عبد الرحمن ولد عثمان ولد ببكر عقيد متقاعد وقائد سابق لأركان الجيش الوطني ولد بمنطقة شكار منتصف خمسينات القرن الماضي وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية بمدينة ألاك وحصل على شهادة البكالوريا شعبة العلوم الطبيعية في العاصمة نواكشوط 1972
التحق بالجيش الوطني عبر مسابقة في العام نفسه وتقلد مناصب عسكرية عديدة كما تلقى تعليما عسكريا ببعض المدارس العسكرية الخاصة في فرنسا إضافة إلى دورات عسكرية في بلدان مختلفة
شارك في حرب الصحراء الغربية منتصف السبعينات وأزمة أزواد منتصف التسعينات من الفرن الماضي.
تولى مناصب إدارية أثناء الخدمة العسكرية من بينها حاكم مقاطعة بئر أم اغرين مع بداية عهد المقدم محمد خونة ولد هيدالة كما تولى منصب مفوض الأمن الغذائي أثناء عهد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وظل يشغل المنصب حتى صبيحة انقلاب السادس من أغش آب 2008.
كان أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري الذي أطاح بمعاوية ولد سيدأحمد ولد الطائع وتولى قيادة الأركان طيلة المرحلة الانتقالية 2005-2007
وكان الشخصية الثانية في الدولة أثناء تلك المرحلة.
نص المقابلة
لبراكنة إنفو: نريد منكم تقييما للفترة الأخيرة من حكم الرئيس معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكركم في موقع لبراكنة إنفو على هذا اللقاء وأرجوا أن نقدم خلاله ما يمكن من المعلومات المهمة التي ينبغي تقديمها والتي ستكون مهمة في مستقبل البلد وتاريخه.
أما بخصوص سؤالكم فأرى أن الفترة الأخيرة من حكم الرئيس معاوية كانت فترة متأزمة بشكل قوي لا سيما بعد عملية لمغيطي وتحرك الجماعات الإرهابية على الحدود والعمليات التي تمت داخل الوطن وما خلفه ذلك من معانات جعلت الحكومة مشغولة في الملف ونتج عن ذلك انشغال مؤسسة الرئاسة على وجه الخصوص في الملف الأمني للرد على تلك العمليات فانشغل الرئيس عن كل أمور البلد الأخرى كلها وازداد التأزم حتى وصلت الأمور إلى درجة لم تعد مقبولة على الساحة الوطنية.
لبراكنة إنفو: متى اتخذتم قرارا بالانقلاب على الرئيس معاوية؟
انشغال الرئاسة بالملف الأمني كما أسلفت وعدم تركه لأهل الاختصاص والجهات المعنية والمهيأة لمواجهة هذا النوع من التحديات وترك المبادرة وحرية التصرف لها في الميدان بوصفها جهة الاختصاص فضلا عن اتخاذ الرئيس لقرار دون استشارة الجيش بالتدخل في مناطق تبعد آلاف الكيلومترات عن حدود البلد والعاصمة نواكشوط التي هي مركز القرار والتورط في حرب داخل حدود مالي ولو كان ذلك بموافقتها دون مراعاة قدرات جيشنا القتالية كل ذلك عجل بالانقلاب وجعل من الضروري تغيير الوضع خصوصا وأن الرئيس لم يعد مسيطرا على الوضع.
لبراكنة إنفو: يقال إن قراركم بالانقلاب اتخذ قبل يوم أو يومين فقط من تنفيذه فجر الثالث من أغشت 2005 هل هذا صحيح؟
في الحقيقة قبل الانقلاب كان أحد الأصدقاء قد لفت انتباهي إلى ضرورة أن الوضع يجب أن ينظر فيه لأنه لم يعد من الممكن استمراره ويبدو لي أنه كانت هناك جماعة أخرى تحضر للأمر وتنسق وإن كانت جماعة محدودة ولكنها كانت تحضر وتنسق وأنا شخصيا لم أشارك إلا في الأيام الأخيرة
لبراكنة إنفو: من هو الصديق الذي ذكرتم وما هي الجماعة التي كانت تنسق وتحضر للانقلاب؟
الصديق هو الرئيس المرحوم اعل ولد محمد فال أما المجموعة فهي الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز وقائد أركانه حاليا محمد ولد محمد الشيخ المعروف بولد غزواني وأعتقد أن المرحوم سيدي محمد ولد الشيخ ولد العالم لم يكن بعيدا في تلك الأثناء من الرئيس اعل رحمهما الله وإذا كانت هناك اتصالات أخرى تم القيام بها على مستواهم فلا أعرف وإن كان من الممكن أن يكونوا قد تواصلوا مع بعض العسكريين والمدنيين في تلك الفترة.
لبراكنة إنفو: يقال إن لكم دورا كبيرا في إقناع قادة المناطق العسكرية في الداخل؟
في الحقيقة أنا في تلك الفترة كنت قائدا مساعدا للأركان وكان لدي اتصال مع جميع المناطق والوحدات القتالية وأعرف أن المجموعة طلبت تدخلي ومشاركتي لهذا السبب لأن لدي معرفة واسعة بقادة الوحدات أما هم فقاموا بالتنسيق المدني في العاصمة نواكشوط.
لبراكنة إنفو: متى بدأتم اتصالاتكم بقادة الوحدات لإشعارهم بالانقلاب ليلة الثالث من أغشت؟
الأمور تمت بشكل مستعجل لأننا اغتنمنا فرصة تغيب الرئيس وتواجده في المملكة العربية السعودية لتقديم العزاء في الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وكان الوقت ضيقا جدا "يومين أو ثلاثة" وأذكر أنني في تلك الليلة كنت مع الرئيس المرحوم اعل ولد محمد فال بدعوة منه للعشاء وكنت أستعد للسفر في اليوم الموالي إلى تاودني رفقة الضابط غزواني وأثناء الحديث عن الوضع القائم طلب مني المرحوم اعل المساعدة في تنفيذ انقلاب عسكري في تلك الليلة فوافقت على الأمر بعد أن أبلغني بأنه يتقاسم الفكرة مع كل من عزيز وغزواني فاتفقنا على أن أتولى أنا مسؤولية التنسيق مع المناطق العسكرية والوحدات القتالية المتواجدة في الداخل في حين يتولى غزواني وعزيز مهمة تأمين الأماكن المهمة كالسفارات والبنوك.
لبراكنة إنفو: إذا تنفيذ الانقلاب كان مرتجلا؟
لا لم يكن مرتجلا بل كانت هناك أحاديث قبل ذلك بين القادة العسكريين عن عدم إمكانية استمرار الوضع وأذكر أنني تبادلت حديثا مع غزواني في لمغيطي اعتبرنا فيه أن الوضع لم يعد يمكن أن يستمر لكن لم نناقش في ذلك الحين مسألة تنفيذ انقلاب كما أن هناك شعورا عاما بفقدان السلطة وتردي الوضع الاقتصادي والسياسي.. إلخ
وبالتالي كان الانقلاب محسوما من الناحية المبدئية ولكن لم يتم تحديد أي تاريخ لتنفيذه وأذكر أنه كانت هناك فكرة بالتنفيذ في زيارة كانت مقررة للرئيس إلى مدينة النعمة
لبراكنة إنفو: كانت البداية في حدود أي ساعة من تلك الليلة؟
بدأنا في حدود الساعة الحادية عشر ليلا وتواصل الأمر حتى الفجر وتمت السيطرة وتم فعلا كل شيء.
لبراكنة إنفو: كيف تقيم تجربة المجلس العسكري في الحكم؟
الأساسي في هذا كله هو تغيير المؤسسات الديمقراطية وتنظيمها بما فيها المؤسسات المدنية التي لها دور في أي نظام ديمقراطي وسن قوانين ونصوص ثابتة وأعتقد أن هذا تم بالفعل.
قد تكون هناك لا شك أمور تتطلب تغييرات في المستقبل لكن الأهم هو أن المسار تم بطريقة تشاركية ما بين جميع الطيف السياسي ومنظمات المجتمع المدني وتم في الأيام الوطنية للتشاور مناقشة جميع القضايا والاتفاق عليها فجرت جميع الانتخابات في الزمن المحدد لها وبصفة توافقية وانبثقت عن تلك الانتخابات مؤسسات دستورية شرعية كالرئاسة والبرلمان وكان يجب أن تترك هذه المؤسسات لتعيش الفترة المحددة لها دستوريا حتى نكون قادرين على تقييم التجربة بشكل موضوعي؟
لبراكنة إنفو: سلمتم في ربيع 2007 السلطة للرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بعد انتخابات لم يشارك فيها أي منكم هل كنت مقتنعا أنكم أوفيتم بجميع تعهداتكم للشعب الموريتاني رغم دعم بعضكم لمرشحين رئاسيين؟
في الحقيقة المؤسسة العسكرية كانت محايدة وإن كان جميع المرشحين قد حصلوا مع الأسف على دعم بعض القادة العسكريين كأشخاص أما المؤسسة العسكرية فكانت تعيش حالة حياد.
وبعد تسليمنا للسلطة إلى رئيس مدني كان الشعور العام هو أن المجلس قد أوفى بجميع تعهداته وطرح أسسا لدولة مدنية تعددية قابلة للاستمرار لكن الشيء المؤلم والمؤسف هو ما حدث من تدخل لم نتوقعه في المجلس العسكري من قبل بعض أعضائه والمتمثل في الانقلاب على الرئيس المدني وهم بالمناسبة لا يمثلون غير أنفسهم فيما قاموا به
كنا نعتقد (أعني بعض أعضاء المجلس العسكري) أن الرئيس المنتخب إذا تسلم السلطة الكاملة سيكون لديه من الصلاحيات ما يضمن له التغلب على الوضع.
لبراكنة إنفو: إلى جانب من كنتم شخصيا في تلك الانتخابات؟
أنا شخصيا كنت قائد أركان وامتثلت الحياد فعلا وأعرف أن هناك أشخاصا آخرين دعموا مرشحين بشكل ظاهر وبكل الوسائل بما فيها وسائل الدولة المادية والبشرية لكن تخوفنا من فشل المسار أحال دون اعتراضنا بشكل جدي وصارم إزاء ذلك.
لبراكنة إنفو: كيف أقلتم من قيادة الأركان في عهد الرئيس ولد الشيخ عبد الله؟
دعني أولا أقول إنني أحترم الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله كشخصية بارزة وكإطار قديم لعب دورا في الدولة أيام الاستقلال وتولى مناصب وزارية من بينها وزير دولة في عهد الرئيس المرحوم المختار ولد داداه ولم أكن أنصحه أن يستجيب لنداء من طلبوا منه الترشح لمنصب رئيس الجمهورية دون أن يحصل منهم على ضمانات تتيح له ممارسة السلطة بشكل عملي وحقيقي لكي يحكم فعلا وقد ظهر لي من خلال تصرفاته في الحكم أنه لم يكن يمارس ما يمنحه له الدستور من صلاحيات كرئيس جمهورية منتخب وهذا لا يمكن معه قيادة البلد وقد أشرت عليه شخصيا في هذا الجانب وطلبت منه إبعادنا كعسكريين لا سيما من كان منا يلعب أدوارا سياسية لأنهم لم يعودوا معنيين بالسياسة وعليهم العودة إلى الثكنات كما التزمنا بذلك عشية تسليمنا للسلطة إليه وهذا ما كان عليه الإجماع العام وهو ما لم يحترمه من لا زالوا ممسكين بالسلطة إلى اليوم.
لبراكنة إنفو: إذا كيف كان قرار عزلكم؟
تم ذلك بعد اعتراضي على تدخلات تمت في الأركان دون الرجوع إلي كقائد للأركان وكمستشار لرئيس الجمهورية في الميدان العسكري وحين اعترضت على بعض الاقتراحات الداخلية التي كانت بصمات الممسكين اليوم بالسلطة فيها واضحة واعتبرت أن القبول بها يعني التخلي العملي عن مسؤوليتي وفي خضم هذه الأحداث جاء قرار عزلي عن الأركان.
لبراكنة إنفو: ما هي الوظيفة التي اقترحتم على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله لتعيين الرئيس محمد ولد عبد العزيز فيها؟
لم أقترح لأحد أي وظيفة محددة بل اقترحت إبعاد الجميع إلى حيث لا يجعلهم قادرين على التدخل في الشأن السياسي ولم أضع ميزة على أحد فقط قلت إنه يمكن تعيينهم كملحقين عسكريين في السفارات أو مديرين في مؤسسات وترك السلطة السياسية حرة.
لبراكنة إنفو: كيف عينتم على الأركان صبيحة الانقلاب الأخير؟
بعد تأزم الوضع وبروز الصراع بين الرئيس والقادة العسكريين وبعض البرلمانيين اتصلت شخصيا بعزيز وغزواني ولم ألتقي بهم قبل ذلك فطلبت منهم ترك الرئيس يمارس صلاحياته فلم يبدي غزواني أي اعتراض لكن عزيز رفض بشكل بات وكان يرى أنه هو الذي جعل ولد الشيخ عبد الله رئيسا وأن عليه طاعته (يضحك هذا شيء غريب).
وحين اتضح للرئيس سيدي أن الوضع لم يعد يمكن أن يستمر وأقال الحكومة في مرحلة الأولى ولم يأتي ذلك إلا بمزيد من التأزم اتصل بي رئيس الوزراء وعرض علي العودة إلى الأركان وطلب مني قبول ذلك وأنا ساعتها مفوضا للأمن الغذائي.
لبراكنة إنفو: جاءكم في المنزل أم لقاكم في مكان آخر أم بواسطة الهاتف؟
في تلك الفترة كنت مفوضا للأمن الغذائي وكنت ألقاه على الدوام وحين عرض علي العودة إلى الأركان أجبته بأنني على استعداد لخدمة الوطن في أي منصب أعين فيه وقلت له إن القادة إما أن يكونوا عسكريين حقا فلا بد أنهم سيستجيبون إذا قرر الرئيس تعيينهم في وظائف أخرى وإما أن يقوموا بانقلاب وهذا أفضل من الوضع القائم إذ أنه لا الرئيس مارس سلطته ولا هم انقلبوا عليه ليمارسوا السلطة ويكونوا مسئولين عما يجري بشكل مباشر
لبراكنة إنفو: كيف دخلتم قيادة الأركان وكيف خرجتم منها؟
دخلتها في زي مدني قادم من مكتبي في مفوضية الأمن الغذائي وقد منعت في البداية من الدخول لأن الجماعة كانت قد سيطرت على الوضع واعتقلت الرئيس ورئيس الوزراء لكن بعد إجرائي لاتصالات تمكنت من الدخول وكنت مستعدا إذا وجدت قوة عسكرية أن أستخدمها لإعادة الشرعية على ألا يحدث ذلك فوضى في البلد أما إذا لم أجد من القوة العسكرية ما يكفي لذلك فعلي أن أسلم الوضع للمجموعة هكذا كنت أفكر.
وبعد اتصالاتي تبين لي أن مجموعة كبيرة من الضباط قد صارت معهم لأنهم كانوا يحضرون للأمر منذ فترة وكان لهم تأثير على الناس منذ عهد ولد الطائع والمجلس العسكري وتزايد ذلك التأثير بشكل كبير في عهد الرئيس سيدي لأن الكل كان يطلب منهم التوظيف وغيره من القضايا الشخصية كما أدركت أن مقاومة الوضع صارت تعني إحداث الفوضى
اتصلت بالجماعة في مقر الأمن الرئاسي راجيا أن يتفهموا الموقف ويتراجعوا لأن تقويض السلطة الشرعية لن يكون في صالح الدولة ولا الجماعة وبعد وصولي إليهم تبين لي أن تراجعهم لم يعد ممكنا فلم أطرح الموضوع للنقاش ولكن وبدل تراجعهم طلبوا مني المشاركة في الانقلاب فرفضت لأنني مقتنع أنه سيعيد عجلة تنمية البلد إلى الوراء.
لبراكنة إنفو: كم قضيتم من الوقت في قيادة الأركان؟
قضيت فيها أزيد من ساعة اتصلت خلالها ببعض القادة واتصل بي عزيز من مكتبه في الأمن الرئاسي فطلب مني الالتحاق بهم في مقر الأمن الرئاسي وطلبت منه العكس لأن الأركان العامة أكثر ملاءمة لاحتضان لقاء عسكري بهذه الأهمية ولكن أنا في النهاية ذهبت إليهم أملا في تراجعهم وقبولهم بعودة الحكم الشرعي.
لبراكنة إنفو: كيف تقيم واقع الجيش اليوم؟
الآن فيه تراجع في المسار الديمقراطي والجيوش بطبيعتها غير مؤهلة للديمقراطية لأن عقليتها وعقيدتها تقوم على الطاعة وعلى الأمر والتنفيذ أما الديمقراطية فهي قائمة على اختلاف الرأي والتفكير
لبراكنة إنفو: نقصد واقع الجيش من حيث التكوين والتجهيز؟
هناك الكثير من الحديث في هذا الجانب ولكن أنا الآن ليس لدي الكثير من المعطيات عن وضع الجيش وإن كنت أسمع كلاما مفاده أنه تم تكوينه وأعطيت له معدات جديدة لكن لم أرى شيئا ملموسا فأكثر ما رأيته هو شراء سيارات مدنية يتم نصب المدافع عليها وباستطاعة كل أحد فعل هذا فالجماعات المسلحة التي هي غير جيش منظم لديها تلك السيارات وتلك المدافع لكن هذا لا يعني أنها قوة قتالية حقيقية
أعتقد أن أي الجيش لا يقوم بمناورات عسكرية مستمرة وتدريبات دائمة وتمرن على مختلف المستويات من الجندي إلى العريف فصاعدا وجعل كل فرد قادر على تنفيذ مهامه لا يعتبر جيشا له قدرة قتالية حقيقية
وهنا أتساءل هل عملية تورين الأخيرة التي فقدنا فيها 12 عسكريا وتمكن منفذوها من الإفلات والعودة إلى قواعدهم دون أن يعترضهم أحد رغم دخولهم في عمق الأراضي الموريتانية 400 كلم هل يعتبر هذا دليلا على قدرة قتالية حقيقية لدى الجيش والأمثلة كثيرة.
لبراكنة إنفو: كيف ترون المقاربة الأمنية الموريتانية؟
نحن كنا في ظرفية دولية مختلفة قبل سنوات وأعني هنا الفترة الممتدة ما بين آخر عهد ولد الطائع وبداية ولد عبد العزيز حيث كانت الحركات الإرهابية بكاملها متواجدة في شمال مالي على حدودنا الشرقية وبعد الانقلاب الذي وقع في مالي وتواجد القوات الفرنسية والدولية هناك وسقوط نظام القذافي اتجهت جميع هذا الحركات باتجاه ليبيا والشرق الأوسط وصارت والحمد لله لدينا حماية من طرف تلك القوات الدولية.
لبراكنة إنفو: شاركتم بصفتكم قائد أركان سابق في احتفالات الاستقلال بمدينة انواذيب قبل سنتين فعن طريق من تم استدعاؤكم؟
تم استدعائي من طرف الأركان العامة وهذه ليست أول مرة أشارك فيها فقد شاركت قبل ذلك في احتفال في نواكشوط لأنني أعتبر نفسي قائد أركان سابق وأعتبر أن الجيش ليس ملكا لشخص وأن مسؤوليتي كقائد سابق وكسياسي معارض حاليا تفرض علي متابعة أمور الجيش وتطوره ومتابعة أمور البلد بصفة عامة.
لبراكنة إنفو: هل اتصلت بكم قائد الأركان شخصيا أم شخص آخر؟
تسلمت رسالة بالدعوة للحضور.
لبراكنة إنفو: هل التقيتم بالرئيس أو قائد أركانه في تلك الاحتفالات؟
لم ألتقي بأي منهم إلا في ساحة رفع العلم ولم يكن هناك أي لقاء خاص.
لبراكنة إنفو: متى كان آخر لقاء جمعكم بولد عبد العزيز؟
لم يسبق أن تم أي لقاء بيننا بصفة خاصة لا في فترتي أعمل في الجيش ولا بعد ذلك
لبراكنة إنفو: هل التقيتم بولد الطائع بعد الإطاحة به ولو في اتصال هاتفي؟
لا أبدا لم ألتقي به وما يهمني هو أن تبقى موريتانيا آمنة ومسارها الديمقراطي مؤمن وكذلك مسارها الاقتصادي ولا أرى أن الجماعة الحاكمة حاليا لديها من المؤهلات ما يمكنها من القيام بذلك ويبدو جليا أنها منشغلة بأمور لا تعني اقتصاد الدولة ولا مصلحتها.
بوصفكم قائد أركان سابق وضابط شارك في حرب الصحراء هل ترى أن اللون المضاف للعلم الوطني يشكل عرفانا بالجميل لتضحيات المقاومة وتضحيات أبناء القوات المسلحة؟
لا أبدا فبالنسبة لي لم يكن يجب أن تستغل المقاومة في أغراض سياسية بل يجب أن تستغل لمصلحة الدولة وليس لمصالح ضيقة لأفراد يمسكون بالدولة ويعملون على تفتيت كيان البلد أما المقاومة فيجب أن يخلد ذكرها بصفة تخدم الدولة ومصلحتها وأمنها ومستقبلها
لبراكنة إنفو: كيف رأيتم التعديلات الدستورية الأخيرة؟
أي أمر لا يوافق عليه الشعب الموريتاني ولا يوافق عليه برلمان الشعب كان يجب أن يترك لأن الشعب رفضه ولأن الشيوخ رفضوه واعتبروا أنه ليس في مصلحة الشعب وهذه هي قناعة 90% من الموريتانيين لأنه ليس من مصلحتهم ولأنه ليس هناك ما يدعوا إليه ولأنه ليس هناك من طالب به منهم ولأنه ليس هناك ما يحتم التعجيل في القيام به وبالتالي فهو بالنسبة لي مرفوض ولا يجب أن يطبق بل فيه إهانة ماسة لكل من خدم موريتانيا وجيشها.
لبراكنة إنفو: 2007 حدث تبادل سلمي على السلطة في البلد هل ترى أن تلك التجربة ستكرر في 2019؟
هناك تخوف الآن لأن من قاموا بتجربة دعم مرشح ليتحكموا فيه ربما تكون لديهم الآن نفس الفكرة والسؤال هو إن كان الشعب سيقبل ذلك.... الله تعالى أعلم.
لبراكنة إنفو: كيف تابعتم الرحيل المفاجئ للرئيس اعل ولد محمد فال؟
رحيل اعل ولد محمد فال فاجأني تماما لأنني كنت ألقاه دائما ولم يكن يعاني من مشاكل صحية وكان رحيله مفاجئا وقد استغربت أن تتم وفاة رئيس سابق وسياسي في تلك الظروف ولم يفتح أي تحقيق في وفاته لمعرفة السبب بل استغربت أكثر أن يتم دفنه على عجل وهذا ما وضع تساؤلات كبيرة حول الموضوع فالرجل رحمه الله سياسي وله منافسوه وعلى كل حال كان يجب أن ينظر في طبيعة وأساب وفاته.
لبراكنة إنفو: الأسماء البارزة في المعارضة حاليا من ترون منها يصلح ليكون مرشحا موحدا في استحقاقات 2019؟
إذا كنا حقا دولة مدنية وفيها مؤسسات ديمقراطية فلا أعتقد أن الأشخاص لهم تأثير يذكر وإنما يكون التأثير للأحزاب وبرامجها وأفكارها ومدى قدرتها على إقناع الناس لكن إذا كنا دولة مرهونة لدى شخص يقوم بما تمليه عليه نفسه فلا أعتقد أن الديمقراطية لها معنى أو مكانا
وهنا لا بد أن أسجل إدانة بجميع أنواع العمق والتنكيل التي حصلت بحق المحتجين السلميين على سياسات النظام سواء كانوا مواطنين عاديين أو منتخبين وسياسيين كما أندد بالسجن السياسي الذي يتعرض له السناتور محمد ولد غدة وأطالب بإطلاق سراحه فورا ودون شروط
شكرا جزيلا لك