لم أكن قد وصلت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيتُ إلى آخر
الليل مع شلّة الاصدقاء في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... وكنت ـ مع الاسف ـ أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من نبرة الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.