بيرام ولد الداه ولد اعبيدي يفتح النار على أكثر من طرف سياسي

ما بين المحرقة والتحالف مع الصواب، جذب بيرام ولد اعبيدي الأنظار، انه حقوقي مثير للجدل، لكونه سليط اللسان بشكل انتفضت معه الأوساط التقليدية.

وبيرام ولد الداه الحقوقي العالمي، يمتلك جرأة في الطرح، غير معهودة في الساحة السياسية، لكن حركة إيرا اثبتت نفسها رغم عواصف الحقوق والسياسة في مورتيانيا، نجحت خارجيا بشكل كبير، واليوم هي مقبلة على تحقيق نجاح داخلي في الموسم السياسي، وهذا يطرح الكثير من الأسئلة.

من رجل يتم التحضير لتقديمه الى حبل المشنقة، الى رجل ينافس لهزيمة النظام في مدن كبيرة، من خلال قيادته لحركته التي يفترض ان تتحول بعد انتخابات سبتمبر القادم الى قوة منافسة لها أصوات في البرلمان.

 وتشكر الوكالة زعيم حركة ايرا على افساح المجال لهذا اللقاء الحصري مع وكالة انباء الوئام الوطني.

يفتح بيرام –كعادته- النار على الكهنوت الديني، وصحافة النظام، ويمجد ضحايا الرق، وارامل الجنود الذين تم اعدامهم، ولكنه –على غير عادته- يفتح ملفا جديدا، يتواصل ويتحالف مع قيادات من عمق الوسط التقليدي الموريتاني من زعماء تقليديين ومرجعيات روحيات.. كيف ذلك؟ هذا ما تحدث عنه في هذا اللقاء.

اجرى الحوار: الربيع ادوم

 

1-       وصلتم مساء الخميس الماضي من الولايات المتحدة حيث حضرتم ملتقى حول الرق أطلعونا على أهم ما تم تقديمه في هذا الملتقى؟

-         الملتقى الذي شاركت فيه عقد في 24 يوليو في مبنى الكابيتول (مجلس الشيوخ الأمريكي) وهو ملتقى يبحث في "العبودية في ساحل الصحراء.. الرواسب والحلول" وكانت موريتانيا من المحاور الأساسية لهذه النقاشات، حيث بقايا الاسترقاق وأبعاده وتأثيره على العلاقات المجتمعية بين الفئات.

نظمت هذا الملتقى منظمة الشعوب الغير ممثلة "لي ام بي" وتناضل هذه المنظمة من اجل عدد من الشعوب مغتصبة الحقوق.

ولحراطين هم من الشعوب المغتصبة أراضيها والمحرومة في بلدها من المواطنة التامة. ويمارس عليها التعسف.

ومنذ 2011 قمت شخصيا بتسجيل الحراطين في تلك المنظمة الجامعة لقرابة 20 من الشعوب المغتصبة تدافع عنها هذه المنظمة. وتم تنظيم المؤتمر بالشراكة مع ايرا وعدد من المنظمات حول العالم.

بالنسبة للمؤتمرين المحاضرين، كنت موجودا وكان الأستاذ الجامعي إسماعيل مونتانا، وباكاري تاندي دكتور امركي من أصول مورتيانية من سكان كيهيدي رئيس ايرا نيويورك، واريس بولار مؤسسة ايرا اس وموريس ميدل بيرغ من منظمة الحرية للعبيد ومقرها في واشنطن دي سي وعدد من نشطاء حقوق الانسان العالميين.

 

2-    لنعد قليلا الى موريتانيا بعد هذه الجولة الحقوقية.. منذ نشأتها كانت علاقة ايرا متوترة مع الاعلام، ما هي خططكم للتعامل مع الإعلام وكيف تنظرون اليه؟

الحقل الاعلامي بالنسبة لي مقومة من المقومات الاساسية للنظام الديمقراطي في جميع الدول، لكن في موريتانيا بعض وسائله مؤطرة من النظام، من طرف النظام والمجموعات المتغلبة المفترسة للحقوق وكرامة البشر وموارد الدولة والتي لا تحترم الدستور والديمقراطية ولا حتى الشريعة الإسلامية السمحاء.

الدولة تلبس جواسيسها لبوس الصحافة، وتوججها لممارسة التجسس والوشاية والارجاف والافك ضد معارضين النظام العصيين على التدجين.

اخر موضوع تجسس هو ما قام به دداه عبد الله الذي ابلغنا انه يسعى لمقابلتي لانتاج مواد لصالح قنوات عربية على ضوء التحالف الأخير بين إيرا والصواب وقضى معنا أيام وتبين ان المخابرات ارسلته للتشويش على الاتفاق، وتبين ان المادة هي مجرد مادة تستعملها المخابرات ضد بيرام وضد ايرا.

