في سابقة من نوعها.. رئيس الجمهورية يشرك المرضى في أفراح العيد

أن يشرف رئيس في يوم عيد على نشاط ترفيهي، أو أن يخرج في نزهة تحت عناوين مختلفة، فتلك سنة عهدها الناس كثيرا.. أما أن يتذكر الرئيس، في غمرة الاحتفال بالعيد، أناسا أبعدهم المرض عن بيوتهم، ومنعتهم الآلام من التعبير عن الفرح.. فتلك سنة جديدة سنها رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بعد أن أدى شعائر صلاة عيد الفطر.

انتهت مراسيم الصلاة، وتفرق الجمع، وعاد كل إلى بيته أو متجره أو مضى لسبيله.. وحده رئيس الجمهورية لم يعد للبيت، بل إنه لبى نداء ضميره الذي دعاه لمواساة المرضى المحجوزين في أكبر مستشفيين للبالغين وللأطفال في العاصمة نواكشوط (مركز الاستطباب الوطني، ومستشفى الأمومة والطفولة)، حيث لا طعم للعيد لدى المحجوزين صحيا في غرف المنشأتين الصحيتين، لكن زيارة الرئيس لهم أدخلت البهجة في نفوسهم، وحملت معها طعما خاصا للعيد لم يكونوا ليتذوقوه لولا تلك الزيارة الميدانية والمفاجئة.

 لم تكن زيارة كرنفالية لالتقاط الصور والاستهلاك الاعلامي، بل حملت معها يد العون الممدودة في هذا اليوم المبارك. 

لقد اختار رئيس الجمهورية المستشفيين المزوران بعناية فائقة، فهما يقعان ضمن دائرة اهتمام الكل، في مختلف بقاع الوطن، إذ لو كانت الزيارة لمؤسسات صحية أخرى في بعض المقاطعات لكان من السهل صرفها نحو الأهداف الدعائية محاباة لجهة أو استعطافا لطائفة، لكن اختيار مركز الاستشفاء الوطني تم على أساس كبر حجمه، وأقدميته، فضلا عن طابعه الوطني الجامع الذي جعل المواطنين يفدون إليه من جميع الولايات لتلقي العلاج والخدمات الصحية، كما يأتي اختيار مستشفى الأمومة والطفولة لكونه مركزا متخصصا يوفر خدمات صحية موجهة أساسا لصالح الأمهات والأطفال، الذين يمثلون العناصر الأكثر هشاشة في المجتمع.

لقد وجد المرضى المحجوزون  في هاتين المؤسستين الصحيتين أنفسهم وجها لوجه أمام رئيس الجمهورية، فلا حاجب يمنع اللقاء، ولا سكرتير يتحكم في المواعيد، ولا ديوان يحدد مدة التعاطي، فبدا حرص رئيس الجمهورية على السلام على المرضى والسؤال عن أحوالهم والعناية بهم وتقديم المساعدة لهم، فكان يحنو على المرضى ويمسح على رؤوس الأطفال ويستفسر عن صحة الأمهات.

ولم تقتصر زيارة رئيس الجمهورية لهؤلاء المرضى على مجرد الاطلاع وتعابير المواساة وإبداء الأسف وتمنيات الشفاء، بل حملت معها المساعدات المالية، والضمانات الصحية.

ولأن الزيارة كانت خالصة من أية شوائب للسمعة والرياء، فقد حدثت في غفلة من الإعلام، وبعيدا عن الأضواء، ومفاجئة للساسة. 

إنها زيارة إدخال السرور على قطاع من الشعب غيبهم المرض عن مشاركة ذويهم أفراح العيد. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء