أكتب شهادتي في حق هذا الوزير من بيت الله الحرام …

عرفته كمعظم الموريتانيين من خلال شاشة التلفزيون الوطني او الإذاعة الوطنية فقيها شابا خلوقا أنيقا في مظهره متمكنا من اللغة حافظا لأمهات الكتب الفقهية المالكية.

وقد سطع نجمه سريعا وفرض نفسه على الساحة الامر الذي جعل رئيس الجمهورية يعينه مستشاره الديني؛ قابلت المعني أول مرة صدفة أثناء السعي بين الصفا والمروة والمروة وهو بصحبة الرئيس أثناء تأديته لفريضة الحج وكان يردد كلمات بصوت منخفض ولكنها مسموعة من طرف الرئيس الذي كان قريبا منه أثناء السعي في مشهد يدل على ثقته فيه وتقديره له ولا أدل على ذلك من اختياره وزيرا للتوجيه الاسلامي.

وهنا أتيحت لي عدة فرص للاحتكاك بالمعني ومراقبته عن قرب ومقارنته ببعض الوزراء ممن سبقوه لهذا القطاع الوزاري المهم وخاصة في مواسيم الحج ومن ضمنهم هذا الموسم.

ولم ألاحظ على هذا الوزير الفقيه إلا حسن الخلق والتواضع والابتسامة في وجه كل من يقابله؛ يدير بنفسه خلية الحج ويتواصل معها على مدار الساعة يتابع أخبار الحجاج ويوجه تلك الخلية التابعة لقطاعه من أجل تسهيل أمورهم ومساعدتهم على تأدية مناسكهم.

وقد شهد القطاع في عهده انشاء إدارة مكلفة بالحج ظلت تشكل مطلبا أساسيا من أجل ضبط الامور والتنسيق مع الجهات المختصة بشكل جيد كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الدول الاسلامية.

وقد سعى الوزير الفقيه جاهدا في تنظيم القطاع بشكل أفضل باعتباره من أهم القطاعات وأكثرها ارتباطا بالمواطنين.

ولست هنا بصدد تناول تلك القفزة النوعية التي شهدها القطاع و قطاع الحج خصوصا بعد أن مر بسنين سوداء يعرفها كل من أتيحت له فرصة أداء فريضة الحج في الماضي.

ولأن لكل نجاح ضريبة بدأ المعني يتعرض لهجوم شرس وممنهج تنخفض وتعلو وتيرته تبعا لرغبة تلك الايادي الخفية التي تقف خلف تلك الحملات الظالمة فتارة يوصف الوزير الفقيه بأكل المال الحرام بشرائه قصرا فاخرا بعشرات الملايين من الأوقية وتارة بالاستيلاء على مخصصات المساجد والمعونات الرمضانية ومرة بالانتقائية والزبونية في توظيف مقربين منه وتارة بالثراء على حساب الحجاج وعدم العناية بهم والإقامة في فنادق فاخرة؛ بينما الحجاج في مساكن مزرية متكدسين بعيدا عن المشاعر وفِي غياب حافلات نقل مكيفة؛ بل وصل الأمر الى ترك بعض الأفواج تبيت في العراء في مكة؛ وتستمر تلك الاسطوانة المشروخة لتضاف تهم جديدة للوزير الفقيه ولمدير الحج بالوقوف وراء حادثة مؤسفة تعرضت لها نسوة من المقيمات ليوصف المعني ومديره بكل الأوصاف التي لا تراعي حرمة ولا تمت بصلة لقيمنا الاسلامية.

لم يعد خفيا أن وراء الحملة التي يتعرض لها الوزير الفقيه بعض ممن حرمهم المعني من بعض الامتيازات الغير مبررة التي كانوا يحصلون عليها من خلال تكليفهم سابقا بالاشراف على الحج بالاضافة إلى بعض العناصر في القطاع التي ترى في كل إصلاح تهميشا لها وهي التي تعودت على احتواء الوزراء بشكل لا يستطيعون معه التصرف دون مشورتهم وهذا ما تمرد عليه الوزير الفقيه بفرضه لرؤيته الإصلاحية للقطاع وصموده في وجه مختلف طرق فساد وإفساد قطاعه من طرف تلك الزمرة التي ظلت كالسوسة تنخر في جسد هذا القطاع الذي يفترض أن يكون فوق كل الشبهات.

لكل مسؤول مهما كان مقامه أخطاؤه والتي يمكن تناولها بكل حرية ولكن ضمن ضوابط ومعايير موضوعية وهو أول المستفيدين من معرفتها لتحسين أدائه ولكن ما نشده بالنسبة لهذا الوزير الفقيه يأخذ مسارا مغايرا ولا يخضع إلا لضوابط حددتها سلفا نفوس مريضة حاقدة تهدف إلى الإطاحة بهذا الوزير الشاب الفقيه وإعادة القطاع إلى سابق عهده البائس مستعملين طريقة معروفة لدى الدوائر الخبيثة وهي شوه شوه شوه دون توقف.

