تعليق: رفض المعارضة لحفلات الإفطار يشجع الكراهية

لماذا يتم رفض دعوات الإفطار وتشجيع الكراهية بين الناس في شهر رمضان الكريم؟ انه سؤال تطرحه الساحة السياسية اليوم في موريتانيا، فدعوات الإفطار ومناسبات العزاء ومناسبات التجمعات الدينية هي أمور يجب ان تكون خارج لعبة المواقف السياسية وخارج المتاجرة والبحث عن النجومية السياسية.

الرئاسة الموريتانية وجهت دعوة للأحزاب السياسية المنخرطة في صفوف المعارضة، من أجل المشاركة في إفطار يقيمه الرئيس محمد ولد عبد العزيز مساء غد الجمعة، على شرف جميع الأحزاب السياسية في البلاد.

لقد سرب قياديون في المعارضة لبعض وسائل الإعلام انهم لن يحضروا حفل الإفطار الجماعي، خوفا من تفسيره على أنه موقف سياسي من النظام.

طيب.. رفض حضور دعوة من عدمه هو حق سياسي، لكنه سقطة أخلاقية سيصعب على الكثيرين تبريرها لأتباعهم، لان المواجهة السياسية بين المعارضة والحكومة سيخسرها من يفشل في التمسك بالجانب الأخلاقي الإسلامي الموريتاني، المبني على ثقافة التعايش والسلام والإيثار والتمسك بخيط الوصال.

ان الأحزاب السياسية تظل مسؤولة عن الأخلاق الجماعية، وعن تثبيت القدوة بالنسبة لمنتسبيها، وهنا يكون رفض أحزاب سياسية لممارسة حق طبيعي ومجاملة سياسية طيبة أمرا غير مرحب به، بل انها لم تكتف برفض الدعوة فقررت إشهار ذلك في وسائل الإعلام.

ان الرئاسة بناء على أوامر الرئيس محمد ولد عبد العزيز ترسل دعوة لكل الأحزاب السياسية المرخصة لحضور إفطار جماعي يشكل لقاء للسياسيين وصناع القرار، وفرصة للظهور بمظهر الوحدة الإنسانية في بلد مسلم، وهذا أمر يجب تشجيعه ودعمه لان العلاقات الانسانية تسمو دوما على الخلافات السياسية، وليس بالضرورة ان الأحزاب التي تحضر داعمة او ان تلك التي تغيب هي احزاب معارضة للرئيس.

في السياسة هنالك دائما خلافات، لكنها فعلا خلافات يجب ان تظل محصورة في مساحات السياسة، ولا يجب ان يتم جلبها الى موائد الافطار التي تكون في الغالب فرصة للتسامح وفرصة لصلة الرحم، وفرصة لإظهار التماسك الاجتماعي للدول، وهذا ما على المعارضة فهمه كي لا يستمر سقوطها في مستنقع التفسيرات والتفسيرات المضادة.