يطرح إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قواته من روسيا تساؤلات عدة حول مغزى هذه الخطوة التي ستظهر مفاعليها في الأيام القليلة المقبلة. ولكن الواضح إن بوتين انهي عمليات قواته في روسيا استنادا إلى عوامل عدة أولها انه حدد منذ بداية التدخل مدة العمليات بأربعة أشهر ولم يبقي العملية مفتوحة الآجال.
ثانيا تزامن الإعلان عن بدء الانسحاب مع بدء مفاوضات جنيف، وروسيا التي عملت بجهد لعقد هذه المفاوضات تعرف أن استمرار العمليات قد يعطل مسار مؤتمر جنيف.
ثالثا يعتبر الرئيس الروسي أن تدخله أدى الغرض العسكري منه، فمنع سقوط نظام بشار الأسد عسكريا على الأقل ، و ساعد هذا النظام على استعادة زمام المبادرة ووقف تقدم معارضيه المسلحين مما سمح للوفد الحكومي بالتوجه إلى جنيف ويجلس إلى طاولة التفاوض من موقع قوي .
رابعا أصبح التدخل العسكري مكلفا للاقتصاد الروسي الذي لا يزال يعاني أزمة كبيرة منذ العام 2009 ، في وقت وصل فيه سعر برميل النفط إلى ادني مستويات له ، مما افقد الخزينة الروسية مداخيل مهمة.
خامسا أدى التدخل إلى تحقيق احد أهداف بوتين وهو كبح جماح المملكة العربية السعودية التي اضطرت لسحب ما قيمته 73 مليار دولار من أصولها الخارجية لدعم اقتصادها، الذي ينؤ تحت ثقل تمويل حملتها العسكرية في اليمن والمساعدات للمعارضة السورية.
سادسا أوقف بوتين حملته لان الوجود الروسي في سوريا يزيد حدة التوترات في المنطقة . أخيرا نجحت موسكو في تمتين تحالفها مع إيران بعدما جمعتهما "رفقة السلاح" في سوريا.
ولعل النتيجة في حال استمرت الحرب طويلا ، قد ترتد على موسكو والرياض، وتزيد من صعوباتهما المالية وربما السياسية مع تقلب مزاج الرأي العام .
لقد استعاد بوتين لنفسه من خلال هذه الحرب موقعه كقطب دولي كبير وكسر أحادية القطب الأميركي الذي تفرد بإدارة العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
مونت كارلو