يثير مراقبون مخاوف من أن يتم تزوير نتائج الاستفتاء على الدستور، الذي يشهد عزوفا عنه غير مسبوق من طرف المواطنين الموريتانيين، تجلت في تدني عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، و الإقبال الضئيل على مهرجانات ولد عبد العزيز للدعاية للدستور، رغم ما يتم استعماله من وعد و وعيد و ترغيب و ترهيب.
و قد حصلت تقدمي على نسخة من بطاقة التصويت الموّحدة، التي تثير الشبهات لعدة أسباب منها، عدم تفريقها و جعلها ثلاث ورقات..
و تتحدث مصادر لتقدمي عن شكوكها في لجوء النظام للتزوير الألكتروني، حيث تبرز الإشارة عند “نعم” الظاهرة في الصورة المرفقة، و اختفاء الإشارات التي تتم كتابتها عند “لا” أو “حيادي”، و ذلك جراء تفاعلات على غرار “حبر كيميائي سحري” يدعى في اللغة الفرنسية (encre sympathique) ، و هو أمر تمت إثارة الشكوك حوله في انتخابات 2009 غير أن الوقائع بعد ذلك أثبتته، حتى أن الشركة البريطانية Smith & Ouzman كانت تثبت ضمن خدماتها التي تعرضها على موقعها الألكتروني خدمة توفير بطاقات تتفاعل كيميائيا.
و الشركة البريطاية Smith & Ouzman هي التي كانت قد تولت مهمة طباعة الأوراق الاقتراعية لانتخابات 2009 التي ساورت شكوك كبيرة في تزويرها، و قد طالبت المعارضة حينها بإجراء تحقيق فيه، لم توله السلطات حينها أدنى اهتمام.
و كان القضاء البريطاني قد حقّق في تقديم الشركة البريطانية رشاوى لمسؤولين موريتانيين في إطار صفقة طباعة البطاقة الانتخابية، و قد تم حينها اعتقال الأمين العام لوزارة الداخلية محمد الهادي ماسينا في فبراير 2016 رغم أنه كان يتولى هذا المنصب منذ الانقلاب، مما جعله أقدم أمين عام لوزارة في الحكومة الموريتانية، و يعيد مراقبون ذلك الخلود في منصبه لاطلاعه على أسرار عملية تزوير الانتخابات، كما يعيدون عدم التحقيق معه و لا محاكمته، ثم إطلاق سراحه بحرية موقته، بعد فترة وجيزة من اعتقاله لذات السبب.
و تثير هذه الورقة أسئلة كثيره: فهل فتحت صفقة حولها؟.. و من هي الجهة التي قامت بتمويلها، و إبرام العقد مع الجهة التي قامت بطباعتها؟ و هل هي داخلية أم خارجية؟.. و لماذا لم يعلن عن مناقصة، حتى يتم التأكد من الجهة التي قامت بطباعتها؟.. حيث أن الاتحاد الأوروبي يرفض تمويل انتخابات لا تشارك فيها المعارضة، و اللجنة المستقلة للانتخابات تنتظر مصادقة الشيوخ على ميزانيتها، و هم لم و لن يصوتوا عليها.
و لكن هل سيحتاج ولد عبد العزيز للجوء لهذه الطريقة المعقدة في تزوير الانتخابات مع توفر طرق أسهل،كتزوير المحاضر و الغش في عمليات الاقتراع في انتخابات هو الخصم فيها و الحكم..؟!