بعد فرنسا.. النيجر تلغي الاتفاقيات العسكرية مع الولايات المتحدة

أنهت النيجر الاتفاقيات العسكرية التي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أيام من زيارة وفد دبلوماسي وعسكري أمريكي رفيع إلى نيامي لم يلتق خلالها برئيس المجلس العسكري عيد الرحمن تياني.

وجاء في بيان مساء اليوم السبت أن حكومة النيجر “قررت إنهاء الاتفاقيات العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية بأثر فوري”، والمتعلقة بوضع العسكريين والمدنيين من وزارة الدفاع الأمريكية في النيجر.

وأوضح البيان أن ذلك “تماشيا مع تطلعات ومصالح الشعب النيجري.
ويتلق الأمر باتفاق عسكري موقع عام 2012 بين الولايات المتحدة الأمريكية والنيجر، يسمح بوجود عسكري أمريكي في هذا البلد الواقع في قلب منطقة الساحل الملتهبة بفعل نشاط الجماعات المسلحة الإرهابية.

وتملك أمريكا قاعدة عسكرية في اغاديز شمال شرق النيجر، وهي إحدى أهم قواعد أمريكا في المنطقة، بعد أن أعادت انتشار جنودها بعيد انقلاب يوليو العام الماضي الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.

و تنشر أمريكا طائرات مقاتلة وطائرات درون، كما تعتبر قواعدها العسكرية في النيجر إحدى أهم القواعد العسكرية التي توفر المعلومات الاستخباراتية عن نشاط المجموعات المسلحة وتحركاتها.

وجاء قرار السلطات العسكرية في النيجر بعد زيارة استمرت يومين للمبعوثة الأمريكية الى افريقيا وقائد القوات الأمريكية في افريقيا افريكوم، اضافة الى شخصيات دبلوماسية وعسكرية اخرى، التقوا خلالها رئيس الوزراء على زين وعدداً من اعضاء الحكومة.

ولم يستطع الوفد الأمريكي لقاء رئيس المجلس العسكري عبد الرحمن تياني، لأسباب لم يفصح عنها.

وبينت الحكومة في بيانها اليوم أن الوفد الأمريكي أراد إملاء توصياته على الحكومة في ما يتعلق بعلاقات النيجر وشراكاته مع الدول الأخرى، خصوصاً روسيا وإيران، أبرز غريمين لأمريكا.

وذلك ما أثار حفيظة العسكر، معللين غضبهم برفض تدخل الدول الأخرى في شؤونهم الداخلية وعلاقات التعاون التي تربطهم بشركائهم، فالنيجر “دولة مستقلة ذات سيادة”، كما جاء في نص البيان.

الخطوة التي اتخذتها السلطات العسكرية في النيجر تطور آخر في العلاقات الخارجية لسلطات الأمر الواقع في نيامي، فيعد طرد السفير الفرنسي واخراج مئات الجنود الفرنسيين من البلاد، وانهاء مهمة التدريب التابعة للاتحاد الأوروبي.

ومع هذا التوتر في العلاقات مع الحلفاء في الغرب، تشهد علاقات النيجر بروسيا وإيران ودولٍ أخرى تطوراً، خصوصاً بعد الجولة التي أداها رئيس الحكومة الانتقالية قبل أشهر الى موسكو وطهران وانقرة.