الرجال لا تصنعهم الأماني.
التاريخ لا يصنعه الجبناء .
لم نعد نسأل ما هي مشكلة المعارضة ؛ إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما هي مشكلتنا نحن؟
ما ننتظره من المعارضة ليس لديها ..
معاناتنا ليست معاناة المعارضة : نحن نريد السيادة على أرضنا و هم يريدون السيادة علينا.
حين تكون المعارضة كذبة وطنية كما يحدث على ، يكون النضال نشاطا مدرا للدخل يحصد فيه “تواصل” ضعف نصيبه التقليدي من النواب بسبب مقاطعة المعارضة و يسترد بيجل 300 مليون أوقية و يتحول مسعود إلى بعبع مالي يتعالج في أغلى مستشفيات العالم و يساهم في رأس مال الجامعة اللبنانية و يرفل في رئاسة إدارة مجلس اقتصادي وهمي يتم التمسك به لتحدي شعور الشعب .. و بمسعود على رأسه لإثبات للعالم أنها معارضة مرتزقة تصرخ حين لا تحصل على نصيبها من الكعكة و تتغزل بالنظام حين تحصل على بعض ما تراه ثمنا شرعيا لتآمرها على المصلحة الوطنية.
لسنا بحاجة إلى معرفة ماذا فعل النظام لإسكات رئيس لجنة التحقيق في قضية رعاية ولد عبد العزيز للمخدرات التي أثارتها مقابلة النائب الفرنسي مامير ، بعد تعيين ابنه المبجل..
لسنا بحاجة إلى معرفة أين اختفى رئيس مجلس إدارة المجلس الاقتصادي السابق بعد حصول ابنه على عدة تراخيص صيد ..
و لسنا في حاجة إلى مواصلة الحديث عن جماعتنا الطيبة ، فلكل منهم التفاتة إلينا يقف غاندي و مانديلا دون صدق وعيدها .. و وجه لــ”هم” محفوف بالظلام ، يكذب من يتحدث عنه و يحقد من يشير إليه ..
ـ كانت “المعارضة” الموريتانية تنوي القيام بعمل إزعاج للنظام يوم الاستفتاء العبثي ، فأغلق رئيس مجموعة الثمانية جميل ولد منصور هاتفه مدة يومين و طافت المناسبة من دون أن تقوم المعارضة بأي عمل تعبر من خلاله عن رفضها لما حدث، وسط دهشة الجميع..
و حين اختطفت العصابة الشيخ ولد غدة و وضعت بعض الشيوخ و النقابيين و الصحافة تحت الرقابة القضائية ، كان على المعارضة أن تنزل إلى الشارع بقوة في وقت عبر فيه العالم أجمع عن استيائه و استنكاره لما يحدث في موريتانيا ، فتوجه جميل منصور إلى الطينطان : إذا تجاوزته المعارضة و قامت بعمل من دونه، جعلت شرخا في صفوف المعارضة في “وقت غير مناسب” و إذا انتظرت عودته فقدت جذوة الوقت المناسب لتحركها كما حدث في المناسبتين بالضبط.
الحركات الإسلامية في موريتانيا (الفقهاء و أئمة المساجد و مجلس الإفتاء و مجلس شورى تواصل و خلايا داعش النائمة و خلايا القاعدة في المغرب الإسلامي اليقظة و مشايخ الطرق الصوفية و أتباع المهدي المنتظر و أصحاب الحسينيات و فقهاء كاريتاس و وورد فيزيون …) أسواق تجارية إفريقية عتيقة ، يظلمها كل من يصفها بالسياسية أو الدينية أو الجهادية أو الدعوية (…) فإلى متى نكذب ما نراه بما نسمعه ؟ إلى متى يساء إلى الدين باسمنا و يساء إلينا باسم الدين؟
ـ حين دفعت السعودية للعصابة ثمن علاقاتها مع قطر فقطعتها و شنت مثلها الحرب على حركة الإخوان المسلمين ، فهم “تواصل” أن عليه شراء السلم غاليا فقدم للعصابة أغلى ما تطلبه منه : شل حركة المعارضة المتصاعدة في أصعب لحظة من تاريخها (العصابة) و إرباك العمل التنظيمي لتنفيذ أجندة تصعيد مجموعة الثمانية . لقد نجح “تواصل” في هذه المهمة لكنه وعد منا أن تكون لعبته الأخيرة.
