبيعة بنظر المؤلفة ترجع إلى الأزمنة الوثنية وليست جديدة, ولكن الجديد هو مقدار الدمار الذي يمكن يلحقه العنف, لأن الحروب الدينية التي كانت تخاض بالسيوف والدروع والمنجنيق شيء, والحروب التي تخاض بالمتفجرات الشديدة شيء آخر
وتعتقد المؤلفة أن مؤسسي أمريكا كانوا يدركون أنهم يبينون شيئا جديدا غير عادي, لنظام حكم قائم على حقوق الأفراد وواجباتهم, وذالك هو المفهوم الذي أثر في التفكير السياسي في العالم.
رأى الأمريكيون أنفسهم وهم يؤسسون مجتمعا متفوقا في التنظيم والأخلاق على الارستقراطيات المضمحلة في أوروبا, وقارنوا أنفسهم بدون تحفظ بالإسرائيليين القدامى
كشعب اختارته العناية الإلهية للمشاركة في وضع خطة إلهية.[وهذا ربما يفسر ادعاءات بوش المتكررة أنه يطبق مشيئة الرب...]
وخلال عقود التوسع والازدهار الاقتصادي والإخفاقات الصاخبة تكرس اعتقاد أن الله ينير مسار أمريكا ومصيرها, وبقى هذا الاعتقاد منتشرا, وفد اقترن القرن العشرون وتجاوزت قدرة البلد وطموحاته الحدود الأمريكية المستقرة الآن إلى الأماكن البعيدة في المحيط الهدى..
وما ميل القادة إلى تمويه مصالحهم الضيقة بخطاب عن القيم العامة إلا انعكاس لرغباتهم قي الظهور بمظهر أفضل مما هم عليه...)
وهذا مايؤكده انتقاد هيلاري كلينتون(4) في مذكراتها (خيارات صعبة) للسياسة بلادها الخارجية حيال حلفائها في المنطقة منوهةً بأن الولايات المتحدة ما برحت أسيرة مصالحها الوطنية الضيقة عند اتخاذ قرارا مصيرية بشأن علاقاتها بالأنظمة العربية إذ لا تعرف في كثير من الأحيان إن كان عليها أن تقف إلى جانب الشعوب المتعطشة إلى الحرية أم إلى جانب حلفائها الفاسدين.
مضيفة أن الإدارة الأمريكية حاولت التوفيق في موقفها حيال التطورات في المنطقة و ألا تعطي انطباعا سلبيا عن تحالفاتها أمام حلفائها الآخرين في المنطقة وخاصة المملكة العربية السعودية، وأنها كانت قلقة من أن يشعر حلفاؤها بأن واشنطن مستعدة للتخلي عن اصدقائها لدى أول مشكلة تعترض البلدان التي يحكمونها....
وهاهي الآن تورطها في مستنقع الارهاب وتتخلى عنها لصالح ايران..
ونسي العرب أو تناسوا أن الغرب مصالح.ولاشيء غير المصالح...
إن تاريخ الغرب_ منذ أن أصبح هذا المفهوم مفهوما سياسيا استراتجيا يكشف عن حقيقة أساس قوامها: مواقف متغيرة وثابت لا يتغير: إن موقف الغرب من العرب أو من الإسلام أو من الصين أومن أية دولة أخرى في العالم, موقف يتغير دائما, وقد يقفز من النقيض إلى النقيض إذا اقتضى الأمر ذاك,أما الثابت الذي يحكم تحركات الغرب وتغير مواقفه فهو(المصالح) ,ولاشيء غير المصالح فعندما تمس مصالح الغرب أو يكون هناك ما يهددها, تتغير المواقف في الحين....
وهكذا,فان الأمر الذي جعل الانجليز والغرب عموما يحاربون مشروع(وحدة عربية),مهما كان شكلها, بعد سنة 1956, هو خوفهم من أن يطال التحرير والتأميم الأرض العربية وثرواتها باسم القومية العربية
وما جعل الأمريكان والغرب عموما ينقلبون على الإسلام مثلا, الذي كانوا يغازلونه, هو قيام بعض الحكومات التي تحكم باسمه وعلى رأسها المملكة العربية السعودية على عهد الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز, بقطع النفط عن الغرب نتيجة انحيازه إلى جانب إسرائيل في حرب 1973 وما تلا ذالك من استعادة الثورة الإيرانية, التي قامت باسم الإسلام, ..حق إيران في امتلاك بترولها.
وهو الحق الذي حاول الدكتور مصدق في أوائل الخمسينات استرجاعه,فأطاح به الغرب بواسطة (الشاه), وبتحالف مع زعيم الاتجاه الإسلامي فيها آنذاك آية لله القشانى وشأن الغرب مع الإسلام والعرب والإسلام شأنه مع الصين وغيرها من البلدان فكانت الصين تشكل العدو رقم1 للغرب يوم كانت سياستها تابعة أو منسجمة مع سياسة الاتحاد السوفياتى
وعندما حصلت القطيعة بين بكين وموسكو,تغير موقف الغرب منها, فاعترفت بها الولايات المتحدة ضاربة عرض الحائط صنيعتها التي كانت تحمل اسم (الصين الوطنية), وتحتل مقعدا دائما في مجلس الأمن, المقعد الذي تحول منذ ذالك إلى الصين الشعبية, وعندما انهار الاتحاد السوفياتى,عادت الصين لتكون العدو و(الخطر الأصفر), والسبب هو امتلاكها للقنبلة الذرية وسلوكها سياسة مستقلة ودخولها في مرحلة الإقلاع الإقتصادى الذي قد يجعل منها منافسا حقيقيا لمصالح الغرب الاقتصادية في شرق آسيا..
إذا يتبين لنا مما سبق أن الغرب مصالح ولاشيء غير المصالح , وكل حوار معه أو تفكير ضده لا ينطلق من هذه الحقيقة, إنما هو انزلاق وسقوط في شباك الخطاب المغالطى التمويهي السائد في الغرب والهادف إلى صرف الأنظار عن (المصالح) وتوجيهها إلى الانشغال بما يخفيها ويقوم مقامها في تعبئة الرأي العام مثل: الحريات,والثقافة, والديمقراطية...
لكن ايران فهمت اللعبة جيدا واختارت الرهان على التسلح النووي كخيار رادع, فيما غاص العرب في مستنقع الارهاب!!
الهوامش:
1* رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط
2* من مقال للمفكر الفيلسوف المغربي الراحل محمد عايد الجابري بتصرف نشر في:
الإسلام اليوم: وهي مجلة دورية تصدر عن ـ ايسسكوـ العدد 19 السنة 1423هاـ2002 م
4* مادلين أولبرايت:أول امرأة تستلم حقيبة الخارجية بأمريكا ( في الفترة:1997/ 2001م)
5 * من مذكرات هلاري كلينتون(خيارات صعبة) بتصرف وهي وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة من الفترة(2009م ـ 2013م).