حرب روسيا على أوكرانيا .. متى يعم السلام؟

عشرات الآلاف من الجنود سقطوا من الجانبين، وآلاف القتلى من المدنيين الأوكرانيين، ومدن لا حصر لها دمرت. أضف إلى ذلك النقص العالمي في الطاقة، وارتفاع نسب التضخم والمجاعة في العديد من البلدان النامية، هذه هي حصيلة عام من الحرب. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل في تحقيق هدفه المتمثل في احتلال أوكرانيا بالكامل. لكن روسيا تحتل حوالي خمس مساحة البلاد.

الوضع على الجبهة الطويلة لا يتحرك منذ شهور، فقد توقفت عمليات استعادة الجيش الأوكراني المذهلة لأراضي البلاد المحتلة. روسيا تشن هجمات جديدة وتقوم بعمليات حفر خنادق على الخطوط الأمامية في شرق وجنوب أوكرانيا، وحرب المواقع والاستنزاف مستمرة.

رغم ذلك، لا يُبدي أي من 

الطرفين رغبة جادة في الانخراط في مفاوضات سلام في الوقت الحالي. يبدو أن روسيا تعتقد أن لها القدرة على الصمود والانتصار على المدى الطويل. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد قال مرارا إنه سيتم استعادة جميع الأراضي التي تحتلها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. ويريد الغرب المؤيد لأوكرانيا أن يترك لها قرار متى وكيف تتفاوض.

الخوف من حرب عالمية جديدة

لكن الضغط من أجل مفاوضات السلام يرتفع في الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، بما في ذلك ألمانيا. في أحدث استطلاع أجرته قناة ARD الألمانية في 9 شباط/ فبراير، يعتقد 58 في المائة من الذين تم استجوابهم أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب لم تكن كافية، وهي النسبة الأعلى منذ اندلاع الحرب.

السياسية اليسارية سارا فاغنكنيخت والناشطة في مجال حقوق المرأة أليس شفارتسر قدمتا التماسا لإجراء مفاوضات سلام فورية ووقف تسليم الأسلحة. الالتماس يحذر من حرب عالمية جديدة وكتب فيه: "يمكن لأوكرانيا بالفعل أن تكسب بعض المعارك - بدعم من الغرب. لكنها لا تستطيع النصر في حرب ضد أكبر قوة نووية في العالم". وقع على العريضة العديد من الفنانين، وأيضا عدد من رجال الدين والسياسة

من جانبه فإن السفير الأوكراني في برلين، أوليكسي ماكييف، فقد صرح لموقع "تي أونلاين" الإخباري إنه لا يستطيع فهم الخوف في الغرب من التصعيد إلى حرب عالمية ثالثة، ويشرح بالقول: "أوكرانيا في الحرب العالمية الثالثة بالفعل. روسيا تشن حرب إبادة ضدنا".