على من يعتقد أننا يمكن أن نسكت على عبث أي كان بمصالح هذا الشعب، أن يفهم أن ذلك عهد قد ولى إلى غير رجعة ، فليستعد كل منكم لمواجهة حقيقته..
تم للعصابة ما تريده و تم لتواصل ما يريده و “زعماء” المعارضة يصدرون البيانات المخجلة و ينظرون في القنوات و يتوعدون بما يذكر الجميع بــ”زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا…”
ـ الإسلامويون في موريتانيا أكذب من مسعود و أطمع من بيجل و أجبن من ولد الطيب ، فما حاجة المعارضة إلى حزب تجاري يتأثر بحركة السوق أكثر مما يتأثر بتعاليم أعظم رسالات السماء ؟
إن معارضة يلعب على عقولها جاهل مثل ولد عبد العزيز و شيوخ من البدو المتخلفين مثل قادة تواصل، لا يرجى لها أي شيء.
ـ لسنا راضين عن أي جهة في هذه المعارضة المحيرة التي خذلت شعبنا في أكثر من ألف مناسبة و حولته إلى قطيع خرفان ينهزم حتى أمام حيل غبي جاهل مثل ولد عبد العزيز، و إن كنا نقدر صمود بعض الجهات في الفترة الأخيرة و ثباتها على مواجهة النظام و هو حد أدنى من الالتزام و الصدق غير مسبوق نحترمه و نقدره.
ـ لو كانت لدينا معارضة على أي مستوى من الاستياء .. على أي مستوى من الصدق .. على أي مستوى من الجدية، لكانت دخلت مكتب الحقير ولد أجاي في شهر تعيينه الأول و سحلته في الشوارع .. لو كانت لدينا معارضة على أي مستوى من احترام نفسها، لكانت اقتحمت البرلمان و أحرقته يوم طالب فيه وزير العدل و المخدرات ولد داداه بمأمورية رابعة لولد عبد العزيز .. لو كانت لدينا معارضة طالعة من رحم معاناة الشعب لما كان لغبي حقير مثل ولد عبد العزيز أن يحكمنا 10 سنين بالأباطيل و الأكاذيب و الفضائح و الجرائم …
على المعارضة أن تراجع نفسها و أن تعرف أنها لن تكون معارضة بعد اليوم إلا إذا قررت أن تعارض بالفعل و أن تدفع فاتورة رفضها و تصديها لكل من يعبث بمصالح هذا الشعب.. لن تكون معارضة بعد اليوم بالشعارات .. لن تكون معارضة بعد اليوم بمجرد حمل اسم المعارضة ..
الشعب اليوم لديه ما يكفي من المآخذ على أدائكم و على تناقضاتكم و على سلوككم و على ماضيكم البائس : لم يعد من حقنا أن نسكت على تلاعب أي جهة بمصالح هذا الشعب .. لم يعد بإمكاننا حمل أعباء معارضة تعيش على ظهورنا و تتحدث باسمنا و “تناضل” و تقايض باسمنا منذ وجدت…
من حقكم أن تكونوا من تشاؤون لكن تأكدوا أنكم يمكن أن تكونوا أي شيء إلا أن تكونوا معارضة بعد اليوم إلا إذا كنتموها .
ـ يتحدث مسعود باسم المعارضة!؟
ـ يتحدث بيجل باسم المعارضة !؟
ـ يواصل رئيس “تواصل” القيادة الدورية لرئاسة المعارضة!؟
الشعب الموريتاني اليوم لم يعد يحتاج إلى غير خروجكم من هذه الساحة الملطخة بهزائمكم و فضائحكم و أكاذيبكم و مؤامراتكم.. لستم أهلا لقيادته إلى غير الخراب .. لستم أهلا لما تتشدقون به من طموح و مسؤولية :
الجبناء لا يقودون حركات التحرير ..
المفسدون لا يقودون معارك الإصلاح ..
أصحاب الطمع لم يكون يوما عبر التاريخ أفضل من يقدم التضحيات
كفى ، تجاوزتم كل الحدود
كفى ، تلاعبتم بكل المقدسات
كفى ، أصبح الحديث عن مساوئكم و مؤامراتكم سبب إحباط هممنا و تثبيط عزائمنا ..
كفى، أصبحت حتى هذه العصابة الحقيرة تتندر بغبائنا لأننا نسير خلف شعاراتكم الكاذبة و نضالاتكم الكاذبة ..
كفى، كفى ، كفى …