 

3-       قمتم مؤخرا بالتواصل مع عدد من الرموز الاجتماعية التقليدية، وهذا امر طبيعي في السياسة المورتانية، لكن عندما يتعلق الامر بإيرا، هنالك أسئلة يمكن ان تطرح، ونحن نتساءل، هل كان هذا التواصل بإرادة مشتركة أم فردية من طرف ايرا؟

بانلسبة لنا فان الأوساط التقليدية لم تقبل كلها التجنيد ضد ايرا، فهنالك وجهاء قبليين لو ان الدولة تستطيع ان تكلمهم لاستخدام سلطتهم الدينية والسياسية لفعلت، لكنها لم تستطع، ولم تتحالف هذه الأوساط مع الدولة ضدنا، على عكس أوساط أخرى تم استعمالها لتشريع الطرد من الرحمة، وهنالك أوساط تقليدية غير راضية على الكهنوت الديني الذي استفحل وقوت شوكته وطغى، ولم يقتصر بطشه على العبيد والحراطين بل طال عدة مجموعات ضربت في الصميم سياسيا واجتماعيا.

الكهنوت الديني استقوى بالعقيدة الجامعة والاسئثار بالإفتاء وشرعن قوته وقدسها، ولكن لم يرضخ له الجميع، وتقف ضده الأوساط التي نتواصل معها اليوم، وكلما تقدمنا في المعركة وفككنا الحصار كلما فتحت العلاقة بيننا وبينهم، وربما احفاد أولئك الكهنة الذين فروا من الكهنوت الى الحق وإعلان الحق، من أبناء المشايخ والحضرات الدينية الذين حشروا في الزاوية، وضاقوا ذرعا بإعادة انتاج الكهنوت الذي منعهم من الولوج الى فضاء التعايش والاخوة، وفرض معايير التكبر على الناس والقدح في عقيدتهم.

الكهنوت الديني تم تطعيمه بالوهابية التي تتبنى التطرف العنيف، والتي أصبحت منتشرة وتتم محاباتها ويحابيها النظام ويحتضنها الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهي وهابية مستوردة عنيفة ومتطرفة، وفي مركزها الأساسي المملكة العربية السعودية بدأ النظام يكافح التطرف ويفكك سلطته، وبدأ يردعه ويتخلص منه، ولكن النظام هنا يستقوي به على المستضعفين سواء حراطين او معلمين او غيرهم، ويسلط عليهم سيف التكفير، حيث إباحة دمائهم وطردهم من الرحمة، والتنكيل بهم وتجهيز تهمة التكفير.

مثلا فان كفاحنا ضد العبودية في السنوات الماضية، استغله  الجبابرة والمنافقين في حروبهم الظالمة، وهم لا يقبلون اننا نكافح العبودية بل الإسلام، ومحمد ولد عبد العزيز يتهمنا بالهجوم على الإسلام، ومزمرينه كلهم من كل الاطياف يدعون اننا نكافح الإسلام والبيظان والعنصر الأبيض، وذلك من اجل ان يتسلحوا وان يكون المسلمون والمقدس والراي العام المسلم الى جانبهم، يعرفون ان البيظان لهم قدرة بحسب المسلكيات والبيئة مع الحراطين وافلان لهم ميول ضد العبودية لذلك هم يتسلحون ضدنا بالدين.

راينا ان هذا النظام الذي يتبنى التطرف العنيف ودعشنة المجتمع والتضييق على الحريات والمساوات، تجني على شباب البيظان الذي اختار العلمنة عن تجنيد الدين واستخدامه ضد المستضعفين، واصبح النظام المتدعشن يقول ان من يريد العلمانية يريد الكفر.

والعلمانية والكفر لا علاقة بينهم، لان العلمانية فصلت الدين عن الدولة، فالسنغال مثلا دولة علمانية ومساجد السنغال انظف من مساجد موريتانيا.

الحكومة في السنغال تحترم الدين وهنالك مشايخ وعلماء دين تتلمذ عليهم الكثير من المورتيانيين، كون الحكومة في السنغال علمانية لم يؤثر على انتشار الدين واحترام العلماء.

في السنغال الحكومة تحترمهم الدين والرئيس مسلم، وكان قبله رئيس مسيحي ولم تحدث أي مشكلة، ان محاربة الدين الحقيقية هي تحميل الدين ما ليس منه واكراه البشر على تقبل رؤية معينة للدين وإخراج المتدينين من دينهم ونشر المغالطات التي تخدم فئات معينة، وتزوير الحقائق.

لا تتنافى العلمانية مع فسح المجال للدين، وميثاق المدينة المنورة هو ميثاق علماني يتسع للجميع، في السنغال يتم احترام الأديان، وهذا لم يؤثر على انتشار الدين الإسلامي في هذا البلد العلماني.

4-    بنت ايرا خطابها على أساس إعادة الامل للضحايا السابقين للعبودية، وقد اشرتم في تصريحات سابقة الى ترشيح احدى ضحايا العبودية.. من هذا المنطلق كيف اهتمت ايرا بمعاييرها الحقوقية في الترشيح للانتخابات القادمة؟

نضال حركة ايرا هو نضال موضوعه يتعلق بكرامة البشر وإعادة الكرامة للإنسان، سواء كان عبدا اوأمة او من أي شريحة أخرى، سواء تعلق الامر بسيدة ميتمة او مرملة بدواع عنصرية او "معلم" تم ازدراؤه وفرضت عليه الدونية او بيظاني من أي مستوى من الذين ظلموا وهضم حقهم.

