شركة MCM التي تقوم باستغلال مناجم النحاس والذهب في ولاية اينشيري تنفذ عملياتنهب وسرقة ممنهجة لثروتنا المنجمية دون رادع ولا وازع , كما تقوم بتدمير خطير للبيئة واستنزاف للمياه الجوفية العذبة في المنطقة دون أن تقوم بشيء ذا نفع وقيمة حقيقية يعود على السكان بالفائدة.
وقد ذكر المدون محمد الاغظف ولد احمد ـ وهو أحد المتخصصين ـ أن مخزون بنشاب الجوفي من المياه يحوي مليارا و120 مليون متر مكعب من المياه عالية الجودة، وتعنى شركة أم سي أم بتسيير مياه المخزون لسد حاجاتها الكثيرة للماء، فتستعمله في معمل كهرابئها المستقل عن كهرباء المدينة، وتستعمله في ري الحقل تقليلا للغبار، وتستعمله أكثر في تزويد حفارات التنقيب الكثيرة والتي تعمل على مدار 24 ساعة، فتستهلك الحفارة في عملية حفر واحدة مقدار ما يروي إبلا من قطعان إينشيري، فلولا وجود هذا المخزون الغني لتوقفت الأعمال في المنجم فورا.
الشركة لا تأخذ النحاس فقط، بل تستنزف أعلى مياه المنطقة جودة في ظل القحط والجفاف، علما أن موريتانيا على رأس قائمة الدول العربية المهددة بالجفاف لأن مصادر المياه فيها قد لا تسد حاجاتها المستقبلية.. ننتظر تدخلا شجاعا من أصحاب القرار وسيحسب لهم التاريخ ذلك.
وتابع حديثه قائلا :
مجموعة "فرست كونتوم" إنها تستخرج سنويا 38 ألف طن من حقل "گلب ام اگرين" بأكجوجت، وتقول إنها تستخرج من كل طن غراما واحدا من النحاس وربما أقل. هؤلاء اللصوص يزعمون إذاً أن محصولهم السنوي من النحاس هو 38 كيلوغراما فقط grin رمز تعبيري
ولكي يبرهنوا على كذبتهم هذه دشنوا مختبرا في الحقل يمررون عليه عينة من كل خام قبل استخراجه، فتصرخ الأجهزة المبرمجَة على شهادة الزور: "نسبة النحاس 1 في المائة" (وهي أجهزة طريفة تفضل عدم البوح بنسب المعادن الأخرى التي ترافق النحاس، كالذهب الذي جعل منه النحاس رفيق دربه في تلك الصخور المتحولة).
والأطرف أنهم يأخذون عينة من نفس الخام الذي سيعرض على مختبرهم في اكجوجت، ويسافرون بها إلى مختبراتهم في الخارج بحجة التأكد من صحة النتائج، والحقيقة أنهم يذهبون بها لأجهزة أخرى سليمة العقول "مقبولة الشهادة" كي تعطيهم النسبة الحقيقية، وليس للدولة حينها أية وسيلة للاطلاع على تلك النتائج.