أعلنت المملكة العربية السعودية والدول الحليفة لها الاربعاء استمرار مقاطعتها لقطر معربة عن اسفها لردها “السلبي” على مطالبها لانهاء هذه المقاطعة التي وصفتها الدوحة بانها “غير واقعية”.
وفي ختام اجتماع عقدوه في القاهرة أكد وزراء خارجية السعودية ومصر والامارات والبحرين انهم يعربون عن “الأسف لما أظهره الرد السلبي من دولة قطر من تهاون وعدم جدية في التعاطي مع جذور المشكلة و(مع مطالب) إعادة النظر في السياسات والممارسات، بما يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف”.
وفي مؤتمر صحفي، عقب الاجتماع قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان “المقاطعة ستستمر” لقطر مشيرا الى احتمال اتخاذ اجراءات أخرى مستقبلا اذا اصرت قطر على موقفها الرافض لمطالب الدول الأربع.
واضاف “سنتخذ (المزيد من) الخطوات في الوقت المناسب”.
وفي بيان صدر في ختام الاجتماع وتلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري، أعربت الدول الأربع عن “الأسف لما أظهره الرد السلبي من دولة قطر من تهاون وعدم جدية في التعاطي مع جذور المشكلة و(مع مطالب) إعادة النظر في السياسات والممارسات، بما يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف”.
واعتبر البيان ان المطالب المقدمة لقطر جاءت في إطار “المبادئ” التي وضعتها الدول الأربع لمكافحة الارهاب “وتوفير الظروف الملائمة” لحل الأزمات الاقليمية.
وشدد الوزراء الأربعة على انه “لم يعد من الممكن التسامح مع الدور التخريبي الذي تقوم به قطر” وأن “الوقت حان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته” في مكافحة الارهاب و”أي جهة” متورطة في دعمه.
واكد الوزراء انهم “اتفقوا على متابعة الموقف وعقد اجتماعهم المقبل في المنامة”.
في الخامس من حزيران/يونيو، قطعت هذه الدول علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية متهمة الدوحة بدعم مجموعات “ارهابية” واخذة عليها التقارب مع إيران. لكن الدوحة التي تضم اكبر قاعدة جوية اميركية في الشرق الاوسط، نفت مرارا الاتهامات بدعم الارهاب.
وتقدمت الدول الأربع بمجموعة من المطالب لاعادة العلاقات مع قطر، بينها دعوة الإمارة الغنية الى تخفيض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة “الجزيرة”. وقدمت قطر الاثنين ردها الرسمي على المطالب الى الكويت التي تتوسط بين أطراف الأزمة الدبلوماسية قبل يوم من انتهاء المهلة التي منحت للإمارة الغنية بالغاز للرد على المطالب ال13.
– دعوة الى الحوار –
ومن لندن وجه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعوة الى الحوار لحل الأزمة الدبلوماسية الخليجية.
ودعا الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال محادثة هاتفية أجراها بعد ظهر الاربعاء مع الرئيس المصري فيما كان الوزراء مجتمعين في العاصمة المصرية الى “مفاوضات بناءة” لحل الأزمة، بحسب بيان للبيت الابيض.
وقال البيان ان ترامب تحدث مع السيسي حول “الأزمة الحالية بين قطر وجيرانها العرب ودعا كل الاطراف الى مفاوضات بناءة” لحلها.
وشدد ترامب على “ضرورة ان تفي كل الدول بما التزمت به في مؤتمر الرياض بشأن وقف تمويل الارهاب ومكافحة الفكر المتطرف”.
شارك ترامب في 22 أيار/مايو في قمة عربية إسلامية أميركية في الرياص اختتمت باعلان “شراكة وثيقة” بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة “لمواجهة التطرف والإرهاب”.
وفي لندن، قال آل ثاني في كلمة امام معهد تشاتام هاوس أن “قطر تواصل الدعوة الى الحوار”، مضيفا “نحن نرحب بأية جهود جدية لحل خلافاتنا مع جيراننا” إلا أنه أكد “لا نقبل التدخل في شؤوننا”. واتهم السعودية والدول الحليفة لها في المنطقة ب”المطالبة بالتخلي عن سيادتنا كثمن لإنهاء الحصار”.
– “غير واقعية” –
رغم انه لم يتم الكشف عن فحوى رد الدوحة، الا ان تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تشير الى رفضها تنفيذ المطالب.
ا ف ب / وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني يتحدث في تشاتام هاوس ف لندن في 5 تموز/يوليو 2017
وقال الوزير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني سيغمار غابريال في الدوحة الثلاثاء ان “اللائحة غير واقعية” وغير قابلة للتطبيق. واضاف ان الشروط التي تشملها “لا تتعلق بالارهاب بل بقمع حرية التعبير”.
كما ذكر ان رد بلاده جاء “في الإطار العام لمبادئ حفظ السيادة (…) وعدم التدخل في شؤون الدول وفي إطار القانون الدولي”، مشددا على ان قطر “ملتزمة التزاما كاملا” بمكافحة الارهاب.
وعشية اجتماع القاهرة، حذرت ابوظبي مجددا من “فراق” مع قطر التي تعتمد، منذ إغلاق الدول الاربع للمنافذ البحرية والجوية والبرية أمامها، على ايران وتركيا في وارداتها الغذائية.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات انور قرقاش في تغريدة على تويتر “إما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق”.
وتخشى دول اوروبية من تبعات سلبية للازمة على أعمالها في دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية ودولة الامارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر، وتسعى الى جانب الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر عبر الحوار.
وفي خضم الازمة، أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، عزمها زيادة انتاجها من الغاز بنسبة 30%.
وقال سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة “قطر للبترول” العامة الضخمة، خلال مؤتمر صحافي عقده في الدوحة الثلاثاء، أن قطر تنوي انتاج مئة مليون طن من الغاز الطبيعي في السنة بحلول 2024.
ويصل انتاج قطر الحالي الى 77 مليون طن في السنة. وهذه الزيادة سترفع مستويات الانتاج الى ما يوازي ستة ملايين برميل من النفط في اليوم.