موريتانيا: تحذيرات أممية .. وارتباك حكومي.. وثروة تواجه خطر التلاشي "تقرير"

في موريتانيا توجد منطقتان سياحيتان إحداهما في الجنوب هي الحظيرة الوطنية لجاولين، والثانية في الشمال هي الحظيرة الوطنية لحوض آركين تم تصنيفهم ضمن الثراث السياحي العالمي من قبل منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة.
تشكل الحظيرتان رافدا سياحيا قويا من روافد السياحة في موريتانيا، حيث تستقبل سنويا آلاف انواع  الطيور التي تتوزع على عدة أنواع متعددة من الطيور المائية وتضم أنواع مهاجرة من أوروبا ومن أفريقيا الاستوائية وكذلك أنواع مقيمة (مستوطنة) هذا بالإضافة إلى طبيعتهم البئية الجميلة وما تتوفران عليه من عوامل سياحية نادرة مثل بعض الحيوانات النادرة.
مؤخرا  كثر النشاط البشري والتجاري والصناعي حول الحظيرتين مما جعل الهيئات الأممية المراقبة للوضع داخلهما تبدي أكثر من مرة انزعاجها من الأوضاع التي باتت هذه الكنوز السياحية تواجهها بعد أفول الحماية الذاتية وعدم توفر بديل لها.
موقف أربك الحكومة الموريتانية التي بدأت سلسلة من الإجراءات التي يرى بعض المتابعين أنها شكلية في صميمها، والتي من بينها تحويل الوصاية الحكومية على المنطقتين من قطاع إلى آخر، دون الاعلان عن استراتيجية حقيقية لمواجهة الوضع.
رد الهيئة الأممية جاء سريعا وحاسما، حيث توجهت في شهر يناير 2014   بعثة مشتركة بين اليونسكو و المنظمة العالمية لحماية الطبيعة إلى موريتانيا للمتابعة و التقصي حول المخاطر المحدقة بهاتين المحميتين علي المستويين الداخلي و الخارجي، وتوجيه 18 توصية إلى موريتانيا من أجل القيام بإجراءات سريعة لوقف استنزاف الطبيعة البيئية للمنطقتين.
وفي سعي منها لتقييم الوضعية وتوفير أجوبة على أسئلة الهيئة الأممية نظمت الحكومة في شهر نوفمبر من العام 2015 ورشة علمية وفنية خاصة بتقييم وضعية المحافظة علي الحظيرة الوطنية لحوض أرغين و تنفيذ توصيات لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو.
لكن عدة أمور غابت عن هذه الورشة يعد من أبرزها أن الجهات المنظمة تغافلت عن مشكل حقيقي يعد من ابرز المشاكل بخصوص الموضوع، وهو الجهة التي يتم توجيه الخطاب لها في حالة التعاطي العالمي مع الموضوع، وهي قطاع الثقافة الممثل في وزارة الثقافة والصناعة التقليدية.
مصادر في الحظيرة تقول إن أكبر مشكلة تعاني منها هي قطاع الثقافة والصناعة التقليدية، بحيث أن الهئيات العالمية التي من ضمنها اليونيسكو تتعامل مع القطاع بوصفه القطاع المعني بالثقافة بشكل عام في موريتانيا، بينما لا يوجد في هذا القطاع من يفهم في موضوع البيئة ولغة الحظائر.
ويكشف المصدر أن وزارة الثقافة غابت عن أهم نقاش نظمته المنظمة الأممية حول الحظائر في موريتانيا، في العاصمة القطرية الدوحة، كما تجاهلت جميع الدعوات التي وجهت لها بخصوص الموضوع.
ومن المنتظر أن تعقد منظمة اليونيسكو خلال شهر يوليو القادم في مدينة اسطنبول التركية دورتها الأربعين لمناقشة وضعية الحظائر على مستوى العالم، ومن بين الملفات المطروحة على الطاولة بشدة ملف الحظائر في موريتانيا. :