تعيش إدارة الموريتانية هذه الايام ، وضعية لا تحسد عليها. ففى الوقت الذي كانت تنظر لتلقي دعم سنوي سخي من الحكومة ، كما جرت العادة ، لتغطية نفقات الموسم الرمضاني الذي بات يقترب، تفاجأت الادارة بفريق من المفتشين الماليين التابعين المفتشية العامة للدولة . . المفتشون الثلاثة الذين حضروا الى مباني الموسسة الأسبوع الماضي عرضت عليهم الادارة مكتبا فى داخل مبنى التلفزيون ليقوموا بجرد حسابات الموسسة ولكنهم رفضوا متعللين بان ذلك قد يؤثر على الحياد المطلوب فى عمل المدقق. وينص القانون انه للقيام بمهام التدقيق يتمتع أعضاء المفتشية العامة للدولة وأعضاء فرق التدقيق بكامل الإستقلالية اللازمة والموارد الضرورية وبكل ما تستدعيه سلطات البحث والتدقيق كما يؤدون واجباتهم دون الخضوع لأي سر مهني أو مصرفي. ويواصل المفتشون عملهم للأسبوع الثاني على التوالي وسط تسريبات حول صفقات واموال طائلة تسلمتها الموسسة ايام القمة العربية وفى تطور جديد الْيَوْمَ الخميس ٣/٥/٢٠١٨ عاد المفتشون الى مباني التلفزيون وطلبوا لقاء بعض المدراء للتدقيق فى بعض الحسابات . كل ذلك تزامنا مع موجة من التذمر، خاصة فى صفوف المتعاونين الذين يقومون بجل خدمات الموسسة وبدأ بعضهم يهدد بالتوقف عن العمل بسبب الانقطاع المتكرر للرواتب. موجة الاستياء فى صفوف عمال التلفزيون الرسمي وصل صداها على ما يبدو الى مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت على نطاق واسع على المواقع الالكترونية . وتناقلت المواقع أمس الأربعاء ٠٢/٠٥/٢٠١٨ مقالا للإعلامية سعداني منت خيطور مقدمة البرامج فى قناة الموريتانية ؛ مقالا طالبت الصحفية فى ختامه ، الادارة العامة للتلفزيون بالاستقالة ، مادامت عاجزة عن إنقاذ التلفزيون الرسمي من حالة (الموت السريري ) الذي بات يعيشه مؤخرا، على حد تعبيرها. الوضعية الصعبة بين مطرقة المفتشية وسندان المطالَب العمالية وانقطاع الدعم المالي المخصص لرمضان هذا العام اضطر الادارة للتعامل مع الوضع بسرعة امام اقتراب الشهر الكريم والحاجة الى برامج بأسرع وقت ممكن . وبحسب مصادر من داخل الموريتانية فان الادارة عمدت الى تكليف فريق بجمع برامج رمضان الماضي لعرضها على المشاهد فى رمضان القادم؛ طبعا بعد تغيير العناوين والموسيقى، فى مايشبه اعادة التدوير. وبحسب مصادر مقربة من الاداة فان عملية اعادة التدوير هذه ستمكن الموسسة من تقليص تكاليف رمضان بثمانين فى المئة وهو ما سيمكن من تبرير مبالغ طائلة عبر وساطة شركات انتاج يصفونها بالوهمية ،متعاقدة مع الموسسة منذ سنوات وتصرف اليها اغلب موارد المؤسسة. هذا ويتوقع مراقبون ان تكشف الايام القليلة القادمة، عن نتائج عملية التفتيش الجارية والتي تلقى ارتياحا واسعا فى صفوف أصوات كثيرة متذمرة ظلت متواصلة ، من داخل التلفزيون الوطني ، تطالب بإعادة هيكلة ادارية وإصلاح شامل لهذا المرفق العمومي الحيوي خاصة وأن القمة الافريقية التى تستضيفها البلد هذا العام ، باتت قاب قوسين او أدنى . نواكشوط . الخميس ٣/٠٥/٢٠١٨