تضاربت الأنباء حول حقيقة ما شهدت العلاقات الخليجية خلال ساعات ليل الثلاثاء ، وخاصة العلاقات بين قطر وسائر دول الخليج بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، وذلك بعد تداول تصريحات من الدوحة منتقدة للسياسات الخليجية لتعود وكالة الأنباء القطرية لاحقا لتُصدر توضيحا يشير إلى تعرضها للقرصنة والاختراق.
بدء الأحداث
وبدأت الأحداث ليل الثلاثاء بنشر وكالة الأنباء القطرية تصريحات منسوبة للأمير تميم بن حمد خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة العسكرية، وبحسب ما جاء في تلك التصريحات فقد انتقد الأمير اتهام قطر بدعم جماعات إرهابية، كما رفض تصنيف الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية، وكذلك دافع عن أدوار حزب الله وحركة حماس وإيران والعلاقة معها.
الوكالة الحكومة القطرية عادت لاحقا لتنشر تصريحات منسوبة إلى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، يُهم منها التوجه لسحب سفراء قطر من دول الخليج وطرد سفراء تلك الدول من الدوحة. غير أن الوكالة عادت بسرعة لتنشر بيانا حكوميا ينفي صحة التصريحين السابقين للأمير تميم ووزير الخارجية، مؤكدا تعرض الوكالة للاختراق.
وجاء البيان على لسان الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري، وقد أكد فيه أن موقع وكالة الأنباء القطرية "تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن" قامت بـ"إدلاء تصريح مغلوط لحضرة صاحب السمو بعد حضور سموه لتخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية"، وأكد الشيخ سيف أن ما نُشر "ليس له أي أساس من الصحة"، وأن الجهات المختصة بدولة قطر "ستباشر التحقيق في هذا الأمر لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين" وفق تعبيره.
ولم يكشف البيان الحكومي ما إذا كان الأمير تميم قد أدلى بالفعل بتصريحات خلال حفل التخرج وما طبيعة تلك التصريحات بحال وجودها، كما خلت الصحف القطرية من أي إشارة لكلمة ألقاها الأمير خلال الحفل. من جهتها نقلت قناة "الجزيرة" التي تبث من قطر عن المدير العام لوكالة الأنباء القطرية، يوسف إبراهيم المالكي، قوله إن الوضع في موقع الوكالة بات "تحت السيطرة"، كما أكد أن الأمير "لم يلق أي كلمة في حفل التخرج."
نفي وزير الخارجية
أما بالنسبة لتصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، فقد نشرت وكالة الأنباء القطرية تغريدة قالت فيها إن الوزير "يؤكد أنه لم يقل سحب أو طرد السفراء وأن تصريحه أخرج من سياقه" ما يدل على وجود "تصريح" جرى تفسيره بشكل خاطئ، وإن كانت لم تُشر إلى طبيعة التصريح الصحيح.
غير أن المكتب الإعلامي بالخارجية القطرية نشر نفيا مطلقا "لصدور أي تصريحات" لوزير الخارجية مضيفا: "التصريحات التي نسبت لسعادته في حساب وكالة الأنباء القطرية على تويتر مفبركة وذلك على إثر الاختراق الذي تعرض له حساب وكالة الانباء القطرية من جهة غير معلومة".
القمة العربية – الإسلامية – الأمريكية
وكانت القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عُقدت مؤخرا في الرياض قد حملت الكثير من الانتقادات لجماعات الإسلام السياسي في المنطقة، وخاصة تنظيمات مثل الإخوان المسلمين وحماس، إلى جانب انتقاد إيران ودور المليشيات المرتبطة فيها، مثل حزب الله والقوى المسلحة الأخرى.
كما شهدت القمة كلمة للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، هاجم فيها دولا قال إنها "تورطت في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وتوفير الملاذات الآمنة لهم وتأبى أن تقدم ما لديها من معلومات وقواعد بيانات عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب، حتى مع الإنتربول"، وقد سارع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى التعقيب على كلمة السيسي بالتأكيد على بلاده "ستدعم جهود مصر في مكافحة الإرهاب بكل قوة."