وجوه علمية ودعوية افتقدها الموريتانيون في رمضان/ إعداد موقغ الفكر

مع كل موسم رمضاني تتجدد أشواق الإيمان، وأحاديث الدعوة في وسائل الإعلام الموريتانية، وخلال خمسة عقود من عمر الدولة الموريتانية، كان الإعلام الرسمي المنبر الدعوي الإعلامي الوحيد خلال شهر رمضان.
مضت عقود، وألف الموريتانيون أصواتا ووجوها، شكلت وعيهم الديني ووجدانهم الرمضاني، وأغلب هؤلاء غادروا الحياة إلى رحمة الله، ومن بينهم آخرون
ومن أشهر الوجوه العلمية التي افتقدها الموريتانيون، وخصوصا أجيال عقود ما بعد الاستقلال إلى بداية عقد الالفينيات
-  الشيخ محمد الأمين الشيخ: مؤسس مدارس ابن عامر الإسلامية، وأحذ أبرز المصلحين الموريتانيين، وقد كان لبرنامجه " من وحي الإسلام" دور كبير في نشر الوعي الديني والتصدي لموجات الإلحاد، خلال أربعة عقود، كما كان لمدارس ابن عامر الإسلامية دور مهم في احتضان وتوجيه طلاب المحاظر الموريتانية، توفي الشيخ محمد الأمين الشيخ في قريته بوخزامة بالحوض الشرقي في 29 يوليو 2007 عن عمز ناهز الثانية والسبعين
-  محمد محفوظ ولد محمد الأمين: المرشد الديني للإذاعة الموريتانية، وأحد أهم الأصوات العلمية التي رافقت الموريتانيين خلال شهر رمضان، بصوته الهادئ، كانت الإذاعة تفتح أدعية الإفطار قبل أن تبث الإذان، قبل أن يقدم حلقة مختصرة من أحاديث الصيام، كما كان للشيخ محمد محفوظ ولد محمد الأمين دروس متعددة، وحضور إعلامي نوعي في برنامج منابر مضيئة الذي كان يقدمه رفقة الشيخ أحمد ولد النيني، توفي الشيخ محمد محفوظ ولد محمد الأمين في الثاني من شوال 1427 عن عمر ناهز الثمانين
-  الشيخ عبد العزيز سي: أحد أبرز الدعاة والعلماء والقراء الموريتانيين، وهو إمام الجامع المغربي في موريتانيا، بدأ الشيخ عبد العزيز حياته قاضيا شرعيا قبل أن يتفرغ للدعوة والإمامة، وكان أحد القيادات الدعوية للتيار الإخواني في موريتانيا، قبل أن يتحول إلى جماعة الدعوة والتبليغ، وقد كان لدروسه التي يقدم باللغة العربية والبولارية أسلوب خاص وقبول واسع لدى الموريتانيين، توفي الشيخ عبد العزيز سي في 2 مايو 2012 عن عمر ناهز سبعين سنة.
-  الشيخ بداه ولد البوصيري: كان لخطب الشيخ بداه وصلواته في التراويح إيقاع خاص، ونغم روحاني يخترق أرواح الموريتانيين الذين فتحوا أعينهم في عاصمتهم الفتية على صوت الشيخ الإمام بداه، فاعتبره الجميع أبا لهم وموجها وشيخا ومصدر إلهام، قبل أن يتوقف ذلك الصوت الإيماني، بعد وفاة الشيخ سنة 2009 عن عمر ناهز التاسعة والثمانين سنة.
-  الشيخ محمد سالم ولد عدود: كان الشيخ محمد سالم ولد عدود ضيف القمة في برنامج روضة الصيام، وفي السهرة الرمضانية، وكانت الحلقات التي تستضيف الشيخ عدود بمثابة المجلس الإكاديمي والمحضن التربوي والمنتدى الأدبي واللغوي، وقد غاب صوت الشيخ عدود عن أسماع أجيال من الموريتانيين رافقها ذلك الصوت الهادئ الحيي المفعم بالإيمان والوقار طيلة عقود، قبل انتقاله إلى رحمة الله تعالى تسعة أيام قبل وفاة الشيخ بداه ولد البوصيري.
-  باب ولد معط: الفقيه الفرائضي والأديب الفرنكفوني اللامع، أحد أبرز رجال التعليم في موريتانيا منتصف السبعينيات، انتقل باب إلى دراسة الشريعة الإسلامية، وبرز في مجال علم الفرائض، وقد كانت له دروس نوعية في هذا المجال، كما كان يقدم دروسا باللغة الفرنسية في الإذاعة الرسمية، وقد خلف الشيخ باب ولد معطه نجله الفقيه الدرديري الذي يعتبر أحد أبرز العلماء الموريتانيين الشباب.
-  الشيخ محمد عبد الله ولد المصطف: عالم شاب ظهر فجأة في برامج المسابقة الرمضانية التي كان يحرز جوائزها باقتدار، قبل أن يبرز أيضا ضمن برامج روضة  

الصيام والسهرة الرمضانية، وقد عرف بموسوعيته العلمية، وخبرته في مختلف فروع الشريعة الإسلامية، توفي في 18 يونيو 2014 في حادث سير.
-  الشيخ حمدا ولد التاه: رافق الشيخ حمدا ولد التاه المسار العلمي والدعوي للدولة الموريتانية منذ تأسيسها، وزيرا ومديرا للشؤون الإسلامية، ثم أمينا عاما لرابطة علماء موريتاني، ومفتيا ومرشدا عبر برامج إذاعية مختلفة متعددة، وقد غاب الشيخ حمدا ولد التاه – شفاه الله ومد في عمره – عن المشهد الإعلامي والدعوي وذلك بسبب ظروفه الصحية.