من أصول الإسلام وقواعد الدين أن العلم قبل العمل، وأن العمل لا يكون عبادة إلا بعد العلم بأحكامه، والعلماء قالوا: لا يحل لامرئ مسلم أن يعمل عملا حتى يعلم حكم الله فيه، والأئمة العلام المتبوعين مجمعين على أن عبادة الجاهل مردودة عليه والله قدم الأمر بالعلم على الأمر بالعمل فقال:{ فعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}.، ولذلك من فقه البخاري أنه في صحيحه بوب بباب فقال: باب العلم قبل القول والعمل.
حكم الصوم:
قال صلة الله عليه وسلم:"بني الإسلام على خمس شهادة أن له إلا الله، وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت، وصوم شهر رمضان".
فضل شهر رمضان وصيامه:
قال صلى الله عليه وسلم:" إذا جاء شهر رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين". وقال صلى الله عليه وسلم:"يستقبلكم وتستقبلون"؟ ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللهَ وحي نزل؟ قال"لا" قال: عدو حضر؟ قال:"لا". قال: فماذا؟ قال:" إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة، وأشار بيده إليها، فجعل رجل يهز رأسه، ويقول بخ بخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا فلان| ضاق به صدؤك؟" قال: لا، ولكن ذكرت المنافق، فقال :"إن المنافقين هم الكافرون، وليس لكافر من ذلك شيئ".
من معاني الصوم وثمراته الجود في رمضان:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ، يأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة.
الصوم جنة من النار: والجنة الوقاية .
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال:" الصوم جنة"، وعنه عن مطرف قال: دخلت على عثمان بن أبي العاص، فدعا بلبن لقحة ليسقيه فقل إني صائم فقال:إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال"، قال:" وصيام حسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر"، وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" الصوم جنة مالم يخرقه".
فضل الصيام:
فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله دلني على عمل، قال:" عليك بالصوم، فإنه لاعدل له"،
مغفرة الذنوب السالفة بصوم شهر رمضان:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من صام رمضان إيمانا وحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذبه".
ذكر طيب خلف الصائم عند الله يوم القيامة"
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، الصيام جنة، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القامة من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه"، وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى صبعمائة ضعف، قال الله" إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر، وفرحة عند لقاء ربه".
استجابة الله عز وجل دعاء الصوام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، وإمام عادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، وبفتح لها أبواب السموات، فيقول الرب عز وجل: وعزتي لأ نصرنك ولو بعد حين"، وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" للصائمين باب في الجنة يقال له: الريان، لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخل أحدهم، أغلق، من دخل شرب ومن شرب، لم يظمأ أبدا".
كيفية بدء فرض الصوم:
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من شاء صام، ومن شاء أفطر، وفتدى بإطعام مسكين، حتى أنزلت الآية:ٍٍ"فمن شهد منكم الشهر فليصمه" البقرة الآية: 185.
ما كان الصائم ممنوعا منه بعد النوم عند ابتداء فرض الصيام:
فعن البراء قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه إذا كان أحدهم صائما فحضر الافطار، فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته، ولا يومه حتى يمسي، وأن قيس بن صرمة كان صائما، فلما حضر الافطار، أتى امرأته، فقال: هل عندك طعام؟ قالت: لا. ولكن أطلب، فطلبت له، وكان يومه يعمل، فغلبته عينه، وجاءته امرأته، قالت: خيبة لك. فأصبح، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية:"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم" البقرة: 187. ففرحوا بها فرحا شديدا فقال:" وكلوا وشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر".
وقت ابتداء صوم شهر رمضان:
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول:" إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له"، وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، إلا أن يغم عليكم، فإن غمي عليكم فاقدروا له".
النهي والزجر عن الصيام لرمضان قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان:
عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقدموا هذا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة"، وعن سماك، قال: دخلت على عكرمة في اليوم الذي يشط فيه من رمضان وهو يأكل فقال: ادن، فكل. فقلت: إني صائم، قال: والله لتدنون. قلت: فحدثني. قال: ثنا ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:" لا تستقبلوا الشهر استقبالا، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينك وبين منظره سحاب أو قترة، فأكملوا العدة ثلاثين".
الواجب على كل أهل بلد الصيام برؤياهم:
فعن كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة، ورآه الناس وصاموا، وصام معاوية، فقدمن المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بت عباس، ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته ليلة الجمعة؟ قلت نعم، أنا رأيته ليلة الجمعة، ورآه الناس، وصاموا، وصام معاوية. قال: لكننا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصومه حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ قال: لا، هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شهادة الشاهد الواحد على رؤية الهلال:
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أبصرت الهلال الليلة. فقال:"أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟" قال: نعم. قال:" قم يافلان، فأذن، بالناس فليصوموا غدا".
إيجاب الصوم الواجب قبل طلوع الفجر:
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن حفصة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:" من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له".
وجوب نية الصوم لكل يوم قبل طلوع الفجر:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى".
المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لا صيام لمن لم يجع الصيام من الليل":
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقول:"هل عندكم غداء؟ وإلا فإني صائم".
في السحور بركة والأمر به أمر ندب وإرشاد:
عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:" تسحروا، فإن في السحور بركة"، وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو رجلا إلى السحور، فقال:"هلم إلى الغداء المبارك"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:" استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبقيلولة النهار على قيام الليل"، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، يقول: كنت أتسحر في أهلي، ثم تكون سرعة بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأفعال التي تفطر الصائم بالإجماع في نهار رمضان:
فعن عبيد ابن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسيلم أمر رجلا أفطر في شهر رمضان بعتق رقبة، أو صيام شهرين، أو إطعام ستين مسكينا.،وعنه رضي الله عنه، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، فقال:"وما أهلكك؟"قال: وقعت على امرأتي في شهر رمضان، فقال" هل تستطيع أن تعتق رقبة؟"قال: لا. قال:" فهل تستطيع أن تصوم شهرين؟" قال: لا. قال:"فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟" قال: لا. قال" أجلس"، فجلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، قال: والعرق هو المكتل الضخم. قال:" خذ هذا فتصدق به" فقال: يا رسول الله أعلى أهل بيت أفقر منا، فما بين لا بتيها أهل بيت أفقر منا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، وقال:"اذهب فأطعم أهلك"، والإطعام لستين مسكينا، والصيام لشهرين متتابعين، هذا للمجامع في نهار رمضان، مع قضاء اليوم الذي جامع فيه .
الاستقاء العمد مفطر ومفسد للصوم:
فعن معدان بن أبي طلحة حدثه أن أبا الدرداء رضي الله عنه حدثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذ كرت ذلك له، فقال: صدق، أنا صببت له وضوءه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا استقاء الصائم أفطر، وإذا ذرعه القيئ لم يفطر"، وعن صبرة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.:" وإذا استنشقت، فبالغ إلا أن تكون صائما"، لأن ما يصل عن طريق السعوط أو الأنف مفسد للصوم مفطر، موجب للامساك والقضاء.
التغليظ والتشديد في إفطار يوم من رمضان:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من أفطر يوما من رمضان في غير رخصة رخصها الله، لم يقض عنه صوم الدهر، وإن صامه".
لا فطر على من أكل أو شرب ناسيا ولا قضاء عليه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا نسي أحدكم وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه"، وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أفطر في شهر رمضان ناسيا لا قضاء عليه ولا كفارة"، وعن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، غن أسماء رضي الله عنهما قالت: أفطرنا في رمضان في يوم غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم طلعت الشمس، قال: قلت لهشام، وقال أبو عمار: قيل لهشام: أمروا بالقضاء؟ قال: بد من ذلك، وفي خبر مشابه قال الفاروق عمر بن الخطاب: والله ما نقضي ما يجانفنا من الإثم".