أكجوجت أنفو تنشر كيفية اختطاف السيناتور محمد ولد غده .. الحقيقة كاملة

مشكلة السيناتور محمد ولد غده مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز بدأت منذ امد و ليست وليدة أزمة مجلس الشيوخ  او مسألة خرق الدستور ، فمنذ أن اتخذ الرجل موقفا معارضا للإنقلاب العسكري على الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بدأت أولى بوادر التوتر بين الرجلين ، توتر انعكس على خصومة سياسية منع بسببها الرئيس ولد عبد العزيز السيناتور من الولوج الى الجمعية العامة في البرلمان في الانتخابات التشريعية الأخيرة  منع تجلى في ان السيناتور لم يجد حتى صوته الذي صوت به هو لنفسه انذاك في مكتب الاقتراع ، توالت الاحداث بعدها حتى وصلت إلى التغييب القسري  الذي حصل للسيناتور مؤخرا 
و في سياق الحدث الأخير غادر السيناتور محمد ولد غده متوجها إلى مدينة روصو رفقة سائقه الخاص بغية العبور الى دكار فتم إيقافهم عند نقطة العبور من قبل ضابط في الدرك و الذي توجه الى السيناتور بالسؤال طالبا منه التعريف عن نفسه ، بعدها رجع ضابط الدرك و أجرى مكالمة هاتفية توجه على إثرها إلى سيارة السيناتور طالبا منه القدوم معه إلى المكتب ، 
في المكتب قال الدركي للسيناتور أن لديه اوامر بمنعه من العبور ، سأله السيناتور عن أسباب ذلك فرد عليه الدركي انه لا يعرف وانها أوامر وصلته من قيادته و طلب منه ايضا تسليم اوراقه الثبوتية كجواز السفر و رخصة السياقة دون ان يسلمه ايصال استلام مقابل ذلك ، الامر الذي دفع بالسيناتور الى جمع بعض الحاضرين في عين المكان لإشهادهم على مصادرة أوراقه الثبوتية دون تسليمه إيصال استلام مقابل ذلك
امضى بعدها السيناتور مقيله في مدينة روصو ، كانت الشرطة طوال مكوثه تمنع الناس و الصحافة من الاقتراب منه ليغادر بعدها في حدود الساعة  الرابعة و النصف قافلا الى العاصمة أنواكشوط ، و اثناء رحلة العودة بدأت عملية التحضير للاختطاف !
كانت سيارة يستقلها عناصر من المخابرات تتبعهم طوال الطريق من مدينة روصو و حتى بيت السيناتور الواقع في حي تنسويلم بالعاصمة أنواكشوط ،  توقفت السيارة غير بعيدة من منزل السيناتور و مكثت ترابط كنقطة إستطلاع متقدمة بالقرب من بيت السيناتور من الساعة السادسة و حتى وصول فرقة التنفيذ !
كان السيناتور مدرك  جيدا ان السلطات تحضر لاختطافه و ان الاعتقال قادم لا محالة بل انه درس الوضعية جيدا فأفشل سيناريو الاعتقال القانوني الذي كانت تحضر له السلطات بعيد توقيع مرسوم الاستفتاء لكي يتسنى  القول ان الاعتقال كان قانونيا و ان الحصانة منتهية بحل مجلس الشيوخ ! ( و كأن القوم يعنيهم القانون او الحصانة البرلمانية) 
كان من الواضح ان الجماعة يخسرون دائما المعركة الاعلامية و الرأي العام فيلجؤون في النهاية إلى محاولة فرض ما يريدون عن طريق الدولة و نفوذها او عن طريق حبك المؤامرات 
في حدود الساعة العاشرة ليلا من يوم الجمعة ذلك... ( اعتقل الرجل قبلها ايضا يوم جمعة ! و هو فأل خير ان يتم اعتقاله يوم جمعة ، قال العز ابن عبد السلام عندما جاءه زبانية صاحب دمشق لاعتقاله ليلا قال انتظروا حتى يأذن المؤذن و ندخل يوم الجمعة و استجاب الجند لطلبه و عندما سألته زوجته عن ذلك قال لها ان الله يعجل عقاب الظلم يوم الجمعة لفاعله في الدنيا و هو الذي كان بعد ذلك في تتمة قصته  و سقوط دمشق و هرب حاكمها من بطش المغول ).... و بعد أن غادر آخر الزوار للمنزل  بدأت اولى طلائع فرقة التنفيذ تدور بالمنزل و تسترق النظر عن طريق السور لتعرف ان كان لا يزال هناك رجال غير السيناتور متواجدين  في المنزل ،
وصلت فرقة التنفيذ في حدود الحادية عشر ليلا تقريبا ، طرقت باب المنزل بعنف شديد مما لا شك انه سيكون اثار الرعب في قلوب النسوة و الفتية الصغار المتواجدين بالمنزل ، فتح لهم الباب النجل الاكبر للسيناتور محمد ولد غده الباب ( البالغ من العمر 16  سنة) ، دخل 8 رجال بزي مدني طلبوا من السيناتور القدوم معهم ، سألهم إن كانت لديهم مذكرة إعتقال في تصرف عادي جدا يحدث في كل بلدان العالم التي من المفترض أن  يوجد بها قانون ، اجابوه بعنجهية  شديدة أنهم غير معنيين بهذا و انه من الافضل ان يأتي معهم او سيستخدمون القوة لجلبه ( كل أركان الاختطاف و التغييب القسري التي يعاقب عليها القانون الدولي و الموريتاني اكتملت في عملية الاختطاف الى حين هذه اللحظة ) غادر معهم السيناتور بهيئته التي كان عليها و هو يستعد للنوم دون حتى ان يسمحوا له بجلب اغراض او تبديل ملابسه ! 
في الاثناء  كانت السلطة إضافة الى جريمة التغييب القسري و الاختطاف تمارس شتى انواع الضغط النفسي على الرجل عن طريق عائلته التي سجلت كل ارقام هواتفهم بصغارهم و كبيرهم و وضعوا تحت التنصت ( تماما كما حدث مع الرئيس اعلي ولد  محمد فال رحمه الله )  ، كان افراد من نفس الوسط الاجتماعي للرجلين متنفذون و مسؤولون في الدولة يأتون الى منزل السيناتور  في غيابه ليقوموا بمدح الرئيس ولد عبد العزيز الذي اصدر الاوامر باعتقال ابنهم و هم جالسون في منزل العائلة و ليقولوا ان السيناتور بخير و انه لم يتعرض للتعذيب ! 
بعد اربعة ايام ليلا و في حدود الساعة العاشرة ( و كأن القوم تعودوا على الليل ستارا لأفعالهم ) وصل اثنان من عناصر الامن الى منزل السيناتور و طلبوا من اسرته بعض الاغراض الشخصية و عندما سألت اسرته عن مصير ابنها و هل هو بخير نهرهم عناصر الامن قائلين اسرعوا و لا تطرحوا علينا اية أسئلة !!! 
دارت التحقيقات مع السيناتور في معتقله عن عدة امور و لم تكن فقط مسألة رصاصة اطويلة كما حاولت ماكينة الاعلام للنظام الترويج لذلك عن طريق الكثير من اتباعها و عملائها و الهيئات الإعلامية المحسوبة عليها ، كان هناك ملفان اساسيين ( ملف ولد بوعماتو و ملف الفساد و الادلة التي يمتلكها الرجل ضد الرئيس و بعض اركان نظامه ) و الثاني ( ملف رصاصة أطويلة و ملف الشباب ) ..... هذه هي  الحقيقة كاملة 
طيب الله اوقاتكم

حسين حمود