بعد أقل من ثلاث سنوات من العمل، توقفت قناة "الجزيرة أميركا"، حيث كانت الليلة الوداعية هي ليلة الثاني عشر من أبريل، بعدما واجهت مشاكل اقتصادية في سوق الإعلام الأميركيّة.
وكانت قناة "الجزيرة" قد أعلنت الخبر في بيان وزّعته على موظّفيها منتصف شهر يناير الماضي. وأعلنت القناة عن عزمها إطلاق منصات رقمية جديدة في الولايات المتحدة الأميركية، من دون أن تحدد موعداً محدداً لإطلاق هذه الباقة. هذه الفكرة أتت انطلاقاً من النجاح الذي حققته المنصة الرقمية AJ+، وفق ما جاء في البيان.
الوداع على الشاشة كان مؤثراً، إذ اجتمع الموظفون في القناة أمام الكاميرا في غرفة الأخبار، ووجّهوا رسالةً إلى المشاهدين، جاء فيها: "وهذا كل شيء بالنسبة لنا في "الجزيرة أميركا". هناك المئات من الصحافيين في نيويورك وحول العالم، كانت رسالتهم إعطاءكم الأفضل في الصحافة. من اللحظة الأولى لبثّنا، وعدناكم أن نقدم لكم التغطية التي لا تقدمها وسائل الإعلام الأخرى، ونأمل أن نكون وفينا بوعدنا في كوننا صوت الذين لا صوت لهم، وقول الحقيقة... لهؤلاء منكم الذين دعمونا على الهواء وعلى الشبكة، نشكركم للسماح لنا نحن بأن نقدم لكم قصصنا".
وفي رسالة أخرى، قالت القناة: "العزيزة أميركا، انطلقنا مع وعد بسيط: القصص المستندة إلى حقائق، عدم الانحياز، وإعلام يدخل في العمق... وفي 20 أغسطس/ آب 2013، حددنا هدفاً بأن نغطّي كل أميركا، وفعلنا. ألف مدينة ومحلة، 10 آلاف قصة.. كان من دواعي سرورنا، ليلة سعيدة ووداعاً".
كما بثّت القناة تقريراً عن تغطيتها التي حازت على جوائز.
ولكنّ توقف "الجزيرة أميركا" جاء مخالفاً لما أعلنته القناة سابقاً، أي أنّها ستتوقف في الثلاثين من أبريل، حسبما أعلن آل أنستي، مدير "الجزيرة أميركا". وقال آنستي في البيان نفسه إنّه "بينما بات للقناة مشاهدون أوفياء في الولايات المتحدة، فإنّ الوضع الاقتصادي في سوق الإعلام الأميركية دفع الشبكة إلى اتخاذ هذا القرار الاستراتيجي، بتوقيف عملياتها وإنهاء خدماتها"، مؤكداً أنّ الشبكة "ستنهي العملية بشكل ينسجم واحترامها للزملاء".
الأمر نفسه جاء في رسالة المدير العام بالوكالة، مصطفى السواق، للموظفين في شهر يناير، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ "هذا الأمر لن يؤثر على أي من مهام وعمليّات الشبكة"، مثمّناً جهود الموظفين لوصول الشبكة إلى الريادة. ولم يُوضح في البيانين مصير الموظفين العاملين في الشبكة.
على مواقع التواصل، أعرب مشاهدون عن حزنهم لتوقف القناة، مشيرين إلى أنّ الرسالة التي وجهها العاملون في القناة كانت مؤثرةً جداً. وقال أحدهم: "فكرة أن الجزيرة ستتوقف تغضبني".
كما أعرب العاملون في الجزيرة عن حزنهم في هذا الوداع، ونشروا صوراً من داخل القناة ولصورة القناة بعد وقف بثها. وقال ياسر: "إنه فصل جديد من ريادة الجزيرة".
الشبكة العربيّة الأبرز، الناطقة باللغة الإنجليزيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة، كان مخططاً لها أن تنافس شبكتي "فوكس نيوز" و"سي إن إن"، لكنّها واجهت مشاكل قبل انطلاقتها، إذ إنّ موزّع الشبكات AT&T ألغى الشبكة، بينما اضطرّت "الجزيرة أميركا" إلى إعادة التوزيع في عمليّة استمرّت أشهرا، لتصل إلى 64 مليون منزل. وفي مارس/آذار 2015، أضافت الشبكة ساعتين لبرنامجها الصباحي، وخلطت في موادها بين تلك المعدّة في لندن والدوحة.
يُذكر أنّ "الجزيرة" تملك قناةً أخرى هي "الجزيرة إنجليزيّة" ناطقة باللغة الإنجليزيّة، لكنها تبثّ خارج الولايات المتحدة الأميركيّة.