عيون الإعلام الغربي عمياء أمام "إرهاب" الشرق الأوسط

اعتبر المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، أن هناك انحيازا واضحا من الإعلام الغربي فى تعامله مع قضايا "الإرهاب" التى تقع على أراضيه، بينما هناك شبه تجاهل وتهميش خلال تناوله للأحداث المماثلة في الشرق الأوسط.

وحدد المركز فى تقرير له بعنوان، "تحيز واضح: كيف تعاملت وسائل الإعلام الغربية مع هجمات بروكسل؟" العديد من الدلالات التي يُمكن تلمسها من التحيز الإعلامي الغربي عند تناول حوادث إرهابية تقع في الغرب مقارنة مع مثيلتها في دول منطقة الشرق الأوسط، ومنها، يوجه الإعلام الغربي دائمًا اتهامات للمسلمين والعرب، وهي اتهامات باتت تلقى قبولا لدى الشارع الغربي بعد انتشار العنصرية وكراهية المهاجرين في عدد من الدول الأوروبية، ولم تعد دعوات التحريض والكراهية مقصورة على المستوى غير الرسمي؛ بل انتقلت إلى الخطابات السياسية أيضًا، وهو ما بات يستشعره بجلاء المهاجرون في هذه الدول.

وأضاف، أن الاهتمام يتوقف على مدى تضرر مصالح الغرب، حيث ترى وسائل الإعلام الغربية أن تداعيات الأحداث الدامية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط عادةً ما تكون بعيدة التأثير على المصالح المباشرة للدول الغربية.

ولفت التقرير إلى أن تحيز الإعلام الغربي هو انعكاس لازدواجية السياسة الغربية، حيث لا يعتبر الإعلام الغربي ممارسات الاحتلال الصهيوني إرهابًا، كما لم يتم التركيز إعلاميًّا على الممارسات الأمريكية في العديد من دول المنطقة على غرار أفغانستان وباكستان والعراق، حيث تعتبر، وفقًا لاتجاهات عديدة، "جهودًا عسكرية لإرساء الديمقراطية في هذه الدول.

هذه الدلالات تشير في مجملها إلى أن الإعلام الغربي بات يميز بين ضحايا العنف في الغرب، وضحاياه في المنطقة، حيث يعتبر هذا العنف إرهابًا إذا ما وقع داخل الدول الغربية، وخلافًا سياسيًّا أو شأنًا داخليًّا إذا ما وقع داخل إحدى دول الشرق الأوسط.