اختير اعل ولد محمد فال العقيد في الجيش والضابط الأقدم رتبة عشية الانقلاب على الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطائع في أغسطس 2005 من طرف مجموعة الضباط لرئاسة المجلس العسكري الذي تسمى بـ “العدالة والديمقراطية “.
ومنذ ذلك الحين عرف العالم الرئيس الراحل؛ عرفه الموريتانيون في خطاباته المثيرة للجدل، وبآثاره التي ترك على الموظفين العموميين حيث قفزت رواتبهم، وعرفه العالم عندما تبادل الكرسي مع الرئيس المدني المنتخب في 2007 سيد محمد ولد الشيخ عبد الله في مشهد صفق له العالم وظل نموذجا للتحول الديمقراطي.
ترشح في رئاسيات 2009، وعارض نظام ولد عبد العزيز، وانتمى لمنتدى الديمقراطية والوحدة، وأعلن عن معارضته الشديدة للتعديلات الدستورية المرتقبة، وظل فاعلا في أنشطة المنتدى الأخيرة.
تحول الرأي العام الموريتاني غداة وفاته إلى “وضع التسامح” وأعلن غالبية خصوم الفقيد مسامحتهم له عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حملة هاشتاغ يطلب مسامحته، وهكذا أصبح الجميع يعلن عبره عن مسامحته للرئيس الراحل ويدعو له بالمغفرة ما عدا قلة قليلة آثرت التشفي في وفاته.
اعتنت الحكومة الموريتانية بالرئيس الراحل فأعلنت الحداد العام ثلاثة أيام، وأرسلت طائرة تابعة للجيش لنقل جثمانه، وأنزل جثمانه في مطار “أم التونسي” ملفوفا بالعلم الوطني وفي طليعة مستقبليه الرئيس عزيز وقائد الجيوش ولد الغزواني، ثم أقيمت الصلاة على جثمانه في حشد ضخم قدر بعشرة آلاف ضم الحكومة وقادة الجيش والأمن والسياسيين الموالين والمعارضين ورجال الدين ورجال وسيدات الأعمال والمجتمع من أقاربه وكل الموريتانيين، فكانت جنازته حدثا عظيما لم تشهد موريتانيا له مثيلا.
نعاه الحزب الحاكم ومنتدى الديمقراطية والوحدة، وأوقف المنتدى المعارض جولته في الشرق الموريتاني اعتبارا لذكراه.
واليوم بوفاته خسرت المعارضة واحدا من رموزها الأساسية وخصوصا المنتدى الذي كانت تسعى أطراف فيه وازنة إلى تقديمه كمرشح توافقي للمعارضة، ومنافس ند لمرشح معسكر الموالاة الحالية.