لا تربطني بالمعني صداقةولا قرابة؛ ولست ناطقا باسمه ولم يكلفني بالدفاع عنه؛ ولكنها الحمية للحق فليس من العدل أن نسكت ونشارك تلك الايادي الخفية الوسخة في حملتها الغير مبررة على المعني وتركها تنشر أكاذيبها دون زجر او ردع او تصدي و ًلست شيطانا أخرس لمشاركتهم في جرمهم لذا سأتحدث عن بعض الجوانب التي تناولها أؤلائك الادعياء في ما يخص عملية الحج وعلاقة المعني بالحجاج لأنني كنت شاهدا بحيث أستطيع أن أجزم بان المعني لا يسكن في فنادق فاخرة ولا يتخذ لنفسه بطانة سيئة تعبث بأموال الحجاج فالمعني ملم بشكل دقيق بظروف الحجاج ويتواجد معهم خطوة خطوة في مختلف مراحل أداء تلك الشعيرة ولديه طاقم يشرف بشكل مباشر على الحجاج كما تفعل معظم الدول الاسلامية إذ ليس من المنطقي أن يكون المسؤول الأول هو الذي يشرف بنفسه على العملية وإلا فما فائدة استحداث إدارة متخصصة وتواجد مؤطرين مرافقين ضمن البعثة.

ليس من الانصاف ولا من العدل التحامل على هذا الوزير الشاب الفقيه وتحميله كل نقص قد يحدث بسبب صعوبة ضبط الأمور والتحكم في بعض المسلكيات لدى حجاجنا بسبب البداوة والتقدم في السن والتعود على نمط معين من الحياة يختلف تماما مع ما تفرضه اللوائح والنظم القانونية للبلد المضيف.

لا يمكن لأية بعثة حج ان تترك حجاجها يبيتون خارج سكنهم الرسمي او يحتلون الطرقات او الشوارع الفرعية لأن وزارة الحج ستتدخل بسرعة وتعمل على إيجاد سكن بديل لهم وإنزال عقوبات وغرامات قاسية بحق المقصر أو المتسبب في ذلك؛ كما لا يمكن لأية بعثة مهما كان شأنها ان لا توفر باصات لنقل حجاجها او عدم التكفل بتوفير المعيشة لهم ايّام التشريق ،حيث تفرض السلطات المختصة توقيع مختلف تلك العقود فبل منح أية تاشرة .

واحقاقا لأحقق لا يمكن للوزير الشاب الفقيه مخالفة تلك اللوائح ولا يملك أية آلية لمخالفتها والجهات المختصة لديها فرق ميدانية تفتش وتقيم اداء كل بعثة وتزور أماكن تواجد الحجاج وتستمع لهم دون وسيط خلال مختلف مراحل العملية .

كلما رأيت الوزير نائما بيننا أو يتناول طعامه معنا أو في الطابور ينتظر دوره أمام الحمامات أو يسير عدة كيلومترات على رجليه معنا دون سيارة خاصة أو أبهة رفقة الفقيه المستشار أحمد ولد النيني وبعض الحجاج ازددت حسرة وألما لما يتعرض له المعني من افتراء وتشهير ظالمين بل لازالت بعض تلك المشاهد ماثلة أمامي وأنا أتذكر المعني طريحا من التعب بالأمس في عرفة وليلة البارحة وحتى فجر اليوم بين مزدلفة ومنى وهو محشور معنا في باص أو سيره على رجليه مسافات طويلة في جو حار والعرق يتصبب منه؛ ورغم ذلك لا يظهر على المعني تذمر بل يبتسم في وجه الجميع بلباقة ووقار وحسن خلق وتلك لعمري لخصال نبيلة حباه الله بها.

اليوم أكتب شهادتي في حق المعني وأنا قرب بيت الله الحرام بعد أن من الله علي بأداء فريضة الحج والوقوف ضمن ضيوف الرحمن بعرفة سائلا المولى عز وجل حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا وراجيا كذلك أن أكون بهذه الشهادة قد ساهمت في إنصاف ذلك الوزير الشاب الفقيه ونصرته ضد المشهرين به ظلما وعدوانا وأن يبادر أصحاب الأقلام النظيفة إلى نصرة المعني والرد بقوة على كل من يقف وراء تلك الحملات القذرة الموجهة ضده

والله من وراء القصد.

سيدي محمد محمد الشيخ