جريدة فرنسية ترسم لوحة قاتمة للوضع في موريتانيا في ظل أزمة التعديلات الدستورية

ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺰﻳﺰ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻠﺤﻘﺔ، ﻣﺘﺠﻨﺒﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺎﺗﺐ ﻋﻤﻮﺩ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ . ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻓﻘﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﺸﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻠﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺧﻄﻴﻦ ﺃﺣﻤﺮﻳﻦ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ " ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺪﻓﻌﻬﺎ ﺛﻤﻨﺎ ﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻠﺪﻫﻢ ." ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻠﻴﻖ . ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ . ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻗﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺗﻜﻠﻔﺔ . ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﻳﺼﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺰﻳﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ﻭﻋﺪﻳﻢ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ . ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺎﻣﻨﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ . ﻭﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻢ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻦ ﻳﺠﻠﺐ ﺃﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺏ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ . ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻘﺎﺷﺎ ﺣﻮﻝ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 38 ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻓﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﺮﻑ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﻪ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻓﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﺑﺎﺯﺩﺭﺍﺀ، ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﻴﻢ ﻭﺯﻧﺎ ﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺳﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺻﻮّﺗﺖ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺃﻥ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻨﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺮﻳﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﺸﻴﺪ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ . ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ . ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ . ﻓﺎﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻈﺮ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻬﺎ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﻮﻗﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺇﺑﺪﺍﺀ ﺃﺑﺴﻂ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ . ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺳﻴﻨﻈﻢ ﻭﻳﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺯ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﺟﺮﺍﺡ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺳﺘﻈﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ . ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺗﻠﻮﺡ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺁﺧﺮ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻟﻠﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﺷﺢ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ؟ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﻠﺪﺍ ﻗﻠﻘﺎ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ . المصدر: le monde ترجمة الصحراء