ستون عاما على رحيل حاتم موريتانيا..الزين ولد العبقاري قصة رجل ارتبط اسمه بالكرم

في رمضان المنصرم اكتملت ستون حجة على رحيل أشهر كرماء موريتانيا وأعمقهم صيتا، وأعلاهم صوتا في الندى إنه الشيخ الأثير زين العابدين بن العبقاري.

عرف الرجل باسم الزين ولد العبقري، لكنه عرف أكثر بالكرم، حتى صار اسمه الغاية القصوى والمثل السائر في الجود، حيث بذ أقرانه وسلم له الجميع لذلك، وانعقد عليه الإجماع عليه.

في سنة 1964 أسلم زين بن العبقري الروح إلى بارئها، بعد أن طبقت شهرته الآفاق، وبلغت كلمته الشهيرة "حت زاد" أعلى سمات الأيقونة الدالة على الاستعداد الدائم للبذل وفي كل الحالات.

 

ينتمي زين إلى الأرومة العالية في مجتمعه الجكني، وإلى بيت الزعامة في مجموعته الرماظين، فهو زين بن العبقري بن البشير بن الأمين  بن سيداحمد بن سيدي الهادي بن أجاك بن سيدابوبك بن القاضي يوسف بن القاضي موسي بن رمضان بن جاكن الأبر.

كان والده أحد قادة وعلماء الحضرة الجكنية ذات الظلال الورافة علما وسيادة ومجدا خالد.

 

وفي بيت السؤدد ذلك أخذ الرجل معارف واسعة "والعلم جكني" ثم غلبت شهرته في الكرم على جوانب شخصيته الأخرى من علم وافر، وقيادة مجتمعية فعالة.

وقد شاعت قصص كرم الرجل في كل مجال، وخصوصا ردات فعل  من يفاجئهم كرمه، مثل ذلك الرجل الذي قدم براحلة يريد بيعها، فأمر زين بأن تشد على أحسن الجمال، فطفق الرجل يمدح راحلته، قبل أن يفاجأ بأن زين وهب له معها الجمل ليعود شاكرا متحدثا بغريب ما رأى من كرم.

وفي كرمه الفياض يقول الشاعر الكبير محمد الأمين ولد ختار الجكني :

عَطيتْ زين ابلا گولَ :: اتمَـثـنَ فيهَا واتعالَ

مايعطيها كونْ المولَ :: تباركَ وتعالَ

ولم يكن الكرم الهائل ليمنع الروح الشاعرة التي ملكها الزين ولد العبقري من أن تطل بنفسها أكثر من مرة، حيث تنسب إليه الطلعة الشهيرة.

حَدْ انظَرْ فَالْيلْ الگمْرَ :: كانَتْ تَتْحَنَ فَالگمْرَ

من كيفَن دَخلت فالگمرَ :: لاهِ تگلع عَنها لَحْزيم

يَعرَف عَنٌو بَعْد لْگ امْرَ :: لاهِ تَنعَلْ بُوه بالَحْزِيم

لماذا لا نكرم حاتم البلاد

في الذكرى الستين لوفاة زين العابدين بن العبقري يتجدد السؤال لماذا لا تكرم البلاد أشهر كرمائها، وأكثر أجوادها صيتا وأحسنهم تاريخا، ولماذا لا توجد معلمة خالدة باسم الزين العابدين

ولما يتجاهل الإعلام والإنتاج الوثائقي في البلاد تاريخ هذا الرجل الذي ارتبط اسمه بأسمى قيم الشرف