احب ان ازيل اللبس في خلاف على الملكية الفكرية لطلعة من التوحيد اختلف على قائلها مجموعة كبيرة من ادباء الشعر الحساني ابرزهم الاديب الكبير احمد سالم ولد يونس الملقب الامير ...وكان الخلاف حول هل هي من انتاج الاديب الامير سيد احمد ولد احمد عيده والاديب الفتى الولي ولد الشيخ يب .
ولتوضيح هذا الاشكال احب ان اوضح بمقدمة تاريخية سبب قول الطلعة وما احاط بقائلها من ظروف ... في سنة 1891م سقطت الدار في اطار على الامير احمد ولد سيد احمد ولد احمد عيده وادي ذالك لوفاته وكان ابنه صغيرا فحملته امه عيشه بنت اعل (الملقب اغموگ) ولد محمد ولد اعل ولد احمد ( الملقب ايده ) الى حاضرة اسمارة حيث الشيخ الجليل الشيخ ماء العينين ولد الشيخ محمد فاضل ولد مامين . في تلك الفترة التي كان الامير الطفل يتعلم حروف الهجاء الاولى في رعاية الشيخ كان ضابط الاستخبارات الفرنسية العتيد دودو سك قد دخل الخدمة الفعلية بعد ان تعلم العربية والشعر والفقه في محاظر الگبلة عند اولاد ديمان واتقن اللهجة الحسانية ولغن كذالك وتخرج عالما متبحرا في كل شيئ ثم عاد الى سان الويس لتعلم الفرنسية كتابة ونطقا فاتقنها كذالك ولم يكن هذا الضابط الجاسوس سوى محمدن ولد ابن المقداد السنغالي المولد الموريتاني الروح والثقافة والهوى .... كان شاعرا فصيحا وشاعرا عاميا وجوادا وعاقلا .... وباختصار كان يجمع كل خصال الفتوة . وكان ابوه قبله ترجمانا للادارة الفرنسية ووصل الى ادرار سنة 1860م وحج مرورا بالساقية الحمراء ووادي الذهب وواد نون .
في بداية 1900م قام وفد كبير من اولاد غيلان بزيارة اسمارة واخذوا الامير الشاب وبايعوه اميرا على امارة ادرار وفي تلك الاثناء كانت طلائع القوات الفرنسية وصلت الى تگانت وعسكرت هناك وتبعث بالعيون لتحسس الاخبار في انتظار فرصة غزو ادرار .
كان الامير الشاب متضلعا من العلوم العربية الاسلامية وكان يقرض الشعر الفصيح والعامي في ان واحد كما ان ثقافة مقاومة المستعمر تشرب منها عند شيخ المجاهدين الشيخ ماء العينين ... في سنة 1912م جرح الامير واسر قرب تيشيت في معركة شرسة مع القوات الفرنسية وحمل الى اندر او سان الويس وكانت فرصة الفرنسيين لكسب الامير الى جانبهم .
كانت اندر هي اخر نقطة من مجال تراب مجتمع البيظان في الجنوب الغربي حيث يمتد شمالا هذا المجال حتى قرية تگانت شمال مدينة اگليميم 50 كلم ومنها في اتجاه الشرق مرورا بآسا والزاك وامحاميد الغزلان وتيندوف واتوات والبرج وتيلمسي وارض الهگار وتمنراست واليزي حتي غرب مدينة انيامى بالنيجر والالتفاف جنوبا باتجاه تنمبكتو مع محاذات الضفة الشمالية لنهر النيجر حتى ارض باغنة شمال باماكو في اتجاه ارض الحوض مرورا باروان وبولنوار وكيدال ومدن ارض ازواد ....في هذا الحيز الكبير كانت مهمة ضابط الاستخبارات هي اختراق مجتمع الببظان وترويضه لقبول الحماية الفرنسية وكانت عنده كل الادوات فداره كبيرة وهي ملتقى كل نبلاء البيظان واعيانهم وشعرائهم وفتيانهم وكان سخيا معهم ويفهم عقليتهم .... .
خلال مدة نقاهة الامير كان صديقه ول ابن المقداد يبالغ في اكرام الامير ويحدثه عن مزايا الاتفاق مع الفرنسيين وما سيحصل عليه وكان الامير اسيرا ايضا فاما ان يقبل شروطهم او يبقى في السجن للابد...... لذاك كانت تتنازعه روحه الثائرة المشبعة بامجاد التاريخ الاسلامي من جهة ومن جهة اخرى واقعه المر حيث الاسر الذي لا مفر منه والذي يعيشه وهو المتعود على الحرية فوق مرتفعات ادرار فقال :
بطوك ذ يان الشق بيك @@ لا يبگ فيك اخير فيك @@ كتب عربيك الا اعليك @@ واصبر مسل مكتوب @@ مسل مكتوب گاع ذيك @@ تعگب هي لعگوب @@ ادعات امجيك اذاك جاد @@ اثر المحسوب نوب @@ امشيك تعگب تدعيه زاد @@ كيف امجيك المحسوب .....
اضطر الامير الى توقيع صلح مع الفرنسيين للخروج من ربقة الاسر وكان خلال مدة اقامته للعلاج توثقت علاقته بمحمدن ول ابن المقداد وصار من اعز خلانه وقد ظهر ذالك فيما بعد بعد هجرة الامير .
عندما وصل ركب الامير الى نهاية ارض تفلي قال گافه الشهير :
حامد لله اللي ابعاد @@ اندر ازين اديار @@ وافرغ لمحار اعاد زاد @@ يور منب باحجار ......
فرد عليه صديقه بوبالي ولد لمغمبج من اعبيد اهل عثمان :
احن عند الله راجيين @@ اطار انجوه امگيلين @@ انصل فيه امطولين @@ ابعيد امن ادماتن @@ والكنوال امطلعين @@ الحمر اتيجباتن
وصل الامير الى اطار ومنذ 1913م حتى 1932م والامير في شبه هدنة مع الفرنسيين الذين دخلوا اطار يناير 1909م واستمر وجودهم حتى الاستقلال 1960 م . خلال مسير الامير مهاجرا شمالا نحو فرگان ارگيبات قرر النقيب لوكوك السير في اثر الامير فقام صديقه القديم محمدن ول ابن المقداد بكتابة رسالة مؤثرة للامير يحثه على التوغل شمالا لانه يعرف نوايا الفرنسيين فكتب :
گول السيد احمد كان ابعاد @@ فالبعد اتم الا ينزاد @@ اگولول يحذر من تفگاد @@ الوكر الفيه الكفر اجديد @@ اگولول عن لعرب زاد @@ اذا ارتفعت لم تعيد .
وكان ما كان عند وديان الخروب حيث استشهد الامير مع جماعة من قومه وكان الموقف الرائع لوالدته عيشه بنت اعل اللبية التى اتاها النقيب لوكوك براسه وسالها هل تعرفه فقالت له كلمتها الشهيرة نعم انه ابني المجاهد لطالما اقض مضاجعكم بغاراته عليكم واليوم يرزق الشهادة وهي امنية غالية على كل مسلم ....فبهت الضابط من قوة ايمانها وشجاعتها .
الضابط أحمد ولد حسنّه كتبه من السجن
نقلا عن موقع تقدمي . نت