المقاومة واقع لا يستطيع أن ينفيه إلا مكابر و قد أذاقت المستعمر الأمرين و كبدته خسائر كبيرة جدا رغم وجود الكثير من الامور الخلافية و البطولات الوهمية التي يتعصب لها أصحابها و يحاولون فرضها فلكل شعب أسطورة وبطولات وهمية يرويها عن نفسه لكنها لا ينبغي أن تسيء لطرف على حساب الاخر لأنها في النهاية مجرد أسطورة و لكي يقبل بها الجميع يجب ان تحترم الجميع اذا كنا شعبا واحد فلماذا لا نفخر نحن بمقاومتنا التي دكت حصون المستعمر الحصينة في سينلوي منتصف القرن التاسع عشر و هزت أركانه و أربكت منظر الحملة الاستعمارية الجنرال لوبس فيدرب و فر جيشه من امام رجالنا
..
لماذا نركز فقط على معارك في بداية القرن العشرين - وإن كنا قتلنا فيها بعض قادة الاستعمار - لكن على بعضها إشارات إستفهام ليس من السهل تجاوزها ؟؟ ونهمل المرحلة الأصعب و الأهم مرحلة المواجهة التي حققت نتائج ملموسة - لم تتحقق في الفترة الاخيرة -و التي تبين أصحابها خطر الأطماع الاستعمارية في فترة ما قبل سايسبيكو ... ؟
و استطاعت أن تمنع دخوله البلاد أكثر من نصف قرن و لم يجرأ بعدها على التفكير في غزو البلاد حتى كسرت الصراعات الداخلية شوكة رجالها البواسل فكان تحقيق الأمن غاية و مطلبا ملحا ... ألأنه لم يستطع دخول البلاد يجيزها الجغرافي الحالي الذي رسمه لنا المستعمر لا نعتبر تلك الفترة مقاومة و التي بفضلها كنا آخر بلد في المنطقة يدخله الاستعمار أو لأن البعض لا يجد نفسه في المرحلة و يفضّل مرحلة مباغتة ضباط الصف و الوحدات العسكرية على مرحلة مواجهة الجيوش و الجنرالات في السهول و الوديان المكشوفة
لماذا يكون سردنا لها مجرد سرد عشائري لتلميع صورة الأقربين و تشويه صورة الآخرين والعكس صحيح ولنعلم للتاريخ عدة قراءات مختلفة وليست بالضرورة قرائتنا له هي الأقوم والأسلم ؛ لذا علينا أن نحافظ على مشاعر الآخرين عندما نكيل الاتهامات لآبائهم و أجدادهم ونتعلم أن لا نذكر موتى الآخرين إلا بحسن كي لا يذكر موتانا بسوء
قال رسول الله صل الله عليه و سلم: ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ) قيل: يا رسول الله و كيف يلعن الرجل والديه؟ قال: ( يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه و يسب أمه فيسب أمه ) صحيح البخارى. " اذكروا محاسِن موتاكم ، وَكفُّوا عَنْ مساويهم " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونفهم أن التطرف الفكري هو المواقف الحادة من القضايا والتعصب لوجهة النظر و وصفها بالحقيقة الثابتة المقدسة - طبعا لا أقصد ما يتعلق منها بالدين و وان كان الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن الغلو فيه بقوله إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين - و وصف كل ما يخالف وجهة نظرنا بالسراب ....
لكن إسمحوا لي أن أقول لكم أن المقاومة لم يكن لها أي دور في انتزاع الاستقلال الوطني - لأن آخر معركة من معاركها تفصلها عن الاستقلال أكثر من 26 سنة - والذي جاء هبة من فرنسا لكي ترجع على نفسها وتضمم جراحها بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية منهكت القوى ...
علينا أن نتفق جميعا على أن موريتانيا للجميع و علينا تكريم كل أبطالها في السلم و الحرب و تكريم رجال المقاومة و الرجال الذين واكبو الاستقلال و عملوا من أجل أن يكون واقعا لا هبة مع إدراكهم لصعوبة المرحلة و جسامة التحديات لبناء دولة خرجت من رحم المستعمر و أستطاعت أن يسجل لها التاريخ مواقف موازية لرؤية المستعمر و طرحه و انتزعوا لنا الاعتراف العربي و الاممي بعد ان كنا نواجه بالرفض و التنكر لحقنا في الوجود و أمموا ثرواتنا و سكوا لنا عملتها و عززوا مكانة اللغةالعربية لدولة استمدت قوانينها من التشريع الاسلامي و دعمت القضايا العادلة في العالم ...
الكاتب و الباحث المهتم بالتاريخ المختار ولد ابراهيم ولد السيد