بدأت اليوم الخميس بقصر المؤتمرات في نواكشوط،أعمال الدورة السادسة للجنة الفنية للخبراء في الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير، وهي الدورة المحضرة للدورة السادسة العادية لمجلس وزراء المنظمة التي من المقرر أن تبدأ أشغالها في ال30 من الشهر الجاري بنواكشوط.
ويتصدرالمواضيع المدرجة في أعمال دورة الخبراء الحالية ،تحضير الوثائق الفنية والمالية المتعلقة بتسيير الوكالة والمصادقة الفنية على استراتيجيتها لأفق 2018 و2020 وخطة تسييرها اضافة الى تحضير الوثائق المتعلقة بمجلس وزراء المنظمة للمصادقة عليها.
وتميز افتتاح هذه الدورة بكلمة ألقاها الأمين العام لوزارة البيئة السيد امادي ولد الطالب أشار فيها إلى أن هذا اللقاء الفني يمثل موعدا هاما بالنسبة لمختلف البلدان الأعضاء في المنظمة ولا سيما فيما يتعلق بتمحيص الرهانات المتعلقة بالمبادرة الإفريقية المشتركة سواء على الصعيد العلمي والفني أو الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والمؤسسية.
وأعرب عن يقينه بأن اسهام المشاركين في هذه الدورة سيكون حاسما من أجل ارساء مقاربات معيارية ومجددة تستبق الحاجات الحالية والمستقبلية لدى السكان المستفيدين في مختلف البلدان الأعضاء والذين هم أطراف معنييون بمشروع المبادرة الإفريقية للسور الأخضر الكبير،منبها إلى أن الحكومة اعتمدت استراتيجية وطنية جديدة للبيئة والتنمية المستديمة وخطة عمل لها للفترة ما بين 2017-2021 تنسجم مع استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك في أفق 2030.
وقال إن تلك الاستراتيجية ترسم مشروع مجتمع ومستقبلا واعدا لفائدة موريتانيا يراعي قيمة الأقاليم وموروثها الطبيعي والثقافي وتطلعات شبابها وحقوق أجيالها الحالية والمستقبلية وذلك طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز،مبينا إلي أن هذه الاىستراتيجية جاءت نتيجة تشاور عام شاركت فيه جميع الأطراف المعنية يضع البيئة في صميم التعهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي لموريتانيا ومن القرب من المعدمين والشفافية في تسيير الموارد الطبيعية ركنا رئيسيا في الحكامة البيئية .
وأوضح أن ظاهرة التصحر والتغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي قضايا من بين أخرى تمثل تحديات تواجهها البلدان الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسور الأخضر الكبير ويخشى أن تقوض توازن المنظومات البيئية الطبيعية في شبه المنطقة،مبينا أن إفريقيا المحكوم عليها بمواجهة هذه التحديات،اعتمدت علي تنفيذ استراتيجية تسمى" المبادرة الإفريقية للسور الأخضر الكبير التي تعتبر وليدة مسار تشاوري على المستوى السياسي والفني والعلمي في 17 يونيو 2010 بانجامينا بجمهورية اتشاد من طرف 11 دولة عضوا من منطقة الصحراء الكبرى والساحل الافريقي.
وأوضح البروفوسور عبدالله جا، الأمين التنفيذي للوكالة الافريقية للسور الأخضر الكبير من جانبه أننا أمام مصير قارتنا وملتزمون -كخبراء أفارقة- بكتابة صفحة خضراء لتاريخنا المشترك لتذليل الصعاب المناخية البيئية التي تواجه بقوة جهودنا في مجال التنمية وذلك عن طريق أنشطة مخططة ومتشاور بشأنها.
وأعرب عن ارتياحه لما حققته افريقيا بالتعاون مع شركائها في التنمية ومؤسساتها وسكانها والمجموعات المحلية من مشاريع واعدة لها وللبشرية جمعاء، مبرزا في هذا الصدد مبادرة السور الاخضر الكبير باعتباره ترجمة ورؤية والتزاما من لدن رؤساء دول وحكومات قارتنا لمواجهة التصحر وتدهور الأراضي والتغير المناخي وما يعنيه ذلك من اشكاليات حساسة بالنظر إلى تأثيراتها السلبية على الحياة وسياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدان الساحل .
وعبر السيد شام صمبا هارونا،ممثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة لدى الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتنمية من جهته عن استعداد منظمته لمواكبة تنفيذ مبادرة السور الأخضر الكبير ذات الطابع الاستراتيجي والتي يمثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة أحد أطرافها،مشددا على أهمية العمل على حشد المزيد من التمويلات خدمة للعمل الميداني في هذا المجال.
تجدر الاشارة إلي أن الوكالة الافريقية للسور الأخضر الكبير بالتعاون مع الدول الأعضاء وتحت وصاية لجنة الوحدة الإفريقية تعمل على تنسيق ومتابعة وتعبئة الموارد لتنفيذ السور الكبير ولها امتداد في كل من الدول الأعضاء عبر هيئات وطنية تكلف بتنفيذ مختلف مكونات المشروع على المستوى الوطني .
ويتمثل هذا المسعي في مواجهة أهم المشاكل البيئية والمناخية في اطار تعاون شبه اقليمي عبر تدخلات تهدف في مرحلة أولى إلى كبح اتساع التصحر واستعادة وتثمين المقدرات واقامة تنمية مستديمة في الشريط الصحراوي الساحلي وصولا إلى تحويل المناطق الجافة والقاحلة في الساحل الإفريقي إلى أقطاب ريفية للإنتاج والتنمية المستديمة وهو ما سيتسنى من خلاله اسهام القارة فى العمل البناء ضد التغير المناخي والتصحر وتدهور الأراضي ومكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي .
جرى افتتاح هذه الدورة بحضور الأمين العام لوزارة الزراعة السيد أحمدو ولد بوه والأمينة العامة لوزارة البيطرة السيدة ميم بنت الذهبي وشخصيات عديدة أخرى.