زعيم "إيرا" يكتب معلقا على موضوع بموقع الصحراء

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، طالعت على الموقع الألكتروني الإخباري الموريتاني "الصحراء " الذي يديره الإعلامي المرموق د. أحمدو التليميدي، خبرا مفاده أن المدير العام لمنظمة العفو الدولية الرفيق سليل شتي أصدر بيانا يحمل إدانات قوية لدولة إسرائيل.
وتتمحور مواضيع شجب المسؤول الأول لأكبر و أقوى منظمة حقوقية غير حكومية في العالم كون إسرائيل تعتمد تصدير كميات كبيرة من المبيدات المستخدمة للقضاء على الآفات المضرة بالمحاصيل الزراعية و الأضرار الناجمة عن استخدام عدد كبير من دول العالم للمنتوج الإسرائيلي تتسم بالخطورة البالغة على الكائنات الحية من بشر و بيئة و حيوان.
كما أن المسؤول الحقوقي البارز ندد باستقواء الدولة العبرية بدخل ضخم من العملات الثمينة، جراء هذا التصدير، يمكنها من زيادة إحكام القبضة على الشعب الفلسطيني المطحون و المغتصبة أرضه.
و طالب شتي هيئات المجتمع الدولي بالعدول عن الاتجار مع تلابيب من أجل سد الباب عن الاسهام في هذه الجرائم بحق البشر.
و أريد من هذا المنبر أن أنوه بالنضالات و المقاربات الحقوقية في العالم التي تمثلها عن جدارة منظمة العفو الدولية التي هي أكبر شريك دولي لمبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية (ايرا)؛ فالنضالات و المقاربات الحقوقية لا تنبني كعادتها على الانخراط في الحزازات الفيئوية ولا في حروب الثقافات و الديانات ولا حتى في صراعات النفوذ السياسية و العسكرية و الاقتصادية للقوى العظمي و الاقليمية.
و المفارقة الكبرى أن حكامة تدجين الرأي العام الوطني التي تنتهجها أحكام مارقة من ثقافة و التزامات حقوق البشر تكبت إرادة شعوبها و تذل نخبها، تنجح عبر تمرير أكاذيب تتسلق إلى درجة الإفك و الإرجاف مفادها أن المنظمات الحقوقية تستقي أوامرها من إسرائيل و أحيانا الولايات المتحدة الأمريكية و أحيانا أخرى الغرب الصليبي أو جماعات المنصرين والمهودين إلى آخر اللائحة الطويلة.
فكل الأحكام العضودة و الفاقدة للشرعية في عالمنا العربي-الإسلامي تنتهج هذا الخط الدفاعي-الهجومي ضد الحقوقيين العصاميين الأشراف و تستخدم نخبا مات فيها الحس و الضمير بفرط التجويع و مصادرة روح المبادرة و سد أفق الإطلاع. فطواقم الوزراء و الدبلوماسيين و الكتاب المنحدرين من فئة المتزلفين و المطبلين المجهزين في حظائر كل متجبر متغلب على السلطة، يمرر من خلالها، على سبيل المثال في موريتانيا أن المنظمات الحقوقية صناعة إسرائيلية يهودية و غربية نصرانية و أن أمريكا و أوروبا و إسرائيل ينغص نومهم استمرار هذه القوة العظمى التي اسمها الجمهورية الاسلامية الموريتانية وأن هذه الدول و مجموعات الدول الكبرى التي ملكت العالم و مازالت تتصدر العالم اقتصاديا و عسكريا وديبلوماسيا شغلها الشاغل هو كيف تتمكن من إضعاف الدولة الموريتانية و تفكيكها و القضاء على الدين الاسلامي النموذجي الذي يدين به الموريتانيون؛ وأنه في سبيل هذا الغرض شكلت و جندت الدول العظمى التي تتوجس الخوف و الخيفة من قوة الضرب و المقاومة الموريتانية جحافل من الهيئات الدولية و الجمعيات المحلية و أغدغت عليها الأموال و رسمت لها هدفا رئيسيا هو إشعال حرب أهلية في موريتانيا حتى تضعف و تتلاشى... يتواصل.
بيرام الداه اعبيد