هل هذه مقدمة لنيل جائزة الأمم المتحد لأشجع رجل في موريتانيا؟

رغم أننا لم نر النص الأصلي للكاتب المسيئ إلاّ أنه من المخجل أن نتجاوز عمله دون وقفة قصيرة قد تلهم المتدبر لخطورة هذه القضية التي تمس من الثوابت العقدية والمقدسات الإسلامية المنزهة عن النقد والإنتقاد والرأي.

 

لقد أصبحنا اليوم نعيش حرية منقطعة النظير تتيح لاهون الخلق ان يصل برأيه إلى قمة الصرح بيسر لامثيل له، تحت عنوان حرية الرأي والتعبير والديمقراطية، فكانت تلك فرصة اتهزها أصحاب القضايا العنصرية والجهوية وعشاق الظهور والتمظهر، جاعلين من الصورة والصوت والقلم سلما نحو الرقي والإصطفاء في سماء النخبة والجهاد، فعاثوا في الأرض فسادا واهلكوا الحرث والنسل باسم الديمقراطية متذرعين بحرية جهلوا كنهنا وحدودها وتعبير لم يوفق ولم يسلك به الطريق الصحيح، فكانت النتيجة أن ينتقي كل من هبّ ودب فكرة من همومه ويجعل منها قضية تستحق التضحية والجهاد .

فقبل أن يهدي أحدنا سمعته وعرضه وحياته ودينه لقضية شوهاء عليه أن يعي ويفهم نتيجة عمله وصدق نيته في ذلك العمل هل ما فعله هذا الرجل هو تضحية فعلا من أجل طبقة ضائعة وشعب مغمور أم أنه يتهادى في خطى متباينة نحو صدفة الحظ و رغد الظهور، هل يحسب أنه عندما يقيم عمره في السجن وتبقى صوره تملأ الأفق ورؤيته غاية عند المثقفين أنه سعيد ؟؟

هل يريد هذا الرجل أن يملأ الدنيا باسمه ويشغل الناس بصورته بأي ثمن حتى ولو كان ذلك على حساب عقيته هل يعتقد افكاره التي يناقش بها دروسا من السيرة حظه منها الإنتقام والمقارنة ليصل نتيجة واهية يأباه أهل القضية التي يدافع عنهم؟ لترسل  له الأمم المتحدة رسالة تهنئة فيها على فعلته التي لم تجد شجاعا مقداما ليفعلها هنا في بلاد الإسلام ، وترسل له الدنمارك دعوة للجوء إلى مكان آمن ليمارس أفكاره بهدوء وبعد عام من الآن تهديه اسرائيل وآمريكا جائزة أعقل رجل في أفريقيا لسنة 2014، وبعد حين يغفر له هنا في موريتانيا بتدخل من فرنسا ويحصل بذلك على الحسنين ويصبح رجلا لا كالرجال .

لا أظنه فكر يوما بمثل هذه الطريقة! إنما كان ينعم في رحمة الحرية ونطق على جهل وسار على عمى فلم تطل سيرته ولم تحمد عقباه، ؟

 

وبصفتنا مسلمين نؤمن بما جاء به الرسول الكريم ونصدقه دون مناقشة أو تحليل فلا مجال للرأي في محل التكليف ومن  هذا المنبر المتواضع وباسم الدين الإسلامي الحنيف الخالص من أي مذهب أو توجه أو عمامة نطالب رئيس الجمهورية  باعتباره القمة والسلطة العليا في الدول بوضع حدود جامعة مانعة لهذا الوافد الجديد الدي يسمى الديمقراطية وحرية التعبير والرأي، كما ندعو النخبة المثقفة والتي نصبت نفسها كرقيب على موروثنا الثقافي أن تضع تفسيرا لماهية الحرية والرأي ولا تترك المعجبين بالغرب المقلدين لكبارالعلمانيين أصحاب القضايا يصلون بأفكاره الخبيثة لدائرة الدين بأية وسيلة .

ونختم بهذه الأبيات :

به فاستنر إن تنتهض بك همة    ولا تنتقض من دونه لك عزمة 

فكل ضياء دونه فهو دهمة        بدا وبقاع الأرض ظلم وظلمة

            فأشرقت الأرجاء وانقشع الكرب

 

ديدي نجيب

نواكشوط 04 ينائر 2014