بسم الله الرحمن الرحيم, و الصلاة و السلام على اشرف الأنبياء و المرسلين
بعد أكثر من سنتين و نصف على نهاية الأزمة الإنسانية التي تعرضت لها الجالية الموريتانية في جمهورية أفريقيا الوسطى و بعد صراع طويل مع المرض أجريت فيه عملين جراحيين على مستوى القلب و الشرايين , أصبحت الآن مضطرا لتوضيح بعض الوقائع و الملابسات التي تعاملت معي بها الحكومة الموريتانية بشكل غير مقبول و لا يمكن السكوت عليه ¸ و لست هنا مفشيا لسر إذا قلت باني ترددت كثيرا في الإقدام على هذه الخطوة نظرا لما قد يترتب عليها من آثار سلبية على سمعة البلاد و مكانتها الدبلوماسية و مدى التزامها بالتعاهد الأخلاقية و قواعد القانون الدولي الانساني , خصوصا و إن الموضوع له علاقة بأوضاع صعبة تتعرض لها جاليتنا في افريقيا بين الحين و الآخر و قد تشكل طبيعة التعامل التي حصلت بيني و بين الحكومة الموريتانية نوعا من ضعف المصداقية سيئول بالنتيجة الى ضعف وازع المبادرة الانسانية لدى المؤسسات و الأفراد التي يمكنها تقديم المساعدة في الأوقات الضرورية , و على كل حال , ومهما يكن فلا سبيل إلى إخفاء التلاعب الذي قامت به الخارجية الموريتانية بحقي و مدى تخليها عن مسئولياتها تجاهي بل و تجاه الضمير الإنساني و المبادئ الأخلاقية . حيث انه و بعد اتصال السلطات بي شخصيا و طلبها مني القيام بتوفير الأمور اللازمة لحماية البعثتين الدبلوماسيتين وأفراد الجالية و تامين المتطلبات السكنية و المعاشية لهم و تعهدهم لي بدفع التكاليف لاحقا بعد انتهاء الأزمة و وصولنا إلى نواكشوط قام كل من السيد مدير الموريتانيين في الخارج و الشئون القنصلية بالخارجية الموريتانية و السيد القنصل الشرفي لبلادنا بغينيا الاستوائية بالتنكر للجهود التي بذلتها و الأموال التي قمت بصرفها على تلك الاحتياجات و المخاطرة التي عرضت لها نفسي و أسرتي من اجل إنقاذ أرواح أفراد جاليتنا و تأمين الدبلوماسيين بالتعاون مع الجهات الإنسانية الأممية و الجيش الفرنسي العامل بإفريقيا الوسطى , لقد استغل كل من المسئولين المذكورين الظروف الصحية التي فاجأتني بعد قدومي و قاما بالاستحواذ على المخصصات التي كان يلزمهم منها قضاء مستحقاتي و أتعابي المترتبة على الحكومة بعد كل ما بذلته مما شهد به أعضاء البعثة الدبلوماسية و صرحوا به أمام أفراد الجالية في مطار المغادرة بعد استكمال إجراءات النقل و دفع مطالبات الفنادق و المطاعم التي دفعتها من حسابي الخاص و في ظرف امني صعب فرض على الدبلوماسيين الموريتانيين التزام الفندق و كنت انأ الوحيد من يقوم بتفتيش أحياء العاصمة بانجي بحثا عن أي شخص عالق من أفراد جاليتنا . و بناء على ما تقدم و بعد عدم حصولي علي أي اجابة من طرف الجهات العليا في السلطة للمخاطبات التي وجهتها لكل من رئاسة الجهورية و الوزير الأول فإني أعلن للرأي العام و الجهات الحكومية المختصة تمسكي بحقوقي المترتبة على الحكومة الموريتانية بهذا الصدد , و سأقوم بكل الإجراءات القانونية اللازمة لذلك انطلاقا من القانون الموريتاني و الاتفاقيات و المعاهدات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص , و الله ولي التوفيق رئيس الجالية الموريتانية بإفريقيا الوسطى سابقا : العربي ولد شيخنا هاتف : 34554000