هذا بالنسبة لحركة ايرا في قائمة الأولوية وعندما حصلنا على اتفاق سياسي مع الصواب ونحن في الأصل مهاجرين الى الشرعية ومنعتنا الدولة من الترخيص لحزبنا.

وعلى هذا الأساس رشحنا أمة مستعدبة في السابق وتم تحريرها بفضل جهود حركة ايرا، وقد حررتها الدولة بفعل نشاطنا وبشكل موثق تلفيونيا، لتتحدث عن مأساتها وحقوقها دون حاجة الى وسيط.

كما رشحنا احدى ارامل العسكريين الذين تم اغتيالهم بشكل عنصري وهي تمثل الارامل الذين يتمتهم ايادي لا زالت تخدم في الدولة ولم تطلها المساءلة ولا العقوبة.

والعنصر الثالث الذي دافعنا عنه هو السجناء السياسييين الذين تم استخدام القضاء ضدهم وقد وضعناهم في صدارة لوائحنا، ومن ابرزهم السيناتور محمد ولد غدة وقد تم ترشيحهم جميعا ولاحقا اعتذر محمد ولد غدة عن ترشيحه في احدى اللوائح على الرقم الثاني وقال انه حصل على ترشيح رقم 1 على لائحة حزب ايناد المعارض ونتمنى له النجاح.

5-    هنالك أحزاب يجمعكم معها الخطاب ضد العبودية ، مثل التحالف، حزب تأسس قبلكم بكثير، واليوم هنالك انسحابات في هذا الحزب يعيدها البعض لطبعة الخطاب الذي يقدمه الحزب، وقد فقد التحالف فعلا جزء مهما من بريقه، كيف ترون هذا الوضع وكيف تحللونه؟

نثمن سلفنا المناضل، وقد قدم التحالف وغيره الكثير في السنوات الماضية، وباسمي واسم حركة ايرا اتاسف على الانسحابات الأخيرة والتي شملت أوساط التحالف الشعبي التقدمي ولست مرتاحا لها ولا اريدها ان تحدث، وحصلت لكثير من الأحزاب المناضلة للأسف عبر تاريخها، واعتقد ان ذلك لا يحصل بسبب تبديل في الخطاب، ولكن بسبب سوء تقدير ارتدادات الشراكة مع الدولة عن قرب، حيث  لم تتريث هذه الحركات والأحزاب ولم تتحرز في الشراكة مع الأوساط الرسمية والاوساط المناوئة للتحرر، فهنالك أوساط نمت في مفاصل الدولة وتحتضنها الدولة العسكرية والمدنية والسياسية.

ونحن ناخذ التجربة من ذلك من خلال نواميسنا وترسانات الأمنية التي عندنا ليس من خلال الخطاب فقط.

6-    منذ المحرقة وحتى الآن، كانت هنالك مراحل متنوعة، واوقات مؤلمة مرت بها الحركة وكذلك مررتم بها بشكل شخصي، ما هو ابرز ما تحقق في نضالكم ضد العبودية؟

رؤيتنا ان الإنجازات العامة للحركة هي إنجازات باهرة تمثلت قدرتنا وقد ظهار قدرتنا على امتصاص الضربات الأمنية والعقائدية والسياسية، التي حاول النظام بجميع اطرافه العميقة والسطحية ان يسدد لنا، ولكن قدرتنا كانت كبيرة على تحمل هذه الأوضاع، وهنا اشيد بشباب ايرا على قدرة التحمل وامتصاص الضربات والمقاومة و الخروج من المؤامرات الكبيرة، خروج إبراهيم من مؤامرة قومه، وحققنا نجاحات كبيرة على اختراق ايرا لجدار الحصار الإعلامي الذي فرضته وسائل اعلام الرسمية وغير الرسمية التي تحترف التجسس وقد وصلنا الى قلوب الموريتانيين مع مرور الوقت.

وهنا نشكر المجموعات التي وجدنا فهيم مساندة واستماتة في الدفاع عنا، وهذا ما عكسه توصيلنا لرسالتنا المرتبطة بمكافحة العبودية لدى منظمة دولية مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايس ووتش وعدد من المنظمات العالمية الأخرى النشطة في مجال حقوق الانسان على مستويات عالمية.

وقد حققنا ايضا نجاحات على المستوى الجماهيري وقدرة تعبوية على تحريك الجماهير وهذا أيضا التعاطف الذي حصلنا عليه محليا ودوليا وقدرتنا على محاججة النظام في المنتديات الدولية كل هذا كان انتصارات حققتها الحركة لصالح حقوق الانسان في موريتانيا والعالم وهي انتصارات تخدم التعايش والسلام.

شكرا السيد الرئيس