رغم الخلافات الشديدة والمتشعبة التي تعصف العالمين العربي والاسلامي، والتي اتخذت أشكالا طائفية وسياسية وأيديولوجية، فقد استطاع قرار ترامب بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس الشريف باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني توحيد كل تلك التناقضات التي رفضت القرار، وعبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال.
بدأ جمع التناقضات بآخر أزمة شهدتها منطقة الشرق الأوسط، حيث اتفقت السعودية ومصر وقطر على شجب قرار ترامب واعتباره خطرا على المنطقة.
وبذات المنطق اتفقت السعودية وإيران في رفض القرار الأمريكي، والسلطة الفلسطينية وحماس والجهاد الاسلامي، والإخوان المسلمون في مصر والسيسي، والمعارضة الأردنية والملك عبد الله الثاني... وحتى هنا في موريتانيا كان الاتفاق حاصلا بين نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وقادة أحزاب المعارضة الراديكالية.
غير أن اغرب اتفاق حصل في هذه الأزمة، هو اتفاق الحكومات العربية والإسلامية والحركات الصوفية والإخوان المسلمون وكافة المعارضات في تلك البلدان، مع تنظيم القاعدة، وخاصة ذراعها في المغرب العربي، والذي أصدر بيانا شديد اللهجة، أعلن فيه انه لن يفرط بشبر من أرض فلسطين ولن يألو جهدا في نصرة أهلها دعما وتأييدا.
وقال التنظيم في بيان نشرعلى مؤسسة الأندلس التابعة له إن تحدي ترمب لمشاعر أمة من خير الأمم وعبثه بمقدساتها " ما كان ليحدث لولا طابور الخونة من حكام وملوك ورؤساء يمدهم في غيهم سماسرة التطبيع والتركيع" وفق البيان.
ودعا التنظيم مسلمي العالم إلى هبة لنصرة الفلسطينيين وحماية مقدساتهم ودعمهم بكل ما يملكون