أحد رجال الاستطلاع الفرنسيين وصل اترارزه سنة ١٨٥٠، وطلب من القائمين على إمارة اترارزة إيصاله لإمارة آدرار، للاطلاع الكامل على المعطيات هناك، وذلك كله وفق تنسيق رسمي من طرف الدولة الفرنسية قبل استعمارها لبلاد شنقيط، موريتانيا لاحقا.
يحكى هذا المستطلع و لا أقول المستشرق، أنه زار الإمارة التروزية حينها، أيام محمد لحبيب ،و كان لهذا الأمير حينها مجلس استشاري يتكون من ١٢٠ فرد، من قبائل عدة ، وكان يحرص على استشارتهم بصورة حقيقية، واحدا واحدا.
و قد أوصلت إمارة اترارزه مستطلع فرنسا إلى مقر إمارة آدرار، بضواحى شوم ، أكثر من ١٠٠ كلم ،شمال مدينة أطار، عند "شار" ،الذي ما زال يوجد به ،نخل أهل عثمان.
يقول المستطلع المشار إليه، ثم أوصلونى لمدينة أطار ،و حذروه من البقاء وقتا طويلا فى تلك المدينة.
وقال أطار توجد بها وقتها، سنة ١٨٥٠، ثمانين منزل وأغلبية سكانه من"اسماسيد"،٦٠٠شخص والباقى من قبيلة "تيزك".
وقال المستطلع إن أطار فى تلك السنة صدر حمولة٢٦٠٠جمل،ما بين الشعير و التمور،ومما ذكر هذا الباحث الفرنسي أنه أثناء زيارته هذه لمدينة أطار قابل تاجرا يهوديا زائرا للمنطقة، كان ذلك فى عهد الأمير أحمد ولد سيد أحمد ولد أحمد العيده، و من الظريف الطريف ،أن بنت المزوار المشظوفية زوجة الأمير المذكور، كان لها حراس ،يسمون اصنادره،و كانت بداية التسمية .
أما اليوم بعد١٦٧ عام ،يقدم ولد عبد العزيز على ترشيحات على مستوى مقاطعة أطار لا يوجد فى واجهتها أي مرشح من "اسماسيد اطار "، الذي أسسه أحمد ولد شمس الدين، الشريف الادريسي ،قبل حوالي ٤٥٠ سنة ، و هو ما أثار الاستياء الواسع فى أوساطهم و استفهامات كبيرة تستحق المعالجة و التأمل.
فهل سيشهد "ابيروه" (مركز مدينة أطار) معركة انتخابية، تاريخية و شرسة بحق . و ربما تكون المعركة الانتخابية المنتظرة مع مطلع أيار سبتمبر ٢٠١٨، مجرد معركة استطلاعية تحضيرية للمعركة الانتخابية الرئاسية الحاسمة للولاءات و التحالفات سنة ٢٠١٩.
وجه الإثارة و الإرباك أن أهل عبد الله خدموا النظام القائم و احتقروا بعض أقاربهم فى موريتانيا كلها و أطار بوجه خاص من أجل علاقتهم الخربة الغامضة مع ول عبد العزيز ،و رغم هذه التنازلات السيئة الفاضحة لم تشفع لهم عند السيد الرئيس،فتخلص منهم انتخابيا فى أطار و رماهم أخس رمية ،كالمعتاد.
إذن "مانقطعت اتراب" ،كما يقال فى المثل الحساني "واجب اسمين ".
و رغم ممانعة محمد ول نويكظ المؤقتة الاستهلاكية و محاولة ترشيحه لخاله الحليم، لمنصب العمدة باطار عن طريق الحزب الحاكم ، و إن كان على رأي بعض معارضيه ،مثير السمعة أخلاقيا ،حسب بعض المتابعين ميدانيا،إلا أن عزيز المتغلب جزاه الله خيرا، خفف عن الأطاريين من هيمنة ول جيل و أخواله.
أما أهل نويكظ انتخابيا ، فيصدق فيهم المثل الحساني "ما كنا ركوبا و لا طحنا".لكن هل يكره فعلا بعض أصهاره ،هؤلاء؟ أم أنها بعض أوراق الشطرنج الخبيث المعقد فحسب؟!.
وهل سيؤول الامر فى نهاية اللعبة الرئاسية هذه ،وإن كانت غير مباشرة ، إلى صاحب الخطة "أ" التوسعية المرشح الرئاسي "دودو سك" أم إلى صاحب الخطة "ب"الاحتياطية محمد "أكسترا"؟!.
اللهم احفظ وطننا و سائر المسلمين من سائر الفتن ما ظهر منها و ما بطن ، اللهم ألهم جميع الموريتانيين التفاهم و التقارب و التصالح ،اللهم احفظ صهرنا و أبعده عن العجب و الرياء و الغرور و الحسد و الحقد و صالح بينه و جميع أصهاره و جميع الرعية ، و ثبتنا على نصحه لله ، من غير إفراط و لا تفريط.
و أظهرنا على ولد بوعماتو و سائر خصومنا، بما يعظهم و لا يضرهم، و يكف ضررهم عن الجميع.
اللهم